الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استزراع نوع من القرم في رأس غناضة بعد مئة سنة من الانقراض

استزراع نوع من القرم في رأس غناضة بعد مئة سنة من الانقراض
14 أغسطس 2008 02:08
نجحت دائرة أعمال صاحب السمو رئيس الدولة بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي في استزراع نوع من اشجار قرم القندل في رأس غناضة بعد 100 سنة من انقراضه· وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايـــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' قامت دائرة أعمال صاحب السمو رئيس الدولة وهيئة البيئة أبوظبي بتنفيذ مشروع لإعادة توطين نوع من أنواع القرم التي كانت تنمو بصورة طبيعية في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة وتعرضت للانقراض· وستصدر هيئة البيئة قريباً كتابين الأول هو ''دليل زراعة القرم في دولة الإمارات العربية المتحدة'' أما الثاني فهو عبارة عن تقرير ميداني ''لمشروع زراعة أنواع جديدة من نباتات القرم في رأس غناضة''· وقال معالي المهندس مبارك سعد الأحبابي، رئيس دائرة أعمال صاحب السمو رئيس الدولة، إنه في عام 2001 بدأت الدائرة بالتعاون مع الهيئة بتنفيذ مشروع بحثي شامل على أنواع القرم المحلية وبعض الأنواع الأخرى المختارة من خارج الدولة، بهدف إدخال سلالات جديدة من نبات القرم وزراعتها على سواحل مدينة أبوظبي، ودراسة الخصائص الخاصة لنبات القرم للتعرف على أسباب نجاح زراعته في بعض المناطق وعدم نجاحه في مناطق أخرى· وتعتبر الظروف البيئية في الإمارات قاسية نسبياً وغير محفزة لنمو معظم أنواع القرم، وتتعرض السواحل بدرجة كبيرة إلى التأثير المباشر للمد ولا تتوفر مصادر الماء العذب ما عدا القليل من الأمطار النادرة، كما أن ماء البحر عالي الملوحة وترتفع درجات الحرارة بصورة كبيرة أثناء ساعات النهار ولا يوجد أي مصدر للغرين (الطمي)، بحسب هيئة البيئة· وأضافت الهيئة أن إمكانيات النمو الطبيعي للقرم تعتبر محدودة وتنحصر في ملاجئ محدودة على السواحل التي تنمو فيها هذه النباتات· وفي إطار عملية الاستزراع تم استنبات عدد من البذور لعدة أنواع من القرم تم جلبها من باكستان في مشاتل خاصة ومن ثم تم نقلها إلى حقول طبيعية في جزيرة رأس غناضة· وذكر الأحبابي أن نمو جميع الأنواع المستوردة كان مشجعاً، سواء كان ذلك في مرحلة زراعتها في المشتل أو من خلال التجارب الحقلية· وأشار أن نباتات القرم نجحت في تثبيت وجودها في الحقول التجريبية ونمت لتصبح أشجاراً طبيعية، مما يشجع باستعادة الإرث المفقود وإعادة توطين هذا النوع في الدولة، حيث تأقلمت هذه النباتات مع الظروف البيئية الطبيعية المحلية بشكل تام، متحملة بذلك ملوحة مياه البحر المرتفعة (+45000 جزء في المليون) وارتفاع درجات حرارة الجو· وتعتبر أشجار القرم في جزيرة رأس غناضة فريدة من نوعها حيث أصبحت أول منطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة ينمو فيها هذا النوع· كما أن معدل نموها يقارب معدلات نموها في باكستان حيث تم جلبها· وقال الأحبابي إن ''من أكثر النتائج المشجعة في إعادة توطين هذا النوع هو أن النباتات وصلت إلى مرحلة ''الازهار''، حيث بدأت العديد من النباتات المزهرة بالظهور بعد 4-5 سنوات من زراعته· ومن المتوقع أن يكون هناك العديد من بذور الجيل الأول المحلية متاحة لإنشاء المزيد من النباتات الجديدة، حسبما ذكر الأحبابي، وأضاف أن ''هذه البذور ستكون أكثر ملاءمة من الناحية الوراثية مع ظروف البيئة المحلية''· وأكد الأحبابي أن تجارب زراعة شجيرات القرم، ثم مشاهدتها وهي تزدهر وتنمو، أعطت بعض الدروس القيمة، وأكدت دون أدنى شك أن العمل المشترك هو دائماً الأفضل والأقرب إلى النجاح من العمل المنفرد· ولفت أن سر نجاح المشروع يرجع للدور الحيوي الذي قامت به هيئة البيئة والعمل معاً برؤية موحدة لتحقيق هدف مشترك يتمثل في إضافة نظام بيئي مستدام يوفر الخضرة للسواحل والمأوى للأنواع البحرية المختلفة· والقرم أو ما يعرف علمياً رايزوفورا ميركوناتا شجيرات دائمة الخضرة، طويلة إلى متوسطة الطول ويصل ارتفاعها إلى 20 متراً· وتستند جذور القرم الهوائية على الجذع والفروع الأفقية، أوراقها سميكة ذات لون أخضر شمعي غامق ويمتد انتشارها من سواحل جنوب وشرق أفريقيا وحتى مدغشقر وسيشل وموريشيوس وجنوب الصين وماليزيا وحتى شمال شرق أستراليا وباكستان وساحل المحيط الهندي· وتعتبر غابات القرم من أكثر النظم البيئية المنتجة في العالم وواحدة من أهم الموارد الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة ولها قيمة إيكولوجية كبيرة· وتنشأ القرم في بيئات متفردة تستضيف عدداً كبيراً من الكائنات الحية وتساعد على حماية وتثبيت السواحل وإثراء المياه الساحلية وتقدم منتجات غابية تجارية وتوفر الدعم والغذاء للمصايد الساحلية· وتنتج القرم الكربون العضوي الزائد عن متطلبات نظامها البيئي مما يساهم بدرجة كبيرة في الدورة الكونية للكربون· كما يمكن تطوير مواقع القرم إلى مواقع لترويج السياحة البيئية· وفي الوقت الذي يتمتع فيه القرم بهذه المميزات فإن بيئة هذه النباتات تعد بين أكثر البيئات تعرضاً لخطر الزوال على المستوى العالمي· ويلاحظ أن القرم هو النوع المحلي الوحيد حالياً الذي ينمو بصورة طبيعية في بقع متناثرة من سواحل دولة الإمارات· وتغطي هذه النظم البيئية المهمة ما يقدر بنحو 0,0350% فقط وبواقع (29,30 كم مربع) من اليابسة من أصل مساحة اجمالية (83,600 كم مربع)· ويتراوح طول شجرة القرم دائمة الخضرة بين مترين إلى عشرة أمتار بساق قصير ومتفرع وأوراق سمكية ملحية ونظام جذري ضحل بجذور هوائية تشــــبــه قلــم الـــرصـــاص وتنمو فوق السطح الملحي· وتنتشر هذه الأشجار على نطاق جغرافي واسع حيث توجد على سواحل شرق وجنوب أفريقيا وجنوب آسيا وأستراليا وسواحل البحر الأحمر والخليج العربي وخليج البنجال وجنوب شرق وشرق المحيط الهندي وجنوب بحر الصين وتايوان وجزر الفلبين وبحر الخرز وجنوب الهادئ إلى غرب أستراليا ونيوزيلندا· وبصفة عامة يزدهر القرم بصورة أفضل في مصبات الأنهار حيث تلتقي ميـــاه الأنهار والأمطار مع المياه البحريــــة· ومن العوامل البيئية الهامة لنموها اعتدال درجات الحرارة ووجود كمية معينة من الغرين (الطمي) اللازم لتبادل الأسمدة والمواد العضوية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©