الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تمام سلام.. تقليدي معتدل

6 ابريل 2013 23:38
بيروت (ا ف ب) - تمام سلام الذي كلفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس تشكيل حكومة جديدة هو ابن بيت سياسي سني عريق، وزير سابق ونائب معارض معروف بخطابه المعتدل لا سيما في الملفين الشائكين في لبنان: سوريا وسلاح “حزب الله”. وتمام سلام (67 عاماً) الذي يدخل للمرة الأولى ما يعرف في لبنان بـ”نادي رؤساء الحكومات”، هو نجل الزعيم السني الراحل صائب سلام الذي تولى رئاسة الحكومة لمرات عدة بين عامي 1952 و1973. ووصفه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بأنه “ابن شعار صائب سلام التفهم والتفاهم وشعار لا غالب ولا مغلوب”، مضيفا “اسمه عنوان الاعتدال”، ومشيرا إلى أن تمام سلام “لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة” . ورغم انتماء تمام سلام إلى قوى “14 مارس” المعارضة والتزامه بكل مبادئها وسياساتها، فإن خطابه هادئ وغير صدامي إجمالا. فقد انتقد بعنف اجتياح “حزب الله” عسكرياً أجزاء واسعة من بيروت في مايو 2007 بعد تفجر الخلاف السياسي بين الحزب وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري معارك في الشارع أسفرت عن مقتل اكثر من مئة شخص. ورغم موقفه المبدئي الرافض للسلاح وتأكيده أن “الطائفة السنية تشعر بالاستهداف”، إلا أنه أعلن باستمرار تقديره لنشاط “المقاومة ضد إسرائيل” من دون أن يدخل في الجدل اللبناني العنيف أحيانا حول “نزع سلاح حزب الله” أم لا. وأكد أخيرا أن لا قرار سنياً في نزاع مع الشيعة، مؤكداً أن الظواهر المتطرفة “ليس لها ولن يكون لها صدى لدى سنة لبنان”. ورغم دفاعه بقوة عن سيادة لبنان تجاه التدخلات السورية والتوغلات العسكرية على الحدود منذ بدء الأزمة السورية قبل سنتين، ومواقفه المبدئية من الحريات والديمقراطية، إلا أنه لم يهاجم النظام السوري بعبارات استفزازية كما فعلت إجمالا معظم شخصيات المعارضة المناهضة لدمشق. وأطلق والده صائب سلام خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، شعاري “لا غالب ولا مغلوب”، و”لبنان واحد لا لبنانين”. ومد يده إلى المسيحيين بعد اغتيال بشير الجميل، الرئيس الذي وصل بدفع من الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، ما سمح بانتخاب شقيق بشير، أمين الجميل رئيسا. على خطى والده، امتنع تمام سلام عن الترشح إلى الانتخابات النيابية العام 1992، تضامنا مع “شركائه في الوطن” المسيحيين الذين قاطعوا انتخابات قالوا يومها أن نتائجها مقررة سلفا من سوريا، “قوة الوصاية” في ذلك الوقت على لبنان. وفاز بمقعد نيابي العام 1996 ليعود فيخسره العام 2000 في مواجهة رفيق الحريري، والد سعد الحريري، الذي فازت لوائحه بكل مقاعد العاصمة. في 2009، تحالف مع سعد الحريري ودخل البرلمان مرة أخرى. وكان عين وزيراً للثقافة العام 2008 في حكومة برئاسة السنيورة المنتمي إلى تيار المستقبل برئاسة الحريري. طويل، أصلع، وجهه ضاحك إجمالا، يتحدث بصوت خافت ولهجة هادئة ويختار كلماته بعناية. بعد استقالة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قبل أسبوعين، قال سلام على حسابه على موقع “تويتر” إن “المطلوب اليوم هو فتح صفحة جديدة وتوفير مرحلة استقرار بعيداً عن المماحكات السياسية بين مختلف القوى السياسية”. وتنتظر رئيس الحكومة الجديد مهمة صعبة تتمثل في تشكيل حكومة ترضي جميع الذين سموه وتكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة التي يفترض أن تجري فيها الانتخابات النيابية المقررة مبدئيا في يونيو المقبل. وأعلن سلام، بحسب ما نقل عنه سياسيون، عزوفه عن الترشح للانتخابات المقبلة، انطلاقاً من مبدأ أن تكون أي حكومة تشرف على الانتخابات حكومة حيادية. وولد تمام سلام في 13 مايو 1945، ووالدته سورية الأصل. تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الليسيه الفرنسية في بيروت، ثم تابع دروسه التكميلية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، والثانوية في مدرسة “هاي سكول” في برمانا شمال شرق بيروت. تابع دروسا جامعية في مادة الاقتصاد وإدارة الأعمال في بريطانيا، ثم عمل في الحقل التجاري لسنوات قليلة. في العام 1982، انتخب رئيسا لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت,, وهو اليوم رئيسها الفخري. تمام سلام متزوج وله ابن يحمل اسم والده صائب، وابنتان تميمة على اسم والدته وثريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©