الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الأنصاري: الحياة بعد التقاعد مذاقها حلو ونكهتها مميزة

أحمد الأنصاري: الحياة بعد التقاعد مذاقها حلو ونكهتها مميزة
24 أكتوبر 2009 00:56
أحمد السعداوي بعد إحالته إلى التقاعد لم يركن أحمد محمد الأنصاري إلى السكون والخمول، بل جعل من تلك المرحلة سنوات عمره الذهبية وأنجز خلالها الكثير من الأعمال محققا أحلام وطموحات جديدة، مقرا بأن الحياة بعد التقاعد لها طابعها المميز والفريد، وإذا ما أحسن المرء استغلال ما لديه من وقت وخبرات، سيجعل هذه المرحلة من عمره مليئة بالعطاء والإبداع. وهكذا صار الأنصاري أحد فناني الإمارات التشكيليين بعد تفرغه منذ عام 1998 للفن وممارسة هوايته وعشقه الأول المتمثل في الرسم والمشاركة في شتى المعارض داخل الدولة وخارجها. تفرغ تام عند اقتراب فترة انتهاء خدمته في العمل (قاربت 24 عاما) أخذ الأنصاري يستعد نفسيا لتلك المرحلة المختلفة من حياته، يقول في ذلك: «أدركت أن التقاعد بمثابة تكريم لي بعد السنوات الطوال الذي قضيتها في خدمة الوطن والمساهمة في نهضته كأحد أبنائه العاملين بفاعلية وإيجابية من خلال عملي». يصمت لبرهة ثم يقول: «منذ تقاعدي قدمت جل وقتي للفن التشكيلي، وأصبح همي الأول هو الارتقاء بتلك القدرات التي أمتلكها، وجعلتني من ضمن الفنانين التشكيليين في الإمارات، حيث انعكس هذا الاهتمام على حياتي الفنية، وازداد عطائي، وتعددت مشاركاتي في كافة الأحداث والفعاليات الفنية الثقافية المختلفة، وآخرها مساهمتي في معرض «صباح الخير فرنسا» الذي أقيم في العاصمة أبوظبي الشهر المنصرم». بعد احتكاك الأنصاري بعالم الفن التشكيلي سواء داخل الدولة أو خارجها، شارك في كثير من المعارض الفنية، سواء الشخصية، كمشاركاته في معارض (الكويت، والمغرب، وهولندا، وألمانيا). أو من خلال لوحاته التي تستعين بها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، حيث اشتركت تلك اللوحات في معارض أقيمت في العديد من الدول، منها اليمن وفرنسا. صداقة الفن يعود الأنصاري بالذاكرة إلى عام 1980 فيقول: «علاقتي بالفن التشكيلي قديمة، وهو ما دفعني في ذلك العام إلى تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالمشاركة مع مجموعة من الرعيل الأول من فناني الإمارات ومن بينهم (عبدالرحيم سالم، نجاة مكي، محمد يوسف) لكن علاقتي بفن التشكيل صارت أمتن ودوري وكذلك جهدي صار أكبر وأكثر فاعلية بعد تقاعدي، حيث أصبحت أولي الجمعية اهتماما كاملا، وأحرص على حضور معظم اجتماعاتها والتواجد في الفعاليات التي تقيمها، وهي أمور جعلتني أستشعر مذاقا مختلفا لسن ما بعد التقاعد، وجعلتني أشعر أنها مرحلة للعطاء والبذل، ولكن من نوع آخر يختلف عن ذلك الذي عرفته أثناء سنوات العمل في سني الشباب والكهولة». هذا فيما يخص صديقه الفن، أما فيما يخص صداقاته الأخرى، يقول الأنصاري: «لا أنكر وجود نوع من التغيير الذي غلف حياتي خاصة فيما يتعلق بأصدقائي، حيث تأثرت صداقة العمل وافتقدت تلك العلاقة المميزة التي كانت تربطني ببعض الزملاء، وعلى الرغم من أنني أسعى إلى التواصل معهم، إلا أن ظروف الحياة وانشغالاتها لا تدع الحال كما كانت في السابق، ولم تعد هناك فرص كثيرة للقائهم واسترجاع الذكريات، سوى في المناسبات الاجتماعية المختلفة». اعتزاز وفخر يعتز الأنصاري بسنين العمل الطوال التي قضاها في خدمة الوطن، ويعتبرها وساما على صدره، ويفخر بكل ما أنجزه خلالها، يقول: «أعتبر أن كل ما بذلته في سبيل وطني هو فخر لي، وأن التقاعد هو تكريم لي ولزملائي ممن تنتهي مدة خدمتهم الوظيفية، لتنتقل بنا الحال بهم إلى خدمة الوطن، ولكن بطريقة أو أسلوب مغاير عما اعتدنا عليه في السابق». ويستخلص الأنصاري من رحلته الطويلة في الحياة وخبراته المتعددة مجموعة من النصائح، يقدمها للأجيال القادمة ممن لا يزالون في مقتبل العمر، فيقول: «أهم ما ينبغي للفرد عمله في هذه الحياة، أن يحسن الصلة بربه وبأهله، وأن يخلص في عمله، وكذا احترام الغير مهما كان وضعه في المجتمع أو مركزه أو سنه.. لأن احترام الغير ينبع من احترام الفرد لذاته، ويجبر الآخرين على احترامنا ومحبتنا، فبدون هذه المحبة، تستحيل الحياة، أو على الأقل تصبح ملأى بالمعاناة». ومن أفضل مكتسبات التقاعد التي يذكرها الأنصاري بعد اكتشافه لها عقب تقاعده «الاستمتاع أكثر بالجو العائلي وقضاء أوقات أكبر معهم». وجوه الحياة عرف الأنصاري خلال سنوات تقاعده ثراء فنيا انتهى بحصوله على جائزة من أهم جوائز الدولة، يقول: «نلت جائزة العويس لأفضل عمل فني في عام 2005، فضلا عن تكريمي كأحد الرواد الأوائل للفن التشكيلي الإماراتي في عام 2006، من قبل جمعية الإمارات للفنون التشكيلية». وعن تأثير سن التقاعد على طموح الإنسان، وإذ ما كان يتخذ شكلا آخر يقول: «هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يعتقد أن الوظيفة ملك له، وأن المنصب الذي يتولاه سيدوم، هذا البعض تسوء حالته النفسية مع اقتراب سن التقاعد بشكل ملحوظ، ولكن عندما يدرك أنه لا شيء يدوم تصبح حالته النفسية في وضع أفضل، وعليه أن يعلم أن الحياة تحتمل وجوها عديدة، وأنه يجب أن نعيشها على أي وجه نراه، وذلك يتطلب الإيمان بأن لكل مرحلة عمرية بهجتها وأن سعادة الفرد وشقاءه مرهونان بيده إلى حد كبير، ويعتمدان على طريقة تفكيره ومدى قدرته على تطويع المفردات المحيطة به لصالحه».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©