السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تأخذ زمام المبادرة في توليد الطاقة من مياه البحار

الصين تأخذ زمام المبادرة في توليد الطاقة من مياه البحار
18 ابريل 2014 22:04
يشهد العالم الآن سباقاً لاستغلال واحد من أكبر مصادر الطاقة النظيفة غير المطروقة في العالم، هي طاقة البحار، فيما تقوم الصين بتجارب مهمة في هذا المجال. وقد ينتج عن ذلك تصاعد المنافسة مع شركات غربية، لاسيما أن شركات صينية بدأت في استخدام تقنيات تم تطويرها بالتعاون مع شركاء مشاريع مشتركة. وحتى الآن، قاد الاتحاد الأوروبي جهود تسخير البحار في توليد الكهرباء من خلال ثلاث تقنيات رئيسية، هي تربينات غاطسة تستمد الطاقة من ظاهرة المد والجزر، وعوامات طافية فوق سطح البحر تعتمد على حركة الأمواج، ومنظومات تستغل فروق درجات حرارة المياه. وفي عام 2008، تم إنشاء أول مولد كهرباء تجاري في العالم متصل بالشبكة ومعتمد على ظاهرة المد والجزر في أيرلندا الشمالية. كما أن شركة سيمنز الألمانية بصفتها أحد كبار المستثمرين في طاقة الأمواج والمد والجزر، تتوقع أنه في إمكان تيارات المد والجزر وحدها مستقبلاً تزويد 250 مليون منزل بالكهرباء على مستوى العالم. كذلك تعكف شركة الستوم الفرنسية على تطوير هذه التقنية، غير أن الصين التي لديها خط ساحلي يمتد 18 ألف كيلومتر غني بالطاقة المحتملة، والتي يزداد تلوثها سوءاً، فإنها تعتبر حسب رأي العديد من الخبراء موقعاً مثالياً لريادة تقنيات البحار واستغلالها تجارياً. يذكر أن الصين تعكف على زيادة إنفاقها في هذا القطاع، ودأبت شركات أجنبية، تشمل شركة لوكهيد مارتن الأميركية، على تجربة المعدات والانضمام إلى مشاريع مشتركة في الصين. تيارات المد الديناميكية ومن ضمن المشاريع قيد الدراسة بدعم صيني ما يسمى «بجدار طاقة تيارات المد الديناميكية»، المزود بتربينات تستخدم ريش منحنية مصممة بحيث تسمح بمرور الأسماك والثعابين البحرية من خلالها بأمان. فإذا تم اعتماد ذلك المشروع سيكون في مقدور الجدار تزويد كهرباء تساوي ما يولده مفاعلان نوويان كبيران بتكلفة تبلغ حوالى 30 مليار دولار. ويشمل مستثمرو هذا المشروع حكومة هولندا، واتحاد شركات مؤلف من ثماني شركات هولندية، يضم شركتي الهندسة «اركاديس» و«ستروكتون جروب». هذا المشروع يقزم غيره من مشاريع طاقة البحار، وفي مقدوره إنتاج كهرباء على نحو أرخص من مزارع طاقة الرياح البحرية، حسب ديميتي دي بور الاستشاري المتمركز في بكين المتخصص في البيئة وتغير المناخ لحساب منظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة. ويشمل المشروع بناء جدار يمتد عمودياً من الساحل ثم يتفرع إلى حرف تي (T)، ليمتد حوالي 30 كيلو متراً ومركب عليه تربينات توجه وتركز طاقة مياه المد والجزر. وخصصت بكين3,3 مليون دولار لدراسات الجدوى الجارية حالياً في الصين. وأمام عملية البناء عشر سنوات كحد أدنى، وإن كانت النتائج الأولية تشير إلى أن المياه الضحلة على سواحل الصين، وكوريا وأوروبا يمكن أن تصلح لهذه التقنية. وقال بور: «الصين في المقدمة في مجال تطوير تكنولوجيا الطاقة البحرية». ولكن لا يزال توليد الكهرباء من البحار أكثر تكلفة بكثير من استخدام الفحم أو النفط أو المفاعلات النووية أو الرياح، كما أنه قد يثبت أن بعض التقنيات الجاري تجربتها في الصين غير عملية. ومنذ عام 2010 أنفقت بكين قرابة مليار يوان، ما يعادل تقريباً 160 مليون دولار، على الطاقة المستمدة من البحار، حسب وانج تشوانكون الأمين العام الأسبق للجنة طاقة البحار بالجمعية الصينية للطاقة المتجددة. الاستثمار الخاص كما بلغ مجموع الاستثمار الخاص في مشاريع طاقة البحار في أوروبا حوالي 600 مليون يورو أو نحو 825 مليون دولار في خلال السنوات السبع الماضية. كذلك تدعم إدارة الطاقة الأميركية عدداً من مشاريع بحث ساحل المحيط الهادي. وأيضاً لدى شيلي وأستراليا ودول أخرى مشاريع مهمة قيد الدراسة. ويرى العديد من المعنيين بهذه الصناعة أن الصين ستقود ذلك المجال، وإن كانت «لوكهيد» تعمل مع اتحاد شركات «رينوود» الصيني على بناء أول محطة كهرباء كبرى في العالم تستخدم عملية تحويل طاقة البحار الحرارية. وتعتزم هذه الشركات أن تحدد، بحلول يونيو المقبل، مكاناً في آسيا لبناء محطة سعتها 10 ميجاواط تستخدم مياه السطح الدافئة في تسخين النوشادر (امونيا) ذات درجة الغليان المنخفضة، لتوليد البخار لإدارة تربين دون انبعاثات كربونية. ثم يتم بعد ذلك تكثيف البخار عن طريق استخدام مياه أعمق وأبرد، وتتكرر الدورة لتولد تياراً مستمراً من الكهرباء التي ستبلغ تكلفتها حوالى 15 سنتاً لكل كيلوواط ساعة. وهذا أغلى من الطاقة النووية، ولكن أقل كثيراً من كهرباء تربينات الرياح البحرية، التي تتكلف 22 سنتاً لكل كيلوواط ساعة، حسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية. يذكر أن 10 ميجاوات تكفي لتزويد حوالي 10 ألف منزل غربي بالكهرباء. وترى «لوكهيد» أن بناء مولدات كهربائية واسعة النطاق (على مستوى مؤسسات المنافع العمومية) أكبر من ذلك بعشر مرات سيكون ذا جدوى من الناحية الاقتصادية والفنية، حسب دان هيلر نائب رئيس الشركة للمشاريع الجديدة. أكبر مشروع وتنشغل شركة اطلنتيس ريزورسز في بناء أكبر مشروع في العالم لتيارات المد والجزر البحري لتزويد 200 ألف منزل شمالي سكوتلندا بالكهرباء من خلال استخدام مئات المولدات الغاطسة في قاع البحر. وكانت هذه الشركة، المتمركزة في سنغافورة والمدرجة في بورصة لندن، قد وقعت العام الماضي عقداً مع شركة دونجفانج الكتريك ماشينري لإنتاج تربينات غاطسة سعتها 1,5 ميجاواط منخفضة السعر. كما اتفقت «اطلنتيس» مؤخراً على العمل مع «لوكهيد» في تطوير تصميم التربينات الغاطسة. وتعتزم «اطلنتيس» هذا العام تركيب تربين لأكبر مشروع تجربة تيارات المد والجزر البحرية للحكومة الصينية قريباً من شنغهاي. كذلك تنشغل شركة ايكو ويف باور، بالاشتراك مع حكومة إقليم زيجيانج بالصين، في تقييم ثلاثة مواقع لبناء محطة توليد كهرباء باستغلال الأمواج سعتها 50 ميجاواط باستخدام عوامات مثبتة بأرصفة بحرية، بحيث يستخدم كل كاسر مياه طوله 70 متراً عشر عوامات لتوليد ميجاواط واحد من الطاقة. ويتوقع بعض الخبراء أن التعاون بين شركات غربية ورواد طاقة بحرية صينيين قد يتحول إلى منافسة محمومة مع تطور السوق، ليتكرر ما حدث في قطاعي طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وحذر تقرير استراتيجية، صدر عن المفوضية الأوروبية في يناير الماضي، من منافسة مقبلة من شركات أجنبية في سوق ينتظر أن يبلغ حجمها مئات مليارات الدولارات وناشد التقرير حكومات الكتلة الأوروبية على دعم المشاريع المحلية. وقال زيانج وانج المحامي المتمركز في بكين، والذي يعمل لحساب «أويك هيرنجتون أند سوتكليف»: «بلاشك سنشهد تزايد عدد المنازعات بين الشركات الصينية والشركات الأجنبية على براءات اختراع تكنولوجيا المصادر المتجددة بما يشمل طاقة البحار». وكان النمو المتسارع لحصة الشركات الصينية في تصنيع معدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات مكافحة الإغراق ومكافحة حزم الدعم في السنتين الماضيتين. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©