الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شل» تستعين بمعدات صينية لخفض التكاليف

«شل» تستعين بمعدات صينية لخفض التكاليف
18 ابريل 2014 22:03
ترجمة: عماد الدين زكي قالت شركة رويال دتش شل، إنها تعتزم استخدام مزيد من المعدات الصينية في أعمالها المتأزمة بمجال النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة، لتصبح أحدث شركة موارد طبيعية تحاول خفض التكاليف من خلال التحول إلى موردين آسيويين أرخص. وكانت شركتا التعدين «ريو تنتو» و«أنتو فاجاستا» سبق لهما، ولا تزالان، تستعينان بالآليات الصينية، حيث شجعهما على ذلك ما طرأ من تطورات في النظم الصينية، ووجدتا أنه يمكن الاعتماد عليها وضمها إلى عملياتهما القائمة دون الإضرار بمعايير الكفاءة والسلامة. غير أن تحول «رويال دتش شل» إلى المصنعين الصينيين الأدنى تكلفة يؤكد التهديد المحتمل الذي قد يواجه شركات المعدات الصناعية الغربية، مثل كتربيلار وجوي جلوبال، من منافسيها بالأسواق الناشئة. تقدم «شل» على هذه الخطوة، فيما تتعرض شركات النفط والتعدين، التي زادت إنفاقها الرأسمالي في السنوات القليلة الماضية، في ظل طفرة سلع ضخمة، لضغوط من قبل المساهمين المطالبين بتقليص الإنفاق وزيادة ما يحصلون عليه من عائدات. وفي مقابلة أجرتها «فاينانشيال تايمز» في لاهاي، أوضح بن فان بوردن الرئيس التنفيذي لشركة شل، أن الشركة الإنجلوهولندية الكبرى تستعين بمزيد من المعدات لأعمالها في أميركا الشمالية التي منيت بخسائر العام الماضي من دول منخفضة الأسعار مثل الصين. وقال فان بوردن: «لماذا نضطر إلى تصنيع خزاناتنا في الولايات المتحدة أو المكسيك؟ في مقدوري تصنيع خزاناتي في الصين، ونوفر 40% من التكاليف». وأضاف أن التحول يأتي ضمن ما يسمى «مشروع موزاييك»، وهي استراتيجية تهدف إلى خفض التكاليف في أعمال «شل» بالولايات المتحدة من خلال استخدام المزيد من المعدات المطابقة للمواصفات والمعدلة والتقليل من المعدات المفصلة. وأشار فان بوردن، الذي تولى رئاسة «شل» التنفيذية في يناير الماضي، إلى أن أحد أكبر التحديات يتمثل في إنعاش أعمال الشركة في مجال النفط والغاز الصخري في أميركا الشمالية. إذ تمتلك الشركة ما قيمته 24 مليار دولار في الولايات المتحدة وكندا من الحقول وحقوق الامتياز الصخرية، ولكن لم تتمكن بعد من تحقيق مكاسب كبرى منتظرة منها، بل إن أعمالها المتعلقة بالاستكشاف والحفر والاستخراج في أميركا الشمالية منيت بخسائر العام الماضي. وقامت الشركة بتعليق بعض أعمالها، كما خفضت قيمة أصول محفظتها الخاصة بأصول الموارد الصخرية بالولايات المتحدة. جودة المعدات الصينية يذكر أن «انتوفاجاستا» شركة التعدين المدرجة في مؤشر «إن تي إس إي 100» تستخدم حالياً مزيداً من المعدات المتعاقد عليها من الصين، خفضاً لتكاليف مشاريعها. وقال دييجو هيرناندز رئيسها التنفيذي، إن جودة المعدات الصينية لا تقل كثيراً عن جودة نظائرها المصنعة في الغرب. وقال إن الصين لديها الآن جرافات في وسعها منافسة الجرافات الغربية في ذات الأحوال. كذلك توجهت «ريوتنتو» شركة التعدين الأنجلوأسترالية إلى الشراء من الصين. وقالت الشركة، التي تقوم حالياً بتقليص إنفاقها الرأسمالي بعد أن خيبت المصروفات الزائدة آمال المستثمرين، إنها اشترت معدات بقيمة ملياري دولار تقريباً من الصين العام الماضي وحوالي مليار دولار من الهند. وقال سام وولش الرئيس التنفيذي للشركة في ديسمبر الماضي، إن الشركة اشترت آلاف عربات نقل خام الحديد الصينية وآلات تحميل السفن والشاحنات وآلات الردم من الصين. وأضاف: «توفر تكاليف الإمداد ضخمة وإلا ما كان لنا اللجوء لذلك». وأضاف أن جميع المعدات اجتازت إجراءات فحص الشركة من حيث المواصفات والمقاييس الصارمة. وحين كان بن فان بوردن رئيساً لقسم الكيماويات في «رويال دتش شل» وجه له الرئيس التنفيذي آنذاك بيترفوسر إنذاراً موقوتاً متمثلاً في أن أمامه مهلة أربع سنوات لإجراء إصلاحات على الكيماويات، أحد أسوأ أقسام شل أداءً، وأبلغه بأنه إما أن يعيده إلى عافيته وإلا ستبيعه «شل». ونجح فان بوردن في تلك المهمة، وزادت أعمال الكيماويات إلى أكثر من ثلاثة أمثالها فيما بين عام 2008 وعام 2012. وبفضل ذلك ضمن أسباب أخرى ترقى فان بوردن واعتلى منصب رئيس «شل» التنفيذي. تحذير الأرباح والآن يكمن الأمل في أن يتمكن من أداء تلك المهمة الصعبة على مستوى الشركة بكاملها. و«شل» تحتاج بالتأكيد إلى ذلك. ففي يناير الماضي، أصدرت «شل» أول تحذير يتعلق بأرباحها، حيث تراجعت أرباح الفترة الربعية الرابعة بنسبة 48% إلى 2,9 مليار دولار. كما منيت أعمالها في مجال الاستكشاف والحفر والاستخراج في أميركا بخسائر العام الماضي. وفي أغسطس الماضي، أعلنت عن خفض قدره 2,1 مليار دولار في أصول مواردها الصخرية في أميركا. غير أن بعض المحللين واثقون من قدرة فان بوردن على إيقاف هذا النزيف. والبعض الآخر أقل اقتناعاً. حيث قال محللون في كريدي سويس إن استعادة شركة بحجم «شل» لعافيتها لن تكون مهمة سهلة وسريعة. وفضلاً عن مشاكل الشركة الراهنة، هناك أيضاً مخاوف أعمق تلقى بظلالها على قطاع النفط عموماً. ذلك أن مستثمري النفط طالما أبدوا قلقهم من كثافة الإنفاق الرأسمالي وتواضع عائدات كبريات الشركات. ويعتقد البعض أن الشركات الكبرى لا تحصل على تدفق نقدي يكفي لتغطية الاستثمارات وتوزيعات أرباح الأسهم. وأثار ذلك المخاوف من احتمال عدم استدامة توزيعات الأرباح على المساهمين. وتعتبر «رويال دتش شل» أكثر الشركات إنفاقاً، حيث بلغ إنفاقها 46 مليار دولار العام الماضي. هذا في الوقت الذي فقد عائدها من متوسط رأس المال المستخدم، الذي بلغ حوالي 20% في أواخر العقد الأول من القرن الحالي، أكثر من نصفه إلى 9% في عام 2013. وتعهد فان بوردن بالنهوض بأداء الشركة المالي وبلوغ توازن أفضل بين النمو والعائدات. كما تعهد أيضاً بتحسين التدفق النقدي الحر وتقليص الإنفاق الرأسمالي بنسبة 8% إلى 35 مليار دولار وبيع أصول بقيمة 15 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين. خيارات صعبة وأمام «شل» الآن خيارات صعبة، وعليها الآن وضع الأولويات وانتقاء الفرص حسب فان بوردن، الذي قال إنه ينبغي على الشركة أن تتحرى الجدوى الاقتصادية في كل ما تفعله. وهذا يعتبر تغيراً كبيراً لشركة درج مهندسون وخبراء فنيون على رسم استراتيجيتها وخططها أكثر من التجاريين ومديري الأعمال. ورغم أن فان بوردن يقع في فئة المهندسين والخبراء، إلا أن لديه بالفطرة الإدراك التجاري ومهارة إدارة الأعمال. وطالما انتقد فان بوردن زملاءه على ميلهم الزائد إلى النظرة الهندسية ناصحاً إياهم بأن يهتموا أكثر بالناحية المالية والتجارية. وكان ذلك واضحاً حين قرر استبدال النفط بالغاز الطبيعي في مصانع بتروكيماويات شل في ساحل الخليج المكسيكي، فيما اعتبر تغيراً جذرياً لأمر اعتادته الشركة لسنين، ولكن فارق السعر الكبير الناتج عن طفرة الغاز الصخري بالولايات المتحدة شجعه على إلغاء العقود القديمة وتنفيذ استراتيجية جديدة. ونجحت خطة فان بوردن في إنعاش قسم البتروكيماويات في شل. ومن المبكر جداً معرفة إن كان فان بوردن سيتبع ذات المقاربة بعد أن تولى رئاسة الشركة. لكن بعض القرارات تشير إلى الطريق الذي سيسلكه. ففي العام الماضي قررت «شل» عدم المضي قدماً في إنشاء محطة تكلفتها عدة مليارات الدولارات على ساحل خليج المكسيك الأميركي، كان الهدف منها تحويل الغاز إلى ديزل تركيبي. وعلى نحو غير معتاد أوقفت الشركة المشروع قبل الانتهاء من التصميم الأساسي. نقلاً عن: «فايننشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©