الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آسيا: جولة «كيري»... والتحدي الكوري

آسيا: جولة «كيري»... والتحدي الكوري
7 ابريل 2013 00:35
هوارد لافرانشي محلل سياسي أميركي تمثل زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المقبلة للصين، وكوريا الجنوبية واليابان، تحولاً في دبلوماسية الاستجابة الأميركية للنوبة الأخيرة الشديدة من نوبات التهديد الكوري الشمالي بشن الحرب ورفع قفاز التحدي في وجه الولايات المتحدة وحلفائها. فبعد إرسال طائرات بي-52 القادرة على حمل أسلحة نووية إلى المنطقة، وسفن مضادة للصواريخ للمياه المحيطة بشبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ لـ«آلاسكا» و«غوام»، تنتقل إدارة أوباما الآن إلى مستوى آخر من مستويات العمل الدبلوماسي لمواجهة الأزمة يهدف في المقام الأول إلى تخفيف درجة حدة التوتر. وسيكون هدف زيارة كيري لآسيا في المقام الأول طمأنة الحلفاء والشركاء بأن الولايات المتحدة، وبعد أن اتخذت الاحتياطات العسكرية الكافية لمواجهة احتمال أي عمل عسكري من جانب بيونج يانج، تركز الآن جهودها على إيجاد الخطوات الدبلوماسية المناسبة -في المدى القريب وما بعده- لمعالجة النزعة العدوانية التي تنتاب كوريا الشمالية المسلحة نووياً. ويقول «جورج لوبيز» مراقب الأمم المتحدة السابق المتخصص بمتابعة نظام العقوبات المفروض على كوريا الشمالية إنه: «على رغم أن إجراءات إدارة أوباما الأخيرة قد خففت من قلق حلفائنا، وتحركت لحماية الولايات المتحدة نفسها من أي هجوم محتمل، فإن الوقت الراهن في رأيي هو الوقت المناسب كذلك لاتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي ستكبت سلوك كوريا الشمالية، وتجبرها على إعادة ضبط موقفها». ولعل الشيء الجدير بالذكر إلى حد كبير هو الكيفية التي قامت بها الصين -الحليف الوثيق الوحيد لتلك الدولة الفقيرة والمنعزلة- بإرسال إشارات في الآونة الأخيرة، تفيد باستعدادها لتبني موقف صارم حيال بيونج يانج، كان أهمها، السماح بجولة جديدة من جولات فرض العقوبات بواسطة مجلس الأمن الدولي ضد برنامج كوريا الشمالية النووي وبرنامجها الصاروخي، بحسب لوبيز. ويقول آخرون إن الإجراء الصيني في الأمم المتحدة ليس سوى مظهر واحد من مظاهر السأم من كوريا الشمالية، وعلى وجه الخصوص من تصرفات زعيمها الشاب الجديد «كيم جونج أون». ويعلق «كيرت كامبل» المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي للشؤون الآسيوية وشؤون المحيط الهادئ، ومهندس سياسة «المحور الآسيوي» لإدارة أوباما، الذي ترك الوزارة في شهر فبراير الماضي، على هذه النقطة بقوله: «لقد رأيتم ذلك في الأمم المتحدة، ورأيتموه في مناقشاتنا الخاصة، ورأيتموه في البيانات والتصريحات الصادرة عن بكين». وقال كامبل في كلمة ألقاها الخميس الماضي في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنر إن هناك «تغيراً دقيقاً» في السياسة الخارجية الصينية، وإن الشيء الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو أن التغير في المزاج الصيني لم يغب عن بال بيونج يانج ونظامها المتحدي للمجتمع الدولي. ويقول البروفيسور لوبيز الذي يعمل في معهد «كروك» لدراسات السلام الدولية التابع لجامعة نوتردام: «إن الطريقة التي ستبني بها زيارة كيرى المقبلة على ذلك التطور، ستكون في غاية الأهمية». وقد اعترفت وزارة الخارجية الأميركية هذا الأسبوع بالدور الرئيسي الذي ستلعبه الصين في أي جهد دبلوماسي يستهدف كوريا الشمالية، وذلك من خلال تصريح للمتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند خصت فيه الصين بالذكر باعتبارها الدولة التي تملك «أقوى نفوذ» على بيونج يانج. وفي إطار استعداداته لرحلته المقبلة، أجرى كيري هذا الأسبوع «محادثات مكثفة» عن طريق الهاتف مع المسؤولين الصينيين، بمن في ذلك مستشار الدولة «يانج جيتشي» -بحسب ما ذكرته نولاند. وبالإضافة إلى ذلك تحدث أيضاً وزير الدفاع الأميركي «تشاك هاجل» مع نظيره الصيني وزير الدفاع الوطني الجديد الجنرال «تشانج وانكوان» وتباحثا حول تطورات الوضع. وتخطط الولايات المتحدة أيضاً لما ستفعله، إذا ما أجرت كوريا الشمالية اختباراً آخر على الصواريخ خلال الأيام القادمة، وخصوصاً بعد أن دلت بعض تحركاتها العسكرية التي رصدتها كوريا الجنوبية على أنها ربما تخطط لذلك. وعلى رغم الحشد العسكري الأميركي الأخير في المنطقة، فإن لوبيز، يقول إن الولايات المتحدة ستمتنع عن أي رد فعل عسكري، وستعمل بدلاً من ذلك على استخدام أية استفزازات كورية شمالية في تعزيز الموقف العالمي الموحد تجاه، تصرفات تلك الدولة. ويرى لوبيز أن «إسقاط صاروخ يصب أكثر في صالح رؤية كوريا الشمالية لحربها». ويضيف أن الشيء الأفضل من ذلك بالنسبة للولايات المتحدة هو أن «تمضي قدماً وفقاً لفهمها هي» القائم على أن أي تجربة صاروخية «يمكن، بل يجب أن تحرض على المزيد من العمل الدولي الموحد، وعلى إدانة دولية لبيونج يانج تصب في مصلحتنا في نهاية المطاف». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©