الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. وعد روحاني!

غدا في وجهات نظر.. وعد روحاني!
7 ابريل 2015 21:07

يرى محمد خلفان الصوافي أن السياسة الإيرانية يتحكم بها شخص واحد هو المرشد، وبالتالي فموقفه مهمٌ لفهم القرار النهائي حول الاتفاق النووي. الرأي العام والمراقبون في العالم مشغولون هذه الأيام بما ترسمه السياسة الإيرانية والأميركية من خطط حول المنطقة، وكذلك بحقيقة الاختلاف السياسي بينهما منذ اندلاع الثورة الإيرانية إلى توقيع اتفاق «لوزان» الأسبوع الماضي، وهي حقيقة تنبئ بإجراءات جديدة في هذه المرة، ربما بعيدة عن تغيير الأشكال والديكورات السياسية وقريبة من المس بالقيم والمسلمات التي تخص الاستقرار في المنطقة العربية.

بداية القصة، حين قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لوكالة أنباء «رويترز» في تعليقه على توقيع اتفاق «لوزان» بين بلاده ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي: بأن بلاده ستلتزم ببنود الاتفاق بالكامل. فقد ظل الكثيرون، وأنا منهم، يفكرون في إمكانية تنفيذ روحاني لوعده، مع أن الجميع، بمن فيهم روحاني نفسه، يدركون أن الأمر الأول والأخير في إيران -خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ومعها ملف الأمن- هو بيد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ولا يوجد مؤشر يدل على إمكانية التخلي عنه وبالتالي يبقى ضرورياً التثبت من «وعد روحاني» فيما يخص الاتفاق حول البرنامج النووي لبلاده.

المسألة بالنسبة للمراقبين عبارة عن فيلم تبدو فكرته متكررة حيث قد لا تكون أكثر من عملية توزيع أدوار. فمكانة المرشد معروفة في عملية صناعة القرار السياسي في إيران، لكن هناك من يعتقد أن الأمر مع روحاني مختلف من ناحية «الإخراج»، وذلك لأسباب كثيرة ربما أهمها: أنه ابن المؤسسة الدينية، فهو «معمم» ومقرب من المرشد، وبالتالي فإنه يتوفر له ما لم يتوفر لغيره من الرؤساء السابقين. كما أنه ابن المؤسسة الأمنية، حيث كان رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني، وكان أحد مفاوضي الملف النووي، لكن يبقى في النهاية أن الأمر موضع شك فيما يخص تنفيذ وعود الاتفاق، لأن الأخير لم يلق تأييدا من المرشد.
«إيران الكبرى»

يقول مايكل موريل إن أحد الجوانب الشيقة في الشؤون الدولية أن الدول والفاعلين من غير الدول يعلنون أحياناً عما يفكرون به ويخططون لفعله. فلا حاجة لجواسيس بل يتعين الإنصات فحسب. وكمثال على ذلك، تحدث الشهر الماضي مستشار بارز للرئيس الإيراني حسن روحاني عن طموحات إيران في أن تصبح قوة إقليمية مهيمنة، إحياءً للإمبراطورية الفارسية.

وقال المستشار علي يونسي: «لإيران بعد عالمي دوماً منذ ظهورها. إنها ولدت إمبراطورية». وحدد يونسي أراضي «إيران الكبرى» الممتدة من حدود الصين مروراً بشبه القارة الهندية وشمال وجنوب القوقاز وصولا إلى الخليج العربي، معتبراً العراق عاصمة الإمبراطورية الإيرانية. وزعم أن الهدف من «إيران الكبرى» هو تحقيق الأمن للشعوب، وأن كل شيء دخل إيران تحسن، وبخاصة الإسلام، لأن الصيغة الشيعية الإيرانية منه تمثل الإسلام النقي بلا شائبة من العروبة!

كلمة يونسي ترسم صورة لاستراتيجية «إيران الكبرى»، وتضع تصرفاتها في المنطقة في سياقها الرامي لإضعاف العرب وإسرائيل والولايات المتحدة.

العرب في مرمى النيران.. بين الغرب وإيران
يقول محمد أبوكريشة: لا أظن أن أحداً يمكن أن يكون ساذجاً إلى حد التصديق بأنّ الاتفاق النووي الغربي الإيراني كان مفاجئاً أو أنه اقتصر فقط على الملف النووي الإيراني الذي أراه ملفاً مزعوماً أو أراه غطاء لبناء تحالف إيراني غربي جديد أو هو ورقة لعب على طاولة تطبيع العلاقات الغربية الإيرانية. فملف إيران النووي يشبه تماماً ملف العراق النووي والكيماوي في عهد صدام حسين وملف ليبيا النووي في عهد القذافي. كلها ملفات مزعومة ومفبركة وعنوان ظاهر لتفاصيل سرية أو اتفاقيات وتحالفات مكتوبة بالحبر السري أو ذرائع للغزو والاحتلال. والملاحظ بطول المفاوضات وعرضها أن العنوان كان «منع إيران من امتلاك سلاح نووي»، أي أن السلاح النووي في ملف المفاوضات مفترض وليس حقيقياً.

"القاعدة" وفوضى اليمن
يقول جريج ميلر إن معركة مكافحة الإرهاب تحولت من أكثر الجبهات نشاطاً في اليمن إلى صراع ثانوي، طغت عليه الحرب الأهلية التي تعتبر حرباً بالوكالة في صراع إقليمي أوسع.

خضعت قاعدة الطائرات من دون طيار الأميركية في الصحراء السعودية الوعرة لتطورات كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية، وتظهر صور الأقمار الصناعية عشرات التغييرات، ومن بينها أماكن إعاشة وحظيرة لإخفاء الطائرات وصفوف منسّقة من أشجار النخيل المزروعة حديثاً.

ويعتبر تنظيم «القاعدة» من المكونات القليلة التي لا تزال سليمة ضمن حملة إدارة أوباما لمكافحة الإرهاب في اليمن.

وانسحب موظفو وكالة الاستخبارات المركزية وعسكريون أميركيون من اليمن في خضم تصاعد العنف الطائفي خلال الأسابيع الأخيرة. وبالطبع تضررت وحدات النخبة اليمنية التي دربتها الولايات المتحدة الأميركية على اصطياد عناصر تنظيم «القاعدة» بسبب انهيار الحكومة. وتم تدمير معدات عسكرية قدمتها واشنطن بملايين الدولارات في غضون أيام نتيجة الضربات الجوية التي تشنها القوات التي تقودها المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى جعل هذه الأسلحة عديمة الفائدة للمتمردين «الحوثيين» المدعومين إيرانياً.

«مركز الإمارات» وتحولات المنطقة

يقول د. عبدالحميد الأنصاري : نظم «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» مؤتمره السنوي العشرين بعنوان «الشرق الأوسط وتحولات الأدوار والمصالح والتحالفات»، حضره خبراء وباحثون ومسؤولون، عبَّرت الأوراق المقدمة والتعليقات والمداخلات عن الحالة الحيوية التي يعيشها الخليجيون والعرب، اليوم، بعد «عاصفة الحزم» والقمة العربية الاستثنائية، اللتين عززتا ثقة العرب بقدراتهم على استعادة التوازن الإقليمي، وعلى تجسيد مفهوم الأمن المشترك وتفعيل التعاون العربي لمواجهة التحديات، وأيضاً إرسال رسالة إلى إيران وحلفائها بأن العرب قد ضاقوا بالتدخلات المستمرة في شؤونهم.

نعم، «عاصفة الحزم» رسالة بليغة موجهة إلى إيران التي تتباهى بسيطرته على 4 عواصم عربية وبتحكمها في طرق الملاحة العالمية، رسالة قوية توقظ إيران من أحلامها الإمبراطورية، وهي تعكس التحول العربي والخليجي من حالة الإحباط والعجز إلى حالة اليقظة والقدرة على مواجهة التحديات، ليقول الخليجيون والعرب كلمتهم، وليضعوا حداً للعربدة الإيرانية في ديارهم، وليوقفوا مسلسل خطف الشرعية على يد الميليشيات المدعومة خارجياً.

لقد آن لدول الاعتدال العربي أن تبرز مخالبها، دفاعاً عن الشرعية وحماية لمصالحها وصوناً لأمنها، فلا يفل الحديد إلا الحديد، وسياسة «الأدب الجم» التي تميز بها الخليجيون في علاقتهم بإيران يجب أن تتوقف، خاصة بعد الاتفاق النووي الذي يطلق أيادي إيران ووكلائها في المنطقة.

لقد كانت آمال الحاضرين وتطلعاتهم أن يستثمر الخليجيون، باعتبارهم مركز الثقل العربي، نجاح تحالف العرب في عملية «عاصفة الحزم» واتفاقهم خلال القمة، في معالجة باقي الملفات العالقة، وفي وضع حد للتدخلات الإيرانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©