الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غياب جماعي للشركات العالمية بسبب الأزمة الاقتصادية

غياب جماعي للشركات العالمية بسبب الأزمة الاقتصادية
24 أكتوبر 2009 00:55
لاحت في أروقة معرض طوكيو الدولي للسيارات الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي، بوادر تشير إلى رغبة اليابانيين في السيطرة على السوق العالمية للسيارات الكهربائية. وبدا ذلك واضحاً من خلال العدد الكبير من السيارات الجديدة المدفوعة بمحركات كهربائية التي عرضتها شركات رائدة مثل تويوتا ونيسان وهوندا والتي استولت على الغالبية العظمى من منصّات العرض. ورفضت شركات عملاقة للسيارات في أوروبا والولايات المتحدة المشاركة في المعرض بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وانخفض عدد الشركات المشاركة في المعرض إلى 108 شركات وهو أدنى مستوى له في تاريخه. اقتصر عدد الشركات الأجنبية المشاركة في المعرض على ثلاث هي شركة ألبينا بوركارد بوفينسيبن المتخصصة بإعادة تجهيز موديلات سيارات لشركة بي إم دبليو لتصبح أكثر فخامة، ومجموعة شركات لوتوس بي إل سي، وشركة كاترهام كارس البريطانية. وقالت تقارير إن شركات عالمية كبرى فضلت الانتظار للمشاركة هذا العام في معرض شنغهاي الدولي للسيارات في ضوء النمو الواضح للسوق الصينية رغم الأزمة الاقتصادية. وتعبّر نوعية السيارات المعروضة في معرض طوكيو بشكل عام عن قوّة التوجه التكنولوجي لصنّاع السيارات اليابانيين الكبار مثل تويوتا ونيسان وهوندا نحو بناء المزيد من السيارات الهجين والكهربائية بهدف ضمان السيطرة على أسواقها العالمية، وخاصة بعد أن اتضح أن كبريات الشركات العالمية ما زالت تعاني من مشاكل تقنية معقدة تقف عثرة أمام مشاريع بنائها. وهناك الكثير من العوامل التي أصبحت تلعب دورها في احتدام التنافس في هذا الميدان الاستثماري الواعد، من أهمها أن العديد من حكومات الدول المتقدمة رصدت ميزانيات ضخمة لدعم بحوث تطوير السيارات الكهربائية والهجين. وتكمن أهم المشاكل التي يعانيها هذا القطاع في البطء الكبير الذي يسجّل في مجال تطوير البطاريات ذات القدرة التخزينية العالية للكهرباء والضرورية لزيادة المدى الأطول للسيارات الكهربائية والهجين، وأيضاً بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج. وتتسابق العديد من الشركات اليابانية الآن إلى تحويل هذا النوع من السيارات إلى مستوى الإنتاج التجاري بكميات كبيرة، وبحيث يتم إنتاج بضعة ملايين من كل طراز مثلما هي حال السيارات التقليدية الرائجة التي تعمل بحرق المشتقات النفطية. وتتلقى الشركات المهتمة بصناعة السيارات الكهربائية في الدول المتقدمة الدعم الحكومي الذي يتجلى بعدة مظاهر ومبادرات، من أهمها السعي إلى تنشيط أسواقها من خلال منح كل مشترٍ لسيارة كهربائية مكافأة مادية نقدية تصل 5000 يورو في فرنسا و7000 في إسبانيا و5800 في بريطانيا و6240 في الصين و10636 في اليابان و5318 في الولايات المتحدة. وتصل مخصصات التحفيز المالي التي رصدتها بعض الدول للشركات إلى مئات الملايين؛ حيث تبلغ في ألمانيا 500 مليون يورو، وفي إسبانيا 245 مليونا، و290 مليونا في بريطانيا، و939 مليونا في الصين، و1.6 مليار يورو في الولايات المتحدة. وقد تبرر هذه الحوافز الضخمة الاعتقاد بأن السيارات الكهربائية والهجين سوف يكون لها شأنها الكبير في المستقبل القريب. كما يمكنها أن تفسّر السبب الذي جعل هذا النوع من السيارات يمثل الغالبية العظمى من معروضات معرض طوكيو الدولي. ولقد عمدت شركة تويوتا، كعادتها في مثل هذه المناسبات، إلى عرض عدد كبير من السيارات التصوّرية الجديدة تماماً كانت من أهمها، السيارة الهجين “ساي” SAI المبنية على تكنولوجيا السيارة الهجين لكزس “HS250h”. ووصفت السيارة الجديدة في أنها خاصة بأولئك الذين لم يجدوا في السيارة الهجين المخضرمة “تويوتا بريوس” ما يروقهم بالرغم من أنها مجهزة بنفس مجموعة الدفع الهجين التي تدفع “بريوس”. وتتألف المجموعة من محرك “دوهك” تبلغ سعته 2.4 لتر يتألف من 4 أسطوانات مجهزة بنظام التواقت المتغير للصمام. ويولد المحرك 147 حصاناً إلا أن هذه الطاقة ترتفع إلى 187 حصاناً عند تشغيل المحرك الكهربائي. وتتميز “ساي” بتسارعها العالي حيث تبلغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة بعد الانطلاق خلال 8.4 ثانية، ويمكنها أن تقطع 21.6 كيلومتر في اللتر الواحد من البنزين”. وقدمت هوندا النسخة التجريبية لسيارتها الكهربائية الجميلة “إي في - إن” التي تماثل مظهر السيارات في أوائل فترة السبعينيات من القرن الماضي لكنها مزودة بأحدث تكنولوجيا المحركات النظيفة. وتتميز السيارة بوجود سقف لامتصاص الطاقة الشمسية تزود بطاريات الليثيوم أيون بالطاقة الكهربائية. وتصلح السيارة المزودة بمحرك كهربائي للسير لمسافات قصيرة داخل المدن. وتزود النسخة التجريبية بدراجة وحيدة العجلة شخصية تسمى “يو3-إكس” مثبتة في بابها. ويعد هذا التصميم تذكيراً بالسيارة الميكرو “إن 360 هوندا” المزودة بمحرك يتألف من أسطوانتين وتبلغ قدرتها 31 حصاناً. وعلى الرغم من أنه لا يتوقع أن يدخل النموذج التجريبي حيز الإنتاج التجاري، إلا أن التكنولوجيا بحد ذاتها تشكل جزءاً من اهتمامات هوندا بتطوير السيارات الكهربائية المستقبلية. وعرضت شركة دايهاتسو عدة نسخ لسيارات اختبارية إلى جانب سيارات جاهزة للإنتاج مخصصة للسوق المحلية. وتعد السيارة الصغيرة “ميكرو” إحدى أبرز سيارات دايهاتسو التي تعرض للمرة الأولى والتي يبلغ وزنها 700 كيلو جرام فقط وتستهلك ثلاثة لترات بنزين فقط لكل 100 كيلومتر. والسيارة مزودة بـ”نظام تحويل الانبعاثات”، فضلاً عن تزويدها بتقنية التشغيل والإيقاف. ويشهد المعرض أيضاً أول عرض عالمي للنسخة الاختبارية من سيارة دايهاتسو فان “ديكا ديكا” والتي تشبه الصندوق. وتتمتع السيارة ببابين يمكن طيهما بطريقة خاصة حيث لا يوجد بينهما قائم أوسط يفصلهما، ما يتيح إمكانيات تحميل أفضل. وتحتوي سيارة “دايهاتسو باسكت”، ذات الشكل الصندوقي، سقفاً معدنياً فوق المقاعد الأمامية وأرضية مصنوعة من الفينيل أسفل الركاب في المقاعد الخلفية لذا يمكن استخدام الجزء الخلفي كشاحنة خفيفة لنقل السلع. وعرضت شركة نيسان سيارة “ليف” التي تعمل بالكهرباء بشكل تام والتي ستطرح في الأسواق العالمية نهاية العام المقبل، وستصنع بأعداد تجارية في أنحاء كثيرة من العالم بدءاً من عام 2012. وقال كارلوس غصن، رئيس شركة نيسان، عن هذه السيارة أنها ستكون أول سيارة كهربائية تحقق نجاحاً واسعاً على مستوى العالم، وستكون في متناول المستهلك. كما استمرت نيسان في تطوير الفكرة التي عرضتها شركة فولكس فاجن الألمانية في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات والتي تقضي ببناء سيارة لا يزيد متوسط استهلاكها من الوقود عن لتر واحد من البنزين في كل 100 كيلومتر، وأطلقت عليها اسم “لاند جليدير”، وهي ذات مقعدين مثبتين وراء بعضهما. الملفت للنظر في السيارة هي تقنية الدوران بها حيث تستطيع عجلاتها الدوران ضمن حيّز ضيّق يعطي انطباعاً أشبه بانطباع قيادة الدراجات النارية. ويرى غصن أن “السباق نحو صناعة السيارات عديمة الانبعاثات قد انطلق”. وفي هذه الأثناء، أعلنت شركتا تويوتا و هوندا، المنافستان لنيسان، أنهما تعتزمان التوسع في إنتاج السيارات الهجين مثل سيارتي تويوتا بريوس وهوندا إنسيات. وأعلنت تويوتا عن سيارتها “إف تي آي في 2” FT-EVII التي لا يزيد طولها عن مترين وسبعين سنتيمتراً، مما يجعلها أقصر من السيارة “إي كيو” التي يبلغ طولها مترين وتسعين سنتيمتراً. كما غيرت شركة هوندا توجهها وأصبحت تراهن أيضاً على السيارات الكهربائية بعد أن كانت متشككة في جدواها، وتراهن أكثر على السيارات التي تعمل بخلايا الوقود. وأعلنت عن طرح سيارات كهربائية في السوق الأميركية واليابانية والأوروبية، وعرضت سيارتها الصغيرة “إي في إن” المدفوعة بمحرك كهربائي. وكان للدراجات حظها من هذه العروض حيث بدأت الطلائع الأولى من الدراجات الكهربائية الصديقة للبيئة بالظهور. وعرضت هوندا دراجة عصرية تحت اسم “إي في- مونبال” EV-Monpal الأشبه بكرسي وثير يستلقي على عجلتين وتتميز بجمال التصميم ومسايرة الموضة حتى بدت وكأنها خاصة بالجنس اللطيف. ويبدو بوضوح من خلال النظرة الأولى لهذه الدراجة أنها تمثل بداية لتطور كبير ينتظر أن تشهده صناعة الدراجات. وسجلت شركة مازدا حضورها من خلال عرض العديد من السيارات التصورية من أهمها “كيورا” ذات المقدمة التي توحي بطلّة وجه إنسان ضاحك. عن موقع “autoblog.com” ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©