لافروف يحذر واشنطن من لعبة خطيرة ويخيّرها بين الشراكة وتبليسي

صعدت موسكو بشدة على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أمس، مخيرة الولايات لمتحدة بين دعمها للقيادة الجورجية وبين إقامة ''شراكة حقيقية'' مع روسيا حول القضايا الدولية، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأميركي جورج بوش حول الأزمة في جورجيا أعقبها إعلان للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ذكر فيه أن القوات الأميركية ستسيطر على موانئ ومطارات بلاده· وسارعت وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' إلى النفي بشدة عن أي نية لها للسيطرة على الموانئ والمطارات الجورجية، فيما نفى البيت الأبيض أن تكون علاقاته مع روسية تتسم بـ''الخصومة'' عقب العملية العسكرية الروسية في جورجيا· وقال لافروف بحدة إن ''القيادة الجورجية هي مشروع خاص للولايات المتحدة''، مضيفاً ''في مرحلة معينة سيكون من الضروري الاختيار ما بين دعم هذا المشروع المفترض أو إقامة شراكة حقيقية حول القضايا التي تتطلب بالفعل عملاً جماعياً''، واصفاً المشروع المفترض بـ''الوهمي''· من جهته، قال جيف موريل السكرتير الصحفي للبنتاجون: ''لا نحتاج ولا ننوي السيطرة على الموانئ أو المطارات الجورجية من أجل توصيل المساعدات الإنسانية لضحايا النزاع''· وأضاف أن ''ذلك ليس من متطلبات هذه المهمة، وليست أمراً نسعى إلى القيام به''· وكان الرئيس جورج بوش طالب روسيا أمس بتسوية الأزمة مع جورجيا، وقال إنه سيرسل طائرات عسكرية أميركية تحمل إمدادات إنسانية· وندد لافروف بواشنطن، وذكر أنها ''تلعب لعبة خطيرة'' في القوقاز بمساندتها للرئيس ساكاشفيلي، وقال: ''حديث بوش لم يتضمن شيئاً عن الكيفية التي تسلحت بها جورجيا كل تلك السنوات بما في ذلك من الولايات المتحدة·· حذّرنا شركاءنا أكثر من مرة من أن هذه لعبة خطيرة·· لم تذكر كلمة بوش شيئاً ما حدث في الثامن من أغسطس الحالي عندما التزم زعماء غربيون الصمت بعدما أصبحت تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية هدفاً لقصف مكثف''· وأضاف: ''لم تهتم النخبة السياسية الغربية إلا بعد أن قررت القيادة الروسية عدم ترك قوات حفظ السلام التابعة لها لمصيرها وألا تسمح·· بتطهير عرقي كالذي حدث في سربرينيتشا''· ووصف ساكاشفيلي تصريح الرئيس بوش ب''المهم للغاية لتخفيف التوتر'' قائلا في خطاب بثه التلفزيون ان الجيش الأميركي سيتولى السيطرة على موانئ جورجيا ومطاراتها''· وفي وقت سابق أمس، أجرى لافروف اتصالا هاتفيا مع نظيرته الجورجية ايكا تكيشلاشيفلي حول ''التطبيق العملي'' لخطة السلام التي اقترحهاالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ابان لقائه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف· كما ناقش الوزيران ''حل الأزمات الانسانية في أوسيتيا الجنوبية''· وكان البلدان وافقا أمس الأول على خطة السلام التي اقترحها ساركوزي وتنص على انسحاب القسم الأكبر من القوات الروسية والجورجية لكن تبليسي رفضت أي مفاوضات لاحقة حول اراضيها الانفصالية· ورغم الهدنة الناجمة عن الوساطة الفرنسية، قامت المدرعات الروسية بدوريات في مدينة غوري الواقعة بين العاصمة تبليسي وأوسيتيا الجنوبية المنشقة، وهي في صلب النزاع· ودخل مئات من المتمردين من اوسيتيا الجنوبية يرافقهم بعض الجنود الروس إلى المنازل في القرى القريبة من غوري· واضرموا النار فيها ونهبوا المباني، حسب شهود عيان· وقال الجيش الروسي انه موجود في غوري لتفريغ مستودع أسلحة جورجي عثر عليه في محيط المدينة ويضم كميات كبيرة كم المعدات العسكرية والذخائر· كما نفى الجيش نفسه إعلان جورجيا ان رتلا من الدبابات الروسية غادر غوري في طريقه إلى تبليسي· وقال لافروف أن القوات الروسية في جورجيا لن تنسحب قبل عودة القوات الجورجية إلى ثكناتها مؤكدا على احترام سيادة جورجيا· وأعلن الجيش الروسي ان القوات الجورجية باشرت الانسحاب من أوسيتيا الجنوبية أنما ''ليس بشكل كثيف''· وفي تطور لاحق، أفادت وزارة الدفاع الروسية ان قواتها اسقطت طائرتي تجسس جورجيتين تعملان دون طيار فوق أوسيتيا الجنوبية أمس وطائرة ثالثة الليلة قبل الماضية· وقال متحدث باسم الوزارة ''بالرغم من تأكيد الجانب الجورجي انه انهى كل الأنشطة العسكرية فقد اسقطت القوات الروسية 3 طائرة جورجية دون طيار منذ الليلة قبل الماضية''·