بدر صعب: بعت سيارتي من أجل هواة «التخييم»

نجح الشاب بدر محمد صعب من تحقيق حلمه قبل ثلاث سنوات، وأصبح صاحب أول مشروع محلي لأدوات ومستلزمات الصيد والرحلات والتخييم. صعب الذي يحمل شهادة دبلوم الحاسب الآلي، كان موظفا في “هيئة الطرق والمواصلات” بدبي، فتفرغ لإدارة مشروعه المميز، حيث تكمن بداياته في شغفه بالرحلات والترحال في البوادي وغيرها. وكان ينظم برامج الرحلات والسفر الطويل لأصدقائه، مما أكسبه خبرة بالمستلزمات المطلوبة لتحقيق رحلة سعيدة وآمنة. الرحلة الأولى يستعيد صعب ذكرى أول رحلة طويلة، وكيف خطط لها، يقول: رسمت مخططا وخريطة للرحلة، وكانت للدول العربية الأردن فسورية ثم لبنان عن طريق البر من خلال معبر الإمارات إلى السعودية وهكذا، فأكسبتني تلك الرحلة خبرة معقولة كوني مررت بعدة بلاد عربية. كما سافرت بعد ذلك مع الأهل في رحلات إلى دول مجلس التعاون الخليجي”. نتيجة عدة أسفار، وصل صعب إلى مرحلة الخبرة في معرفة وتوفير كافة الاحتياجات والمستلزمات الخاصة بالسفر، فخطرت بباله فكرة رغب في تنفيذها! يقول في ذلك: “تحدثت مع والدتي عن رغبتي في إقامة مشروع بيع مستلزمات الرحلات، وقمت فعلا ببيع سيارتي الشخصية ليكون لدي رأس المال، وكانت بداية المشروع تكمن في البيع عن طريقة التجارة الإلكترونية، لأني لم أكن أملك المال الكافي لاستئجار متجر خاص، ولكن بعد فترة وجدتني أحقق نجاحات سريعة ومربحة”. يبتسم ويسترسل قائلا: “تلك النجاحات كانت بسبب توفير المستلزمات التي تخدم وتعمّر لفترة طويلة، لأن المستهلك أو الرحّال لا يمكن أن يتعامل مع تاجر يبيعه أدوات تخرب وتتعطل خلال السفر، أو أن لا تكون ذات جودة عالية”. مواصفات يطلب هواة السفر توفر “الحقيبة” لأن رحلة الألف ميل تبدأ بحقيبة. وهي ليست كباقي حقائب المسافرين، بل مميزة ولها مواصفات محددة، يشير إليها صعب ويقول: “إنها حقائب مجهزة بشكل كامل بأدوات الطهي وصنع الشاي والقهوة وخلافه. والحقيبة الأساسية والمهمة تسمى (عزبة)، وهي تحتوي على موقد يعمل بالغاز لصنع الشاي والقهوة، إلى جانب أوعية وملاعق وأدوات للطهي، وعلب لحفظ السكر والملح والزيت والسكر وغيره، إلى جانب أن هناك حقائب أخرى أصغر مثل حقيبة خاصة بالشاي والقهوة فقط”. من مستلزمات السفر (الخيام) بمختلف أحجامها وأنواعها، يشير إليها صعب ويقول: “ثمة خيام أرضيتها رملية، يتوفر فيها وكل ما يمكن أن يستفاد منه في الخيمة أو خلال الرحلة، بل هناك (خيمة الحمام) تحتوي على مرحاض. ولهذه الخيمة مظهر مميز ولها باب، وتتراوح قيمتها بين 170 و 200 درهم. وهناك مضخة الوضوء، تتسم عملية استخدامها بالسهولة وتوفر الماء بشكل نظيف، وقيمتها حوالي 55 درهما”. يستدرك موضحا: “في كل الأحوال هي قيمة تدفع لمرة واحدة لمدة طويلة، لأن هذه الأدوات إن تم حفظها جيدا قد لا يحتاج الإنسان لشراء غيرها، إلا إن أراد أن يهديها لأحد ما”. ويشير صعب إلى المواقد ومعدات صيد الصقور والعربات التي تلحق بالمركبات، وهي خاصة لوضع الحقائب بشكل آمن، كما يمكن أن توضع بها كل معدات الرحلة، وهكذا تصبح المركبة تتسع لمزيد من الركاب، بدون وجود الحقائب التي يبلغ ثمن أكبرها حجما -بحسب صعب- 4000 درهم.