الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

3 ملايين مخطوطة مبعثرة في أصقاع الأرض والجهود المبذولة دون المستوى المنشود

3 ملايين مخطوطة مبعثرة في أصقاع الأرض والجهود المبذولة دون المستوى المنشود
23 أكتوبر 2009 02:42
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، نظم المركز الثقافي الإعلامي لسموه أمس الأول في مقر المركز بالبطين، محاضرة بعنوان: “المخطوطات العربية .. نور الأمس .. ظلمة اليوم” ألقاها الأستاذ باب ولد هارون ولد الشيخ سيدي، مدير مكتبة هارون ولد الشيخ سيدي للمخطوطات، بحضور عدد من الدبلوماسيين والملحق الثقافي الموريتاني، وحشد من الإعلاميين والمهتمين وباحثي المركز وجمع من أبناء الجالية الموريتانية. وقبل بدء المحاضرة شدد الباحث الإعلامي عمار السنجري على أهمية المخطوطات، وحذر من خطر ضياعها وتلفها، داعياً الى الاستفادة من نورها في كافة مناحي الثقافة والعلم. واستهل الأستاذ باب ولد هارون ولد الشيخ سيدي محاضرته، مثمناً حرص سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على الثقافة العربية والإسلامية وعلى التراث العربي. مشيداً بجهود سموه في مجال صيانة التراث وتحقيقه. مثمناً دور المؤسسات والصروح الثقافية التي يرأسها سموه والتي أثرت الأعمال التراثية والثقافية . وأشار المحاضر إلى أن جهود سموه شملت تحقيق ونشر عدد من نفائس الكتب منها: “أوجز المسالك إلى موطأ مالك” للإمام محمد زكريا الكاندهلوي المدني المتوفى سنة 1402 هجرية، وكتاب “بذل المجهود في حل سنن أبي داوود” وكتاب “موطأ الإمام مالك” برواية محمد بن الحسن الشيباني، والجامع الصحيح للإمام محمد بن إسماعيل البخاري. وتطرق المحاضر إلى مكانة المخطوطات العربية الإسلامية في تراثنا وتطور الاهتمام بها وأهمية المخطوطات ودورها في نهضة الأمة في الماضي. مشدداً على أن تراث الأمم يجسد جذورها ودعائم رقيها وملامح شخصيتها؛ فبإحيائه تحيا هذه الجذور وبإهماله تموت أو تذوى فيحل التخلف في هذه الأمم. وأضاف أن “إسهام العرب في المعارف الإنسانية شكل منذ فجر الدولة الإسلامية، حلقة مشرقة فاقوا بها الأمم الأخرى، لغزارة إنتاجهم المخطوط، وشغفهم بالعلم والمعرفة، وحرصهم على اقتناء الكتب، فتركوا من المعارف والعلوم والفنون ما لا يقدر بثمن نظراً لقيمتها التراثية والعلمية والحضارية. وذكر المحاضر أن عدد المخطوطات العربية يقدر اليوم، بالرغم من عوادي الزمن من حروب وثورات ونهب وإتلاف وتلف وسرقات، بنحو ثلاثة ملايين مخطوط مبعثرة في شتى أصقاع العالم. داعياً العرب إلى إيلاء هذا التراث الثمين العناية اللازمة لانتشاله من الضياع، وبعث الروح فيما يمكن أن ينفعنا منه في مسيرتنا التنموية، وتخليصه من الأخطار المحدقة بهذه الكنوز التراثية. وشدد المحاضر على أن واجب الحفاظ على تراثنا العربي الإسلامي المخطوط “أمانة في عنق الحكومات العربية والإسلامية والهيئات المختصة إضافة إلى كل الخيرين”. مؤكداً أنها “لا تؤدى إلا بمواصلة جرده وتصنيفه وتحقيقه ونشره واسترجاع المهجر والمنهوب منه بالموازاة مع تأمين حفظه وصيانته وترميمه”. وأكد أن هذا التراث الخلاق هو “ثمرة ما يربو على ألف عام من العطاء والتواصل مع منابع حضارات الأمم الأخرى تأثراً بسابقيه ومعاصريه وتأثيراً في معاصريه ولاحقيه، خاصة في الأوروبيين الذين نهلوا من معينه وأسسوا على احتكاكهم به الكثير من مرتكزات نهضتهم الفكرية والعلمية”، معلقاً بكلمات لا تخلو من حسرة: “عدنا نقتبس منهم بعد أن كنا يوماً من الأيام نموذجهم المحتذى فسبحان مقلب الأمور، وتلك الأيام نداولها بين الناس”. وأضاف أن التراث العربي الإسلامي “غدا في مجمله مجهولاً لعزوفنا عنه وعدم الاعتراف بدوره الحيوي في المشاركة الفعالة في صياغة تاريخ الإنسانية.. إلا أن هذه الملاحظة لا تقلل من شأن بعض الجهود المبذولة هنا وهناك من طرف أفراد ومؤسسات للتعريف بهذه الذخائر وفهرستها ونشرها وصيانتها غير أن هذا السعي يبقى دون المستوى المنشود إذا ما قيس بحجم التحديات والمتطلبات”. وعرج الأستاذ باب ولد هارون على مكتبات المخطوطات الموريتانية باعتبارها نموذجاً لهذا لتطور حيث تعد الجمهورية الإسلامية الموريتانية إحدى الحاضنات التي يشار إليها بالبنان في مجال الثقافة العربية الإسلامية وكنوزها التراثية، متمثلة في المكتبات الأهلية للمخطوطات وما تحويه من مصنفات ونوادر لا يعرف عنها الأخوة في المشرق العربي الكثير. وفي ختام المحاضرة قدم الأستاذ باب ولد هارون عرضاً بالشرائح والصور لعدد من المخطوطات وفيلماً مصوراً حول مكتبة هارون ولد الشيخ سيدي للمخطوطات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©