الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نسوان» فيلم لبناني ينتزع السلطة من الرجل ويمنحها للنساء

«نسوان» فيلم لبناني ينتزع السلطة من الرجل ويمنحها للنساء
18 ابريل 2014 21:34
صرخة واضحة لإقرار حقوق المرأة والمساواة في المجتمع، هو عنوان الفيلم اللبناني «نسوان»، حيث تمنى الأبطال بدورهم أن تصل الرسالة التي يهدف لها، متمنيين على السياسيين أن يسمعوا صرختهم ومطالبهم. ويستمر الفيلم في حصد أرقام عالية على شباك التذاكر في صالات العرض اللبنانية، وهو كتابة السيناريست السوري يوسف سليمان، وتحت إدارة المخرج الصاعد سام إندراوس، وإنتاج «جارودي ميديا» و«آي شوت»، وتوزيع ‏ECS، أما الموسيقى التصويريّة لكارينا عيد، إضافة إلى تلحينها وأدائها أغنية الفيلم «ليش لأ» التي ما تزال تلاقي نجاحاً كبيراً. رنا سرحان (بيروت) في لفتة مميزة، وبعد عرض الفيلم أمام الصحافة والإعلام، تزامناً مع يوم المرأة العالمي، كان اللافت الإقرار النهائي لمشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري في الهيئة العامة لمجلس النواب اللبناني. وقد أقرّت اللجان النيابية المشتركة مشروع القانون، تحت عنوان «قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري». ويعتبر كاتب العمل سليمان أن الغاية في هذه المرحلة هي نجاحنا في تحقيق بعض مكتسباتها حول مضمون القانون كما نطالب به، وأهمّها إعادة إدراج اسم النساء في عنوان القانون، وإعادة النظر بتجريم إكراه الزوجة، ولو أنها اكتفت بتجريم الضرب والإيذاء والتهديد للحصول على ما أسمَتْه «الحقوق الزوجية». قالب كوميديّ مميّز يقول سليمان: «يعالج «نسوان» قضايا حقوق المرأة بقالب كوميديّ مميّز، وهو نوع الكوميديا السوداء التي تتناول قضايا التطرّف والتعصّب الاجتماعي، من خلال نطاق التمييز على أساس الجنس، والمساواة بين الجنسيْن. وهي محاولة إنتاجية جديدة بمفهومها للنهوض بالسينما اللبنانية وبالتالي العربية لتكون على مقربة من التجارب السينمائية الحديثة. في «نسوان» ساهمت في اختيار هذه الوجوه لأنها مناسبة للدور المطلوب، وزينة مكي والياس الزايك اللذين لعبا البطولة جعلاني أثق أكثر في اختياري لأنهما أجادا العمل وجسدا شخصياتهما بإقناع كبير». ويتابع: «اختيار وجوه جديدة لبطولة الفيلم كان مغامرة محسومة النتائج، فلا يمكن للسينما اللبنانية أن تنهض إلا إذا دخل اللعبة أكثر من كاتب ومخرج وممثل وموضوعات جديدة للمعالجة، ولا شك في أن كل الذين شاركوا في «نسوان» أبدعوا، وسوف يصبحون علامة فارقة في عالم السينما». كره النساء وعن قصة الفيلم يروي سليمان: «تدور أحداث هذا الفيلم حول صابر ...شاب في الـ25 من العمر منعه كرهه الشديد للنساء من الزواج حتى هذا العمر، وهو معرض للاحتكاك بالنساء بشكل دائم، وذلك نتيجةً لعمله كجزّار، وفي يومٍ ما يتعرّض صابر لحادث سير نتيجةً لقطع إحدى الفتيات إشارة مرورية بسيارتها، ومن ثمّ يقوم صابر بضرب الفتاة لأنها استفزّته، وعاملته بازدراء، بالإضافة إلى كرهه الشديد للنساء، وعند الذهاب إلى المحكمة يتم الحكم عليه بالسجن 3 سنوات، وعند خروجه من السجن، يُصْدَم صابر بالواقع الجديد الذي أصبحت فيه النساء هنّ صاحبات السلطة والأمر والنهي، ويلاقي صعوبات كبيرة جداً في إيجاد طريقة للعيش في هذا المجتمع الأنثوي، ليُضطرّ صابر للعمل كخادم في البيوت كي يستطيع أن يؤمّن لقمة عيشه، بعد أن وجد أن ملحمته قد أصبحت ملكاً لإحدى النساء، ومن ناحية أخرى كي يستطيع الوصول إلى جمعية حقوق الرجل التي تعتبر محظورة في دولة النسوان، ومنذ خروجه من السجن، فقد تم وضعه تحت المراقبة من قبل المخابرات النسائية، ومن قبل نساء الأمن، فقمر التي هي عنصر من عناصر الشرطة تقوم بتوضيح المهمة التي سيسير عليها صابر، من خلال عملية تجنيد مفترضة للتجسس على جمعية حقوق الرجل. أما فرح التي هي عنصر من عناصر الشرطة النسائية، فإنها تستطيع أخذ المعلومات التي تريدها من صابر، من خلال بناء الثقة بينهما دون أن يدري صابر بأنها من عناصر الأمن، ولكن العمل في الخدمة في المنازل لا يستطيع توفير أي معلومة استخباراتية، لكنه يوفر العديد من السلبيات التي يعاني منها هذا المجتمع النسائي، والعديد من المواقف الساخرة في قالب كوميدي هادف، كأن يقوم الرجل بالأعمال التي تقوم بها المرأة من تربية الأولاد والعمل المنزلي، والتقدّم لخطبة الرجل، وفرض السيطرة عليه في كل المجالات. وفي المقلب الآخر، تطلب قمر من صابر الدخول إلى سجن ما للتقرب من أعضاء في جمعية حقوق الرجل، وينجح صابر في اختراق هذه الجمعية والوصول إلى قيادتها، وبالتالي المساهمة بالتحضير للقيام بانقلاب على حكومة النساء، لكن التضليل الذي يمارسه صابر لم يكن بالمستوى المطلوب فتتم عملية دهم لموقع اجتماع الجمعية، واعتقال كل الموجودين، وهنا تفاجئه فرح بأنه ليس هناك انقلاب ولا حكومة للنساء، ولا جمعية لحقوق الرجل، ولا شيء من هذا القبيل، كل ما في الأمر أن أبا حسان اتفق مع منتج تلفزيوني لتصوير برنامج لتفزيون الواقع يلقن به صابر درساً، حيث قاما بخلق واقع افتراضي جعل صابر يتغير جذرياً، ثم تعود الحياة الى طبيعتها». مفهوم البطولة وعن التوفيق بين أبطال مبتدئين ونجوم لم يكونوا قي الواجهة في العمل، يؤكد سليمان: «الفيلم هو بطولة الياس زايك لأن أدواره تأتي في الفيلم منذ البداية حتى النهاية، لكننا نحن لا نقيس البطولة بعدد المشاهد في الافلام وحجم الدور. وفي المبدأ يختلف مفهوم البطولة بالنسبة لي، الفيلم بطولة ليليان نمري التي تظهر في مشهدين، هما الأصعب في الفيلم، وهي أول محرّك للفيلم تأخذ دوراً معاكساً في نفس الشخصية، تارة هي التي تُحكَم، وتارةً أخرى هي التي تتحكم مرة تكون الجلاد ومرة أخرى الضحية. ومعظم النجوم أدّوا بطريقة مميزة، كما أنني اكتشفت مواهب كبيرة جداً أثناء التصوير من هؤلاء الشباب والفتيات الذين شاركوا في مشهد واحد فقط. وانا أدعو جميع المخرجين والمنتجين ان يهتموا بأولئك المواهب الصاعدة الذين باستطاعتهم ان يقلبوا المعادلة». وقد شارك في العمل ولعب دور البطولة كل من الياس الزايك، زينة مكي، لارا رين، ندى أبو فرحات، ليليان نمري، أنطوانيت عقيقي، ميشال أبو سليمان، سينتيا كرم وجوزيف عازوري وغيرهم. باب الشهرة تقول الممثلة زينة مكي حول دورها في «نسوان»: «دوري هو شخصية فرح، التي تترحم على زمن حكم الرجال بعد الانقلاب والنساء ضدهم، و تستطيع بأنوثتها أن تقنع صابر المتعصب لرجولته في جعله مغرماً بها». وعن أصداء العمل وشهرتها في وقت قصير، تقول: «بعد فيلم «حبة لولو» ولعبي دور البطولة المطلقة لأول فيلم لي، وبطولتي في فيلم «نسوان»، كانا باب شهرتي لكني لم أستوعب أصداءها بعد، كما أنني أشعر أنني لا زلت زينة. في الواقع أن الشعور كبير بالسعادة، لكنه يجعلني أكثر مسؤولية لأني بدأت أدوار بطولة، وجعل الحمل أكبر في تصرفاتي تجاه الناس. أما برأيي سبب نجاح فيلم «نسوان» يعود لعدة عوامل، وهي الإخراج التمثيل الموسيقى تصويرية المونتاج والتصوير، وبالتأكيد النص فالتكامل مطلوب». وحول رسالة العمل تختم: «ليست كل النساء مظلومات، لكن هناك نساء تتعرضن لجرائم قتل وظلم، كذلك عدم منح جنسيتها لولدها حق لا يستهان به، وإن كانت الصورة في العمل مضخمة نوعاً ما، بحسب ما يرى الكاتب. أمّا بطل الفيلم الممثّل إلياس الزايك الذي يطلّ على الجمهور في تجربته السينمائية الأولى من خلال فيلم «نسوان»، في دور «صابر» الجزّار والذكر الشوفيني المتعصّب لذكوريته، والذي يرى النساء على خطأ مهما فعلن، فقد روى قصّة ترشيحه للعب بطولة هذا الفيلم قائلاً: «تعرّفت على كاتب الفيلم يوسف سليمان، ومخرجه سام أندراوس بواسطة الشاشة الصغيرة، حيث شاهدوا عملاً من أعمالي حمل عنوان الموقع الإلكتروني الخاصّ بي، والذي يتضمّن أرقام الاتصال بي، فاتصل بي يوسف سليمان، وذهبت للقائه، واتّفقنا على تنفيذ هذا الفيلم الذي بقي في الدرج لمدّة خمس سنوات، وقد أحببتُ النصّ كثيراً بعدما قرأته، وتباحثنا فيه على مدى خمسة أشهر إلى أن اتّفقنا على كلّ التفاصيل، وقرّرتُ أن أوقّع عقداً مع الشركة المنتجة للفيلم «آي شوت بروداكشن» على مدى خمس سنوات، وكان هذا الفيلم باكورة أعمالنا معاً». ليست ثورة ضد الرجل العربي في فيلم «نسوان.. ليش لأ» حالات متقلبة من المواقف صاغها الكاتب يوسف سليمان ويصفها باختصار، بالانقلاب السياسيّ الافتراضيّ الذي جعل النساء يحكمن البلد في الفيلم، وهو عمليّة تجريد للذات من الذات نفسها لوضعها في مكان الآخر لتقدير ردود أفعاله، كاشفاً «أنا أناصر الرجل والمرأة معاً، وعندما أضع الرجل في مكان المرأة ذلك اختباراً لشعورها، وليست ثورة ضد الرجل العربي. لم أتطرّق الى الشق الديني، فأنا أعالج قضية اجتماعية وليس دينية، والفيلم يعالج كيفية تعاطي الرجل مع النساء إن كانت أمه، أو أخته، أو زوجته، أو ابنته». ويضيف سليمان: الفيلم الذي يعرض في لبنان، بعد أن وضعت اللمسات الأخيرة عليه في أبوظبي من عملية تلوين الفيلم ‏Grading وإجراء عمليات المكساج للموسيقى، سيعرض في دبي في شهر مايو المقبل على أن يعرض في بقية الدول الخليجية بحسب أجندة خاصة كما يقول الكاتب، ثم ينطلق إلى أوروبا للمشاركة في مهرجانات عدّة، بعد أن لقي تنويهاً من صحف إيطالية كإنتاج عربي مهم، كما يجري التحضير لعرضه في الصالات الأميركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©