الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: الاعتداء على كنيسة في فرنسا يهدف لنشر الفتن

الإمارات: الاعتداء على كنيسة في فرنسا يهدف لنشر الفتن
27 يوليو 2016 09:55
أبوظبي، باريس (وام ووكالات) دانت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس حادث الاعتداء على كنيسة في شمال غرب فرنسا الذي أسفر عن مقتل قس ذبحاً، ووصفته بأنه جريمة همجية ودنيئة. واعتبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان استهداف دور العبادة والعاملين فيها وترويع الآمنين، مثالاً صارخاً على أن الإرهاب لا دين له ولا مبادئ، وأن هدفه الأساسي نشر الفتن وتأجيج مشاعر الكراهية. وأكدت أن هذه الجريمة الصادمة التي وقعت في أحد الأماكن الدينية، تدل على خسة مرتكبيها ومن يقفون وراءهم، وتحتم على الجميع، العمل بحزم ودون تردد، من أجل التصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله. معربة عن تضامن الإمارات الكامل مع جمهورية فرنسا الصديقة، ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات في مثل هذه الظروف. وكان إرهابيان عمدا إلى قتل كاهن ذبحاً أمس خلال عملية احتجاز رهائن داخل كنيسة في سانت اتيان دو روفريه بشمال غرب فرنسا، وانتهت العملية بمقتل الإرهابيين الاثنين على يد الشرطة الفرنسية، وتبنى تنظيم «داعش» العملية الإرهابية التي تؤجج التوتر والخوف في فرنسا بعد 12 يوماً من اعتداء نيس الذي خلف 84 قتيلاً و350 جريحاً الذي تبناه التنظيم الإرهابي. ودخل المعتديان إلى الكنيسة في الصباح الباكر خلال القداس، واحتجزا خمسة أشخاص خرج منهم ثلاثة سالمين، بحسب وزارة الداخلية. ثم أقدما على ذبح الكاهن جاك هامل البالغ من العمر 84 عاماً، وأصابوا رهينة أخرى وضعها حرج ولم يكشف عن هويتها. وقال مصدر مطلع على التحقيق: إن المهاجمين هتفا «الله أكبر» وهما يدخلان الكنيسة، وقد قتلا على يد الشرطة، بينما كانا يخرجان إلى باحة الكنيسة. وتفقد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند مكان الاعتداء الذي وصفه بأنه «جريمة إرهابية دنيئة»، وقال وبرفقته وزير الداخلية برنار كازنوف: «استهدف الكاثوليك اليوم، لكن كل الفرنسيين معنيون»، داعياً مواطنيه إلى التضامن. وأضاف أن «الخطر يبقى ماثلاً». وأُعلن رسمياً إحالة ملف العملية إلى قضاة مكافحة الإرهاب، وبعد ساعات تم توقيف رجل للاشتباه في تورطه بالعملية. وقالت مصادر متابعة للتحقيق: إن أحد المهاجمين «معروف من أجهزة مكافحة الإرهاب»، وسيتم تأكيد ذلك ما أن يتم التحقق من هوية الرجلين. وأضافت أن الرجل حاول في 2015 التوجه إلى فرنسا، لكنه عاد من تركيا وأُوقف للتحقيق معه بشبهة الانتماء إلى عصابة على ارتباط بمنظمة إرهابية. ووضع قيد التوقيف الاحتياطي قبل أن يفرج عنه ويبقى تحت المراقبة. وقال الرئيس السابق نيكولا ساركوزي: «علينا أن نغير حجم تعاملنا مع الإرهاب واستراتيجيتنا»، مندداً بـ«عملية ناقصة في مواجهة الإرهاب»، وتابع: «يجب أن نكون بلا رحمة. الخفايا القانونية، الحذر في التدابير المتخذة، الحجج لعدم القيام بعملية كاملة، أمور غير مقبولة»، وطلب من الحكومة «تطبيق كل اقتراحات اليمين و«من دون تأخير»، وبينها مثلاً إنشاء مراكز احتجاز للمشتبه بأنهم يشجعون على التطرف. وكما حصل بعد اعتداء نيس، سارعت المعارضة من اليمين إلى مهاجمة الحكومة الاشتراكية، ووجهت لها اتهامات بالتراخي وعدم الكفاءة في عملية مكافحة الإرهاب، ونددت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن بـ «كل الذين يحكموننا منذ ثلاثين عاماً»، بينما كانت النائبة عن الجبهة الوطنية ماريون ماريشال لوبن تدعو الفرنسيين إلى «الاستيقاظ». وتعرضت فرنسا لثلاثة اعتداءات خلال 18 شهراً قتل فيها 17 شخصاً في يناير 2015، و130 في نوفمبر، و84 في يوليو 2016. وتخضع لحالة الطوارئ التي يتم تمديدها كل ثلاثة أشهر، وكان تنظيم «داعش» نشر أخيراً تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت توعد فيه بمزيد من الهجمات في فرنسا. وأكد التنظيم أمس أن اعتداء الكنيسة في منطقة النورماندي جاءت «استجابة لنداءات استهداف دول التحالف». وكان المسؤولون الفرنسيون يتخوفون من مهاجمة أماكن دينية منذ عام، لا سيما بعد إحباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في إحدى ضواحي باريس في أبريل 2015، وأعلنت الحكومة تعزيز تدابير مكافحة الإرهاب لتصبح مؤاتية أيضاً لحماية لمراكز الدينية، وأطلقت عملية عسكرية يطلق عليها اسم «سانتينال» (حراسة) لحماية 700 مدرسة وكنيس يهودي، وأكثر من ألف مسجد بين 2500 في فرنسا. لكن يبدو صعباً جداً تطبيق نسبة الحماية نفسها على 45 ألف كنيسة كاثوليكية، تضاف إليها أربعة آلاف كنيسة بروتستانتية و150 أورثوذكسية، وقالت جوانا توران، موظفة في محل تجاري في سانت اتيان دو روفريه، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 29 ألفاً، «كنت أعتقد أن الاعتداءات تنحصر في المدن الكبرى، وأنها لن تصل إلينا». وتزامن اعتداء أمس مع افتتاح الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرنسيس، فيما ندد الفاتيكان بـ«الجريمة الهمجية»، وعبر البابا عن ألمه إزاء العنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين، وجاء في بيان صادر عن الكرسي الرسولي «نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، إزاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن وأُصيب مؤمنون». كما دانت واشنطن «بأشد العبارات» الاعتداء وعرضت مساعدتها في التحقيق. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايس في بيان: «إن فرنسا والولايات المتحدة لديهما التزام مشترك لحماية الحرية الدينية لكل الأديان، والعنف الذي وقع اليوم لن يزعزع هذا الالتزام». إلى ذلك، أُوقف شخصان أمس الأول وأُودعا السجن على ذمة التحقيق في إطار اعتداء نيس، وقال مصدر أمني: «وضعا في الحبس، في حين يسعى المحققون لتحديد ما إذا حصل التونسي محمد لحويج بوهلال على دعم لوجستي». إمام مسجد «سان اتيان»: مقتل صديقي الكاهن صدمة سان اتيان دو روفري (أ ف ب) أعلن إمام بلدة سان اتيان دي روفري أمس أن جريمة ذبح «صديقه» كاهن هذه البلدة «روعته»، موجها تعازيه ودعاءه إلى عائلة الضحية. وقال الإمام محمد كرابيلا «أنا لا أفهم، كل صلواتنا تتوجه إلى عائلته وإلى الطائفة الكاثوليكية». وتابع «إنه شخص أعطى حياته للآخرين. نحن في حالة صدمة في المسجد». وسبق أن التقى الإمام والكاهن مرارا في مناسبات عدة عامة، حيث تطرقا إلى الأمور الدينية وكيفية التعايش معا. وأضاف كرابيلا: «مضى 18 شهرا وهم يتعرضون للمدنيين والآن يستهدفون الرموز الدينية ويتذرعون بالدين، هذا غير معقول». وتم تدشين مسجد سان اتيان دي روفري عام 2000، وبني على أرض قدمتها الرعية الكاثوليكية للبلدة. وكان أقيم في هذا المسجد حفل تأبيني للمظلي عماد بن زياتن الذي قتله محمد مراح في 11 مارس 2012 في تولوز مع عسكريين اثنين وأربعة يهود بينهم ثلاثة أطفال. ويتحدر عماد بن زياتن من بلدة سوتفيل ليه روان القريبة من سان اتيان دوفري. وقالت لطيفة بن زياتن والدة عماد «إن الصدمة أصابت الجميع، وهذه الجريمة تعيد إحياء الألم في نفوسنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©