لم تحظ حروف الكتابة في أي لغة بالعالم بما حظي به الحرف العربي من جمال فني وثراء زخرفي منذ القرن الأول الهجري وإلى يومنا هذا. وإذا كانت الخطوط التي يصعب حصر مسمياتها قد جعلت الخط العربي موضوعاً زخرفياً قائماً بذاته في الفنون الإسلامية، فإن الأدوات التي استخدمها الخطاطون، خاصة في بلاط الحكام من الخلفاء والملوك كانت قطعاً من الفن الجميل. وجهود الخطاطين الأوائل في بغداد حاضرة العباسيين من أمثال ابن مقلة وابن البواب لتجويد خط النسخ، وتحقيق نسبه الجمالية تركت أثراً كبيراً في اهتمام دوائر الحكام بالكتابة وأدواتها.
أحمد الصاوي (القاهرة)
رغم الاعتراف بأن حجم ما وصل إلينا من أدوات الكتابة كالأقلام، والمحابر، وحوافظ الأقلام، يعد النزر اليسير قياساً بالكم الهائل من المخطوطات ونسخ المصاحف المهيبة التي تحتفظ بها المتاحف والمكتبات العالمية، فإن هذا الكم القليل من أدوات الكتابة يفصح عن أمرين يلخصان الأوضاع الاجتماعية للكتاب، فبينما استخدمت أدوات بسيطة من الخشب أساساً في أوساط النساخ العاديين حرص كتاب البلاط وقبلهم الخلفاء والملوك على اقتناء أدوات الكتابة المصنوعة من المعادن المكفتة بالفضة والذهب، فضلاً عن البللور الصخري الذي كان مادة أثيرة لدواة الحبر. ومن المعروف أن أقلام الكتابة اتخذت عادة من البوص الذي كان يجلب من المناطق الاستوائية بآسيا إلى شواطئ الخليج العربي بأطوال تتراوح بين 24 سم و30 سم، وبقطر يكون عادة بحدود 1 سم وطبقاً لنوع الخط المطلوب الكتابة به يتم تشذيب الطرف المفتوح وتعيين زاوية ميله.
![]() |
|
![]() |
المجموعات الفنية
![]() |
|
![]() |