الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نايف وخالد العتيبي .. البراءة في «وشاح الذهب»

نايف وخالد العتيبي .. البراءة في «وشاح الذهب»
19 ابريل 2014 00:28
ما أجمل البراءة حين تتوشح بالذهب، وما أروع «الحاضر» حين يخطو إلى «المستقبل» فوق منصات التتويج .. جميل أن يبدأ الأبناء طريقهم بانتصار .. حين يصبحون في قلب المشهد مثلما حدث في كأس العالم للأطفال، حيث خصص اتحاد الجو جيتسو فقرات لمنافسات النخبة في كأس العالم للأطفال أمام حشد من أصحاب السمو والمعالي الشيوخ وأمام مسؤولي الاتحادات الدولية والآسيوية، وفيها تمكن الشقيقان نايف «12 عاماً» وخالد ناصر مشبب العتيبي «10 سنوات» من حصد الصدارة، ليتوج الأول بذهبية وزن 34 كجم لفئة الحزام الأبيض، وتبعه شقيقه خالد بذهبية وزن 30 كجم في الحزام ذاته. ولنايف وخالد قصة، تشبه قصص كل الأولاد، فحالهما في مدرسة الإمارات الوطنية بالعين قبل أن يتعرفا إلى الجو جيتسو، كحال أبنائنا .. طاقة زائدة تتسبب أحياناً في بعض المشكلات، و«شقاوة بريئة» يقدرها الأب من أبنائه في تلك السن، لكنه كان دائماً يبحث عن متنفس لطاقة أبنائه، وعلى عكس الكثير من الآباء الذين لا يكترثون، فإن الوالد مشبب ناصر العتيبي اهتم، وبدأ البحث عن وسيلة تستوعب هذه الطاقة من ولديه، وتستثمرها في شيء نافع لهما وللمجتمع. عن ذلك، يقول الوالد ناصر العتيبي: «كان نشاط نايف وخالد زائداً كطبيعة الأولاد في تلك السن، ولذا فكرت في أفضل وسيلة لتفريغ طاقاتهما، ولا أخفي أن الأمر كان أشبه بدراسة، فأنا لا أريد لابنيّ إلا ما يفيدهما، ولا شيء عند الأب أغلى من الأبناء، وبالرغم من أن مجال عملي يشغلني كثيراً، إلا أنني خصصت وقتاً للبحث في طبيعة الرياضات والهوايات، والأنسب منها للأبناء تبعاً لطبيعة كل لعبة ومخاطرها وفوائدها وسلبياتها، فقرأت عن كرة القدم وعن الطائرة والسلة والكاراتيه وغيرها من اللعبات، إضافة إلى هوايات أخرى غير رياضية، قد تشغل الأبناء بعض الوقت، لكنها لن تكون متنفساً مثالياً للطاقة الزائدة لديهما». ويواصل الأب، قائلاً: «في تلك الفترة كان الحديث عن الجو جيتسو يتصاعد، ودعم القيادة لها بلا حدود، لا سيما من سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأغراني هذا الاهتمام بأن أقرأ عنها هي الأخرى، وأصبحت كمن وجد ضالته فيها، وهنا أدركت كيف أن قيادتنا تتولى نيابة عن الوطن بأكمله عناء البحث عما يفيده، ويحقق له سعادته ونهضته واستقراره». وأضاف ناصر بن مشبب العتيبي: «الحقيقة أن اللعبة مثالية للأبناء، وفيها الكثير من المثل والقيم التي تجعل منها أكثر من رياضة، وتصل بها إلى حدود رياضة تربوية تسهم في بناء شخصية الصغار، وتهدي الوطن جيلاً متكاملاً من مختلف الوجوه، فهي تنمي الثقة بالنفس، وتعود على الانضباط وعلى الاستماع للآخرين». وقال: «عندها قررت أن تكون هي طريق الأبناء، فبدأ محمد وهو أكبر من نايف وخالد ممارستها معهما، قبل أن يتوقف الأول لبعض الوقت، لانشغاله بالثانوية، بينما تابع نايف وخالد طريقهما منذ عام الآن، ولن أنسى ما قالاه لي وهما يبدآن المشوار: يوماً ما ستفخر بنا يا أبي، والحمد لله أن هذا اليوم جاء سريعاً جداً، ولا شيء أفخر به أكثر من تهنئة سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عندما فاز نايف وخالد بالذهب، وهي تهنئة تمثل وسام فخر وعز على صدري، وأجمل هدية منحها لي أبنائي، وهي عنوان حب وتلاحم بين القيادة وشعبها». وعن طبيعة تدريب الولدين، قال الوالد ناصر مشبب العتيبي: «نظراً لأن المدرسة التي يدرس بها الولدان لم تنضم حتى الآن إلى برنامج الجو جيتسو المدرسي، ولأنني كنت أرغب في تعلمها هذه اللعبة بأي ثمن، فقد خصصت لهما صالة بالمنزل بها كل احتياجات التدريب، كما اتفقت مع مدرب خاص، هو البرازيلي إيريك الذي يدربهما أربع مرات أسبوعياً بمتابعة مباشرة مني، مؤكداً أن طريقة عمل المدرب معهما، أكدت له صحة اختياره للعبة، فأول درس للولدين كان عن النظافة الشخصية من قص الأظافر ونظافة الملبس إلى بقية العادات الصحية الأخرى، والدرس الثاني، كان عن ضرورة الاستماع إلى الغير جيداً والجلوس بانضباط، والثالث حول الحرص على التطبيق السليم، وبعدها توالت الفوائد والنتائج التي انعكست على سلوك الأبناء، والحمد لله أن ممارستهما لتلك الرياضة انعكست عليهما في عام واحد، ولا أتجاوز الحقيقة حين أقول إن الجو جيتسو هي مصنع الرجال، وأنصح كل الآباء أن يدعموا أولادهم لممارسة هذه اللعبة». وأضاف أن نايف وخالد تغيرا كثيراً بعد ممارسة اللعبة، فصارا أكثر انضباطاً، لافتاً إلى حقيقة مهمة في الجو جيتسو، وأن كونها لعبة فردية، تنمي لدى الشخص القدرة على الاعتماد على النفس، فلن يكون بطلاً إلا بجهده، ولن يشاطره أحد آخر العمل، وما يجنيه سيكون ثمرة تعبه وما قدمه، مشيراً إلى أنه من فوائد اللعبة أنها جعلت الولدين اسمين لامعين في مدرستهما وبين أهلهما، ما فرض عليهما أيضاً سلوكاً يواكب هذه الثقة، وهذا الالتفاف من الأهل والأصدقاء. (أبوظبي - الاتحاد) اقتبس طريقة ليفاسك عند الانتصار خالد يأسر الجماهير باحتفالية «تريبل إتش» كلما أحرز نصراً، جرى خالد ناصر مشبب العتيبي، واحتفل بطريقة خاصة، كان لها صداها في المدرجات، وعرف من سألوا عنها بعد ذلك، أنها الطريقة التي كان يحتفل بها دائماً بول مايكل ليفاسك الممثل والمصارع الأميركي، والذي يعرف بشكل أفضل باسمه المستعار في المصارعة الحرة تريبل إتش، وهو اختصار لاسمه السابق، هنتر هيرست هلمزلري، وهو يعمل حاليا في شركة المصارعة العالمية الترفيهية. حول تلك الحركة الاحتفالية، يقول خالد، إنه كان من أشد المعجبين بالمصارع بول مايكل ليفاسك من خلال مشاهدته في التلفزيون، كما أعجبته طريقته في الاحتفال، فاحتفظ بها لنفسه، وعندما حقق انتصارات في الجو جيتسو، اقتبسها، وأضاف إليها لتصبح طريقته في التعبير عن الفرحة. ويعرف خالد الكثير عن تريبل إتش، فهو لم يكتف فقط بمشاهدته، ويدهشك ما يعرفه عنه، حيث يقول عن نجمه المفضل في المصارعة: إنه قبل أن يسجل في شركة المصارعة العالمية الترفيهية بدأ مسيرته المهنية في المصارعة الحرة في شركة البطولات العالمية «وورلد تشامبيون شيب ريسلنج» سنة 1993 وكان اسمه في ذلك الوقت تيرا رايزنج، ولاحقا جين-بول ليفاسك، وشارك في الاتحاد العالمي للمصارعة في سنة 1995، عندما كان اسمه المستعار هنتر هيرست هلمزلي الذي بدله لاحقا إلى تربل إتش. وحاز تربل إتش الكثير من البطولات، وفي سنة 2003 كون فريقا آخر من المصارعين سماه إفولوشن، وضم إلى جانبه كلاً من ريك فلير وباتيستا وراندي اورتن، وقد حصل على بطولة العالم 13 مرة، وأصبح بطل المصارعة العالمية الترفيهية 8 مرات وخمس مرات بطل العالم للوزن الثقيل، كما أصبح ملك الحلبة في سنة 1997، وشارك إتش في العديد من الأفلام وبرامج التلفاز. (أبوظبي - الاتحاد) طموح الصغار «مجد وفَخَار» غالباً ما يكون طموح الصغار متواضعاً، أو يستمدونه مما حولهم غير أن طموح الصغار في أسرة ناصر مشبب العتيبي عنوان للمجد والفخر، فالأشقاء محمد ونايف وخالد ينشدون جميعاً خدمة الوطن في أي ميدان، وحتى الرياضة هي غاية من أجل هذا الهدف الكبير، إذ يتطلع الأبناء إلى الحزام الأسود في اللعبة ورفع راية الإمارات عالمياً. وعلى صعيد الطموح الشخصي والعمل في المستقبل، يحلم نايف بأن يكون طياراً مقاتلاً، أما خالد فيتمنى أن يصبح ضابطاً بالقوات المسلحة، فيما يحلم محمد بأن يكون ضابط شرطة، ويبدو أن الأشقاء الثلاثة يريدون السير على طريق الأب الذي يعمل أيضاً ضابطاً، كل همه خدمة الوطن والذود عنه، والسعي إلى رفعته. حول طموح الأبناء، وهل هو اقتداء به، يقول الأب ناصر مشبب العتيبي: كلنا جنود في خدمة الوطن، وما تقدمه لنا القيادة الرشيدة وتيسره لأبنائها من سبل العيش الكريم، يجعلنا نضع أرواحنا فداء له، وكل شيء يهون من أجله، ودماؤنا رهن إشارة شيوخنا، وقادتنا أطال الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية.(أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©