الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شكاوى من فلتان سوق الدواء في الشارقة

شكاوى من فلتان سوق الدواء في الشارقة
15 أغسطس 2008 01:45
تستعد وزارة الصحة لتنظيم مسألة تداول بعض المواد الدوائية في المحال التجارية (السوبر ماركت)، بعد أن أثار تفاقم هذه الظاهرة في الشارقة شكوى عدد من الصيادلة وصفوا الوضع ''بالفلتان''، وسط مطالب بتشديد الرقابة على تلك المحال، وحصر بيع المستحضرات الطبية على الصيدليات فقط· وبات من اليسير ابتيــاع أدوية ومستحضرات تجميل وفيتامينات من محال البقالة، مع ما يعنيه ذلك من تحول هذه المواد إلى ''سموم ذات آثار جانبية قاتلة في حال سوء تخزينها أو إساءة استخدامها، فضلا عن مخاطر السماح لبائع غير متخصص بتداولها''، بحسب هؤلاء الصيادلة· ويلقي المشتكون باللائمة على أطراف عدة تتمثل في البلدية، وزارة الصحة، الجهة الموردة، صاحب البقالة، والمستهلك، محذرين من أن استمرار حالة ''الفلتان'' هذه قد تؤدي إلى ''تداعيات كارثية''· ويتساءل صيدلي طلب عدم الكشف عن هويته ''من ينقذ العامة من مسكنات الألم المقلدة التي أغرقت السوق وتباع بأسعار رخيصة؟ ومن يحارب مستحضرات التجميل المغشوشة والأدوية العشبية مجهولة المصدر؟ وماذا عن حليب الأطفال المرصوص على أرفف المحال التجارية دون توفير ظروف مناسبة؟'' ويقول هذا الصيدلي إن ''القضية في حقيقتها أكبر من حجمها المطروح إعلاميا، ولكن لا يوجد حل لها''· ويتابع ''البلدية تعتبر هذه المسألة من شأن وزارة الصحة، وهذه الأخيرة تنظر إليها على أنها من اختصاص البلدية، والضحايا هم الصيدلي والمستهلك''· وينفي رئيس قسم عيادة الصحة في بلدية الشارقة الدكتور محمد محجوب أي مسؤولية للبلدية في مكافحة هذه الظاهرة، قائلا إن وزارة الصحة هي الجهة المخولة بترخيص جميع المواد والعقاقير الدوائية، والكشف الدوري على صلاحية تلك العقاقير للاستهلاك البشري عبر شبكة مفتشيها في الشارقة، وبالتالي فالصحة وحدها القادرة على سحب هذه المواد من السوق· وترد وزارة الصحة بالتأكيد على ''محورية'' دورها في ترخيص المواد الطبية ومراقبتها، وأن دور البلديات ''مكمل'' لدور الوزارة في حال كون المنتج غير طبي· يقول مسؤول في الوزارة طالبا عدم ذكر اسمه إن الوزارة تعمل على تنظيم مسألة بيع بعض المنتجات الطبية في محال البقالة ''لتكون الأمور أكثر انضباطا''، لافتا في الوقت ذاته إلى أن تداول مواد طبية في هذه المحال منتشر في كثير من العواصم العالمية· ويشرح أن مسؤولية الوزارة تتمثل في تسجيل الدواء وترخيصه والسماح بتداوله بعد التأكد من تركيبته وصلاحيته، مذكرا بقرار وزاري سبق أن سمح بتداول عشرة أصناف من الأدوية في المحال التجارية، مثل بعض مسكنات الألم، المطهرات بأنواعها، أدوية مكافحة الرشح، وبعض مستحضرات التجميل· وتخضع المواد الطبية التي تباع في المحال التجارية لحزمة معايير مثل التقييم والفحص المخبري والتسجيل والرقابة الدوائية وعدم وجود الحاجة لوصفة طبية، بحسب المسؤول الصحي· وينتقد الصيدلي باسل جبور انتشار بيع المستحضرات العشبية في المحال التجارية على أساس خلوها من مواد كيمائية، قائلا ''هذا كذب وافتراء· المواد الكيمائية تدخل في تصنيع هذه المستحضرات بنسب كبيرة، واستخدامها بطريقة خاطئة قد يسفر عن مضاعفات خطيرة''· ويعتبر جبور أن سوق الدواء يشهد ''فلتانا بسبب غياب الرقابة''· وهو يرفض فكرة بيع مواد طبية في محال تجارية يديرها غالبا عمال يجهلون الآثار الجانبية للدواء ومحاذيره، ويتابع ''هناك فيتامينات قد تتسبب بالإجهاض، وهناك مسكنات للألم قد تتسبب بانفجار الزائدة الدودية''· وتصف موزة سعيد - 32 عاما- نفسها بـ''ضحية كريم عشبي'' واظبت على استخدامه من أحد البقالات المجاورة لمنزلها، لتكون النتيجة ''مأساوية''، بعد أن امتلأ وجهها بالبثور· وحال بشار الطويل لم تكن بأحسن من موزة· فهو لجأ إلى شراء دواء من أحد المحال التجارية بعد إصابته بالزكام· لكن جهل البائع بأن للدواء آثارا جانبية كالنعاس، كلّف بشار غاليا، وكاد أن يقضي على حياته في حادث سيارة· ويعلق الصيدلي عبد القادر المر على ذلك بقوله ''الجهل يحول الدواء إلى سموم''، ويتحدث عن الأضرار التي تلحق بالصيدليات جراء منافستها من قبل بقالات تبيع الدواء بأسعار أقل· ويحمل المر مسؤولية الفلتان في سوق الأدوية للجهات الموردة، التي قال إنها تزود محال تجارية لا يتوفر فيها ظروف تخزين ملائمة للمنتجات الطبية· ويتفق كثيرون في الشارقة على ضرورة تنظيم سوق الدواء، وينظرون إلى أن الحل يتمثل في التخصص· ''فالدواء مكانه الصيدلية وليس السوبر ماركت''، كما ترى ساسيا حسين وهي أم لطفل في الثانية من عمره· وتذكر ساسيا أنها واجهت موقفا صعبا عندما عمدت إلى شراء حليب أطفال وفيتامينات لرضيعها من إحدى البقالات، لينتهي به المطاف في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات جراء الإصابة بحالة تسمم، بسبب فساد الحليب نتيجة لسوء التخزين· محسن خميس هو الآخر أصيب بمغص مؤلم صاحبه إسهال شديد، بعد أن سعى لمعالجة الإمساك بدواء ابتاعه من بقالة· وبانتظار تنظيم سوق الدواء، يعلق أصحاب المحال التجارية والعاملون فيها على هذه الشكاوى بقولهم ''لسنا مخالفين· نحن نبيع الدواء وفق القانون، ونخضع دوريا للتفتيش من البلديات والوزارة''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©