الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بغداد.. رمز الرقي والترقي ومدينة السلام

بغداد.. رمز الرقي والترقي ومدينة السلام
18 ابريل 2014 21:33
اجتاحتها جيوش هولاكو عام 1258 م وألقت القبض على الخليفة المستعصم بالله وأعدمته بغداد حاضرة العباسيين الخالدة رمز الرقي والترف في العصور الوسطى، ومدار قصص ألف ليلة وليلة، وعرفت باسمها في الماضي وتعرف اليوم، بينما كانت منذ نشأتها وحتى سقوطها المدوي بأيدي هولاكو تعرف رسمياً باسم مدينة السلام. اختار الخليفة أبو جعفر المنصور موقعها بنفسه لتكون حاضرة لخلافة العباسيين بعيداً عن دمشق موطن أعدائه، وعلى بعد أيضاً من الكوفة والبصرة الحافلتين، مخالفاً بذلك نهج الحجاج الثقفي الذي أسس مدينة «واسط» في مسافة وسطى بين الكوفة والبصرة ليتمكن من قمع الثورات بهما فور وقوعها. روايات تاريخية وشرع المنصور في اختيار موقعها عام 145 هـ «762م» وحسب الروايات التاريخية أنه خرج يبحث عن موضع لحاضرته الجديدة، فوجد موضعاً سأل أصحابه عنه، فقالوا ما رأينا مثله هو طيب صالح موافق، فقال صدقتم هو هكذا، ولكنه لا يحمل الجند والناس والجماعات، وإنما أريد موضعاً يرتفق الناس به ويوافقهم مع موافقته لي، ولا تغلو عليهم فيه الأسعار ولا تشتد فيه المؤونة، فإني إن أقمت في موضع لا يجلب إليه من البر والبحر شيء غلت الأسعار وقلت المادة واشتدت المؤونة، فلما وصل لموقع بغداد قال هذا موقع معسكر صالح وهذه دجلة ليس بيننا وبين الصين شيء يأتينا كل ما في البحر، وتأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينيا وما حول ذلك، وهذا هو الفرات يجيء فيه كل شيء من الشام والرقة، فنزل وبدأ يختط المدينة. عرفت مدينة السلام باسم بغداد، وهو اسم موضع قرية قديمة كانت على مقربة منها حسب أقوال بعض المؤرخين، والاسم فارسي الأصل قد يعني هبة، أو عطية الله. الشرق الإسلامي وتعتبر بغداد أول حاضرة لخلافة إسلامية يشيد لها سور محيط بها، وربما لا تسبقها في الشرق الإسلامي بأسره سوى مدينة «واسط» ومن الغريب أن الغرض من بناء المنصور لهذا السور هو حماية العاصمة من هجمات المعارضين لسيطرة العباسيين على الحكم، ورغم ذلك، فإن مدينة السلام تعد أول عاصمة لخلافة إسلامية، بل في الحقيقة الوحيدة التي سقطت، وهي عاصمة لخليفة يقطن بها، إذ اجتاحتها جيوش هولاكو المغولي في عام 656 هـ «1258 م»، وألقت القبض على الخليفة المستعصم بالله، وأعدمته بوضعه داخل سجادة من سجاجيد قصر الخلافة داست عليها الخيول جيئة وذهاباً حتى زهقت روحه لتعيش بغداد أياماً مرّة المذاق، وهي تشهد تحطيم منشآتها العامر،ة ومكتباتها التي ألقيت محتوياتها من الكتب في دجلة حتى صار السواد يصبغ ماء النهر. ونظراً لأن تخطيط المدينة اتخذ هيئة دائرية، فقد عرفت بغداد أيضاً باسم «الزوراء»، وكان لها سور فتحت به أربع بوابات ومن حول السور خندق دفاعي تجرى إليه مياه دجلة في حال تعرضها لهجوم خارجي. وشهدت مدينة السلام أوج ازدهارها في عهد هارون الرشيد، وباتت أكبر مدن العالم وأحفلها بالمنشآت العامرة من الجوامع والقصور والمكتبات، وما زالت المدينة تحتفظ إلى اليوم بالعديد من معالمها التاريخية القديمة، مثل بعض أسوارها، وبوابة الطلسم ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية. (القاهرة- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©