الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العصفوري: سبوت لايت برنامج تلفزيوني لتوصيل المسرح للمنازل

العصفوري: سبوت لايت برنامج تلفزيوني لتوصيل المسرح للمنازل
13 أغسطس 2008 23:54
يعيش المخرج المسرحي سمير العصفوري أزمة المسرح في مصر ويتفاعل معها وينفعل بها ولا مانع من التآمر البريء طالما أن الهدف صالح المسرح من وجهة نظره· وفجأة قرر العصفوري الانتقال بورشة مسرحية كان يجهزها الى مدينة الإنتاج الإعلامى ليتحول المشروع المسرحي الى برنامج تلفزيوني سماه ''سبوت لايت'' وينتظر عرضه في رمضان· حالة زواج شرعي بين المسرح والتلفزيون هي الاسم المناسب لمشروع العصفوري الجديد فهو لم يتخل عن عشقه للمسرح لكنه حاول أن يبحث عن فضاء جديد بعيد عن وجع قلب المسرح أو الروتين القاتل· ؟ سألناه: ما التوصيف الذي يمكن أن يكون مناسباً ل''سبوت لايت''؟ ؟؟ أقدم مخلوقاً مهجناً لا هو مسرح ولا هو تلفزيون· أنا مسرحي أعتمد على فن الفرجة وأقدم المسرح طوال عمري وأنا هنا لأخدمه لا أهدمه وأبحث عن وسيلة لتوصيل المسرح الجميل للمنازل و''سبوت لايت'' مخلوق جديد لم يكن في تصوري عندما بدأت المشروع الذي أعتبره ورشة لي أنا أيضاً جعلتني أتعلم وأتدرب· واعتبر نفسي في هذه التجربة طالبا ينتظر نتيجة الامتحان بعد مذاكرة وسهر وتعب استمر 9 أشهر والحكم للملايين الذين سيتابعون ''سبوت لايت'' وأخاف أن أكون سبباً في ورطة لكل الجهاز الذي شاركني العمل حيث أنتجه 150 شاباً و100 من العاملين بالتلفزيون المصري ونقدم 30 ساعة إبداع وأخاف ألا تنال إعجاب الناس ونحن ندخل سباقاً مرعباً في رمضان ونواجه أعمالا درامية أكثر تأثيراً وربما يطمئنني قليلا أننا عرضنا عينة من البرنامج على مجموعة متنوعة الثقافة والأعمار لدرجة أننا عرضناه على أطفال في عمر 4 سنوات وكانت النتيجة مقبولة وزملائي في البرنامج تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام حتى75 عاما· ؟ كيف بدأ المشروع ؟ ؟؟ لست فرقة حرة ولا أستطيع أن انفق عليها· وكنت أبحث عن رأسمال يتبناني أنا وأولادي في الورشة ولو بقيت في مسرح الطليعة ما تمكنت من تقديم ''حلوجي طرشجي'' حتى الآن وهذه ليست شكوى خاصة أنه عمل ضخم يقدم مصر منذ الأيوبيين وحتى المماليك· وبدأت المشروع بالتعرف على أناس عندهم موهبة لا مطامع وكلهم يحلمون بالنجومية وأنا لست معنياً بأن أصنع منهم نجوماً وليست عندي امكانيات مادية ولا صداقات لأجعلهم كذلك كما أنني لست ريجسيرا أو معلماً في مدرسة ولست مدعي تمثيل والحكاية أنني كنت أحضر عرض '' طرشجي حلوجي'' لخيري شلبي وكنت محتاجاً لـ 150 ممثلا فجاءني 600 شاب وطلبت من كل واحد منهم أن يحكي جانباً من حياته ومواقف عاشها بشرط أن تكون صادقة وصادمة وخرجنا من حالة الحكي بقصص مؤلمة ومجهدة· وفي التدريبات حولنا الحكي الى مصنف فني اسمه ''سبوت لايت'' وفي الحلقات العشر الأولى يتعرف المشاهد على كائنات بشرية جميلة تحمل كل مشاكل الوطن وكان الأساس في المشروع هو احترام أدمية الشباب وما قدموه عبارة عن اعترافات ولقاءات تجمعني بهم وجمع لأحلامهم ونحن نقدم منتجات صنعها الأولاد والبنات من تجاربهم· ومن خلال مناقشات بلا محاضرات ولم أحدد لهم مساراتهم وتحدثنا عن البريق الزائف والصدق الفني وقضية الكل من أجل واحد أم أن الواحد يخدم الكل وكنا طوال الوقت ننسف قضية النجم والبطل· ؟ ما رأيك في شباب ''سبوت لايت''؟ ؟؟ بعضهم على أبواب الاحتراف يواجه مشاكل نفسية مع الفن ويواجه إحباطاً أو إحساساً بالظلم أو الفشل أوتعرضوا للتحرش النفسي والجنسي في بعض الأحوال· وكانت مهمتي الأولى أن أخرج من عقولهم أوهام التمثيل التي كان سببها الرئيسي الانبهار بالنجوم حتى لا يتورطوا في إعادة إنتاج الآخرين أو تقليد المعلم وتعمدت أن يغيب المعلم الذي هو أنا· واعتمدنا على غياب المنهج فلا يوجد مقرر وعدت معهم الى نظرية كُتاب القرية وأن كنا نعاني غياب المشايخ فأساتذة الأداء يرحلون مثل سعد أردش ومن قبله عبد الرحيم الزرقاني· ؟ ألا يمثل مشروعك خطورة على المسرح؟ ؟؟ هو تحريض على استعادة الذاكرة المسرحية وأقدم مسرحيات مثل ''الدوغري'' وأعمالا للكبار أمثال نعمان عاشور وعلي أحمد باكثير وألفريد فرج· ونحن لسنا مهاجرين من المسرح ولكن المسرح بلا جمهور يكون بائساً جدا ويشبه من يغني في الحمام وانا مصر على توصيل المتعة المسرحية للمنازل ولجوئي للتلفزيون يشبه صاحب مطعم يستعين بالموتوسيكلات لتوصيل الطلبات للمنازل· ولن أنتظر عندما يسمع المتفرج عن عرض جيد ليأتي· وعندي عنصر الشباب ضمانة للنجاح لأنه يقاتل للنجاح ويعاني بشدة ليحقق نفسه· ولست محتاجاً لنجوم شباك ولا باب ولا أحتاج الى ملحنين وعندي أسلحة أقوى وأسهل وأكثر تفوقاً في الصورة من أي مسرح موجود وعندي امكانيات صورة مذهلة وفي ''سبوت لايت'' أدمر النظرة التقليدية للتراث وأجعل المشاهد يعرف أنه خُدع في تراثه الشعبي بسبب النظرة المثالية التي تعاملنا بها في الفن قديما·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©