الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملتقى الشارقة يحتفي بجماليات وتفاصيل الخط العربي

ملتقى الشارقة يحتفي بجماليات وتفاصيل الخط العربي
6 ابريل 2012
أزهار البياتي (الشارقة) - انطلق ملتقى الشارقة للخط العربي في دورته الخامسة، مؤخراً، ضمن تظاهرة فنية لافتة تحتفي بجماليات الحرف العربي بكل تفاصيله وأشكاله البديعة، وطرح أفكاراً متجددة ومعاصرة لانحناءاته ودلالته الخلاقة، محتضنا أكثر من 334 فناناً عالميا وعربيا، قدموا جملة من أعمالهم، وفنهم الرفيع المستنبط من خطوط اللغة العربية وفنون الزخرفة الإسلامية، التي وصلت إلى 1525 عملاً متميزاً من الأنماط الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء. وتحت شعار«كون»، التقت مضامين الثقافة والفنون في طقوس احتفالية جددت خلالها الحضور الطاغي لفن الخط العربي بكل أبجدياته، مبينة قيمته الأدبية وأصالته التراثية المعتمدة على عدة عناصر ونقاط، ربما يكون أبرزها هو الإمكانيات الابداعية الهائلة التي يملكها هذا الحرف من حيث الشكل والمضمون، والتي تحمل حيثيات تشكيلية بعيدة المدى تتغير حسب رسمته ومعناه والفنان الذي يبتكره. إلى ذلك قال هشام المظلوم مدير إدارة الفن في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والمنسق العام لملتقى «كون»، إن هذه المناسبة تقام كل عامين بالتبادل مع بينالي الشارقة، وتأتي في إطار السعي المتواصل للمحافظة على هويتنا العربية والإسلامية، ومن منطلق أهمية الانفتاح على العالم الخارجي، والقدرة على تبادل الثقافات والاتصال بالآخر لعكس الصورة الحقيقية والوجه المشرق للحضارة العربية، كما تعتبر واحدة من أهم الفعاليات الكبرى في مجال الثقافة والفنون التي تقام على أرض الإمارة. برامج مختلفة وأضاف: في هذا الملتقى الخامس بدأنا تقليدا جديدا لنختار عنوانا كبيرا يكون محورا لمجمل أنشطته وبرامجه المختلفة، مفضلين شعار«كون»، لما تحمله هذه الكلمة من رموز ومعان، وآفاق قد تتجاوز الواقع وتتصل بالخيال جنوحا مع ذهنية الفنان ورؤيته الخاصة للأشياء، كما تفتح كلمة “ كون” للخط العربي فضاءات واسعة تعد بطاقات كامنة من النور الممتد والحاكم لصيرورة الزمان والمكان، لتشمل هذه الدورة مجموعة متنوعة من المعارض والفعاليات التي تصل لأكثر من 26 معرضا فرديا وجماعيا، متوزعة في عدة أماكن مختارة من الشارقة والمنطقة الشرقية، وبمشاركة فنانين متميزين من دول عربية وأجنبية ، تباينت أعمالهم الفنية ما بين لوحات فنون الخط العربي، والزخرفة السلامية، وأعمال أخرى للفيديو والتشكيلات التركيبية. وأوضح الفنان الإماراتي خالد الجلاف أن مشاركته في هذا الحدث الفني الكبير تأتي كعضو اللجنة التحضيرية للملتقى، بالإضافة لكونه فنانا وخطاطا من ضمن مجموع الفنانين الستة المكونين لمعرض خاص يحمل ثيمة«كون»، كموضوع رئيسي، حيث ساهم فيه بأربعة أعمال مختلفة مزجت خلالها عدة أنواع من الخط الكوفي العتيد منها الفاطمي، والقيرواني، والنيسابوري، مستخدما مسطرة متدرجة من ظلال الألوان المائية الشفافة مع تطعيم مفخم بورق الذهب الحقيقي، في تداخل فني وخطي بديع يجمع عناصر متفردة من الكلمات والتصميمات والألوان والزخارف الإسلامية، مختارا للوحاته نصوصا حكيمة لآيات قرآنية محددة تنتهي بجملة «كن فيكن» لم يسبقه لها أحد من قبل، ليجعل مفهوم عمله كله معتمداً عليها، ومتلائما مع موضوع وعنوان المعرض، خاصة حروف الكاف والواو والنون، راسما إياها بشكل يتناسب مع تركيبة كل لوحة وآياتها القرآنية التي تميزها. حدث رائد وأضاف: باعتبار هذا الملتقى يشكل حدثا فنيا ودولياً رائداً على مستوى المنطقة، حيث يعنى بفنون الخط العربي وإبداعاته المتنوعة بين الأصالة والمعاصرة، ويحظى بمشاركة كبيرة من النخبة من الفنانين العرب والأجانب، فقد لمست اهتماما مطردا بهذا الحقل الحضاري من قبل الشباب، وبالرغم من العدد النسبي المحدود للفنانين الإماراتيين المعنيين بفن الخط، إلا أن هناك استقطابا متزايدا للدخول في هذا المجال خاصة لشريحة النساء، مما يبشر مستقبلا بنمو وتطوير ابداعي سيفتح آفاق جديدة لتقنيات استخدام الحرف العربي ضمن سياقات و صيغ فنية وتشكيلية متعددة. ويصف الفنان السوداني تاج السر حسن الملتقى، بأنه عرساً فنياً وثقافياً بكل المقاييس، وهو يعد إحدى أهم الفعاليات التي تحتفل بفنون الخط العربي في المنطقة، مؤكداً حرصه على المشاركة في كل دورة من دوراته السابقة، حيث ساهم هذا العام بثلاث لوحات فنية عرضها في ساحة الخط في المنطقة التراثية في المدينة، بالإضافة لمعرض فردي في جامعة الشارقة، استخدم في رسم معظمها تقنيات ومواد حديثة ومعاصرة، مستبدلا الورق والحبر المعتاد بألوان الأكليريك مع قماشة الكنفا، ليخط عليها كلمات عربية استقاها من أبيات شعرية لرباعيات الخيام الشهيرة، لما تحمله من نصوص عميقة ذات مضامين هادفة، مكونا منها سلسلة من اللوحات البديعة التي طبع فيها عصارة خبرته ووضع من خلالها بصمته في تناول الحرف العربي ومنحنياته الفنية. كما أكد أهمية التجديد والحداثة في هذا المجال، لأن الفنان لا يجب أن يحصر نفسه في نطاق ضيق من الالتزام بكلاسيكيات الخط من نسخ وثلث وغيره من المسميات، بل أن يفرد جناحيه منطلقا في فضاء الخيال، مبتدعا أساليب أخرى وطرق مختلفة لرسم الحروف العربية وتكوين الكلمات، مستلهما من روح التراث ولكن مبتكرا هندسته الخاصة وأدواته التي تعبر عن فنه وشخصيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©