لم تنته منافسات السباحة في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة الصينية بكين ولكن شهدت الأيام الأولى من فعاليات السباحة تحطيم 16 رقماً قياسياً عالمياً ليرتفع عدد الأرقام القياسية التي تحطمت خلال عام 2008 إلى أكثر من 60 رقما· ولم تشهد أي دورة منذ أولمبياد مونتريال 1976 تحطيم هذا الكم الكبير من الارقام القياسية في منافسات السباحة وهو ما يثير العديد من التساؤلات بشأن السبب الحقيقي وراء هذه الارقام القياسية الجديدة وما إذا كان هذا السبب هو تعاطي المنشطات أم أنه يتعلق بالتقنيات الحديثة والاكتشافات العلمية ؟ وتدور العديد من الروايات حول أحواض السباحة في مجمع أحواض السباحة الذي يستضيف منافسات هذه الرياضة في دورة الالعاب الاولمبية والذي يطلق عليه ''مكعب الماء''·
وقال أويرجان مادسن المدير الفني للمنتخب الالماني للسباحة ''ما يحدث هنا ليس محتملا من الناحية الاحصائية في الظروف العادية·· التوقيتات التي يسجلها السباحون هنا تضرب جميع الاحصائيات التي وضعوها في رؤوسهم طويلا''· ويواجه خبراء السباحة صعوبة كبيرة في التوصل إلى تفسير لذلك ويقولون إن السبب ربما يرجع لعدة عوامل متضافرة·
وقال مادسن ''لباس السباحة أحد العوامل'' في إشارة إلى التقنية العالية المستخدمة في لباس السباحة الجديد الذي تنتجه شركة سبيدو والذي يطلق عليه ''الرصاصة الفضية''·
وأضاف ''أعتقد أن السبب الرئيسي يمكن أن نجده في التدريبات القائمة على النواحي العلمية·· هذه التدريبات أدت لقلة الاخطاء التي يرتكبها السباحون·· كما يوجد الان العديد والعديد من السباحين المحترفين الذين يمنحون وقتهم كله للرياضة في دول عديدة حيث يعيشون على ما يكسبونه من السباحة ويستطيعون التعامل مع الرياضة بشكل مختلف تماما''·
ويتفق معه في هذا الرأي توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الالمانية ونائب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية حيث قال إن اللباس الجديد للسباحة والعلوم الرياضية وراء هذه الارقام القياسية الجديدة· وقال باخ ''طوفان الارقام القياسية العالمية كان متوقعا قبل بدء الاولمبياد''· وذكر الالماني ديرك لانج المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا سببا آخر كان وراء انتصارات السباحين في الدورات الاولمبية الماضية وهو الغريزة القتالية لدى اللاعبين الكبار·
ومن المؤكد أن كل هذه العوامل مجتمعة ساعدت المنتخب الأميركي في تحطيم الارقام القياسية في سباقي التتابع الحر 4 في 100 متر و4 في 200 متر حيث وصل الفارق بين الرقم القياسي الجديد والقديم 99ر3 ثانية و72ر4 في السباقين على الترتيب·
ويتدرب السباحون الاميركيون منذ سنوات في معهد جورج واشنطن من أجل تحقيق هذه الانطلاقة· ونتيجة لذلك نجح فيلبس الذي أصبح بفضل إمكانياته البدنية وخصائص أخرى عديدة أفضل سباح في العالم حاليا في تقديم سرعة عالية رائعة ليحقق أرقاما قياسية في السباقات الخمس التي خاضها حتى الان في أولمبياد بكين·
وقال لانج إنه مع البداية الرائعة للسباحين في كل سباق وارتداء السباحين للباس ذي قابلية للطفو في الماء ''أصبح واضحا أننا سنشاهد طوفانا من الارقام القياسية''· ووصف ألبرتو كاستانييتي المدير الفني للمنتخب الايطالي للسباحة لباس ''الرصاصة الفضية'' بأنه ''منشطات تكنولوجية''· ولكن أسطورة السباحة الاميركي مارك سبيتز الفائز بسبع ميداليات ذهبية في دورة الالعاب الأولمبية 1972 بميونيخ لا يعترف بأي من هذه الاسباب·
وقال سبيتز ''إذا كان السبب هو لباس السباحة فإنني سأشتري أندية تايجر وودز للجولف لأن ذلك يعني أن مستوى السباح ليست مهمة· وبالتالي سأكون قادرا على الفوز بنفس القدر''· وأوضحت السباحة الالمانية الشهيرة بريتا شتيفن التي حطمت عددا مكن الارقام القياسية وهي ترتدي لباس السباحة ''أديداس'' أن لباس السباحة ذا التقنية العالية قد يمنح السباح ثقة كبيرة ولكنه لا يمثل سوى جزء من عناصر الفوز· وقالت بريتا ''في كل المناقشات يجب ألا تنسى أن لباس السباحة لا يسبح بمفرده· ففي كل لباس يكون هناك سباح ويمكن أن يكون يوم السباق جيدا أو سيئا لهذا السباح وقد يكون السباح مستعدا أو غير مستعد''·
وأشارت السباحة الزيمبابوية كيرستي كوفنتري الفائزة بميداليتين فضيتين والتي حطمت أيضا أحد الارقام القياسية إلى العنصر النفسي وقالت ''المشجعون يخلقون الاجواء الممتعة للسباحة''·
عدد اليوم
