الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

صانعو «الزربية» التقليدية يتحدون الماكينات في المغرب

صانعو «الزربية» التقليدية يتحدون الماكينات في المغرب
24 أكتوبر 2009 01:01
يذهب كثير ممن يحبون ويقدرون “الزربية الرباطية” إلى “زنقة القناصلة” في العاصمة المغربية الرباط لرؤيتها في كل أسبوع.. مرتين، وفي جو مفعم بعبق التاريخ. فإلى جانب أن الرباط مدينة عتيقة في حد ذاتها، كان زقاق “زنقة القناصلة” يحتضن مقرات القنصليات الأجنبية قبل حصول المغرب على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي. ولكنه تحول الآن إلى معرض مفتوح “للزربية الرباطية” أو السجاد المغربي التقليدي. وفي كل اثنين وخميس، تنتعش “زنقة القناصلة” بأعداد “الزرابي” التقليدية المعروضة للبيع. وتدب الحركة في الزقاق في حدود التاسعة صباحا ولا تنتهي إلا مع قرب موعد صلاة الظهر. ويهرول جميع البائعين في الصباح ليكون أول المبكرين بالحضور، ففي البكور بركة. وتسرع النساء كذلك، مستعينات بعربات مجرورة أو بوسائل نقل حديثة لحمل إنتاجهن الذي سيعرض أمام الزبائن. ولكن قبل ذلك، يجب التأشير عليها من قبل مصلحة خاصة تابعة لوزارة الصناعات التقليدية. وفي “زنقة القناصلة”، يوجد مكتب خاص تتم فيه مراقبة “الزرابي” التي ترغب “المعلمات” (النساء اللواتي ينتجن الزرابي التقليدية) في تسويقها. وتشرف سيدة في مقتبل العمر، تفضل ارتداء الجلباب المغربي التقليدي على نوعية الصوف المستعملة. والتي تؤشر على المنتج بعدما تلصق خلفه ورقة تحمل جميع المواصفات. ولا يمكن بيع أية “زربية” إلا بعد عملية التأشير ما يعني أن المنتج صالح بشهادة مسؤولي وزارة الصناعة التقليدية. ولا يتطلب هذا الإجراء سوى دقائق. وخلال هذه الدقائق يمكن أن تحصل صانعة الزربية على ملصق باللون البرتقالي خلف الزربية ما يعني أن المنتج على درجة عالية من الجودة. أو اللون الأزرق ما يعني أن “الزربية” غير سميكة، فيما يدل الأصفر على أن مستوى الزربية متوسط. وبعد الانتهاء من عملية التأشير، تصل “الزربية” إلى “الدلال”. وهو الشخص المكلف بتسويق الزربية أمام أنظار الجميع. يقترب من صاحبة الزربية ويسمع منها الثمن الأولي الذي تقترحه لينطلق في المناداة على من يرغب في الدفع أكثر. ويعمل بهذا النظام في سوق الزرابي به منذ سنوات طوال، إلى درجة أنه أصبح عرفا لا يناقش. وينجذب “للدلالين” أصحاب المحلات الذين يشترون “الزرابي” بالجملة. كما لا يغيب عن هذه المرحلة الزبائن العاديين الذين يرغبون في شراء “زربية” بثمن أقل. ويقول الحرفيون إن قيمة “الزربية الرباطية” تظل دائما في المقدمة رغم انتشار تسويق “الزرابي” المصنعة بالآلات الحديثة. ويبدأ ثمن المتر المربع “للزربية الرباطية” من 1000 درهم. وهناك أنواع جيدة يفوق ثمن بيعها 2500 درهم لأنها تمزج بين الصوف والحرير الخالصين. وفي الوقت نفسه تباع “زرابية” المصانع بما يتراوح بين 100 و250 درهما للمتر المربع. ما يعني أن وجه الاختلاف كبير من حيث جودة المنتج والأشكال والرسومات التي تميز “الزربية” المصنعة يدوياً. وتتفنن النساء المتخصصات في صنع الزرابي الرباطية أو “المعلمات” في مزج الألوان واختيار الأشكال الهندسية ووضع المخططات التي تنفذه غالبا فتيات تعلمن على أيدي صانعات بارعات. وتقول شامة، وهي صانعة زرابي رباطية منذ الستينيات، إنها تختار دائما الألوان الداكنة لنسج جنبات “الزربية” فيما يكون اللون المفضل المخصص للوسط إما الأحمر أو الأزرق أو الأخضر. ومن جهتها، كشفت المعلمة للا زهرة أن نسج “الزربية الرباطية” لم يعد مربحا لانخفاض سعر “زربية” المصانع الحديثة. ورغم ذلك تصر أعداد من المغاربة على فرش منازلهم بالزربية الرباطية. كما أن اهتمام الإدارات العمومية بها كبير جدا. ولا يكاد يخلو مكتب أي مسؤول رفيع من الزربية الرباطية التقليدية. وإلى جانب الزربية الرباطية هناك أيضاً “الزربية الأطلسية” و”الزربية الجبلية” و”الزربية المراكشية” وغيرها التي تختلف باختلاف المنطقة التي تنتج بها. وتشارك الزربية الرباطية على وجه الخصوص في العديد من المعارض الوطنية والدولية، كما يعول الصناع التقليديون على تدخل الدولة خصوصا في مجال الإعفاء الضريبي لحماية الزربية التقليدية من الانقراض
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©