نهائي بدرجة «متكافئ جداً»

بعد أن أكد في نهائيات أمم آسيا بقطر، نظرته الفنية، ودقة قراءته وصدق توقعاته، بوصول منتخبي اليابان وأستراليا إلى المباراة النهائية، يواصل المدرب البرازيلي فييرا، تقديم قراءاته الفنية القيمة للجمهور عبر صفحات “الاتحاد”، حيث يعرض اليوم رؤيته الفنية لمباراة نهائي الكأس من خلال تحليل دقيق وموضوعي، لنقاط قوة وضعف الفريقين، وكشفه للجوانب التكتيكية، التي يلعب بها كل من الجزيرة والوحدة، إلى جانب توقعاته لسير اللقاء. وفي البداية أكد فييرا أن نهائي الكأس يجمع بين فريقين قويين استحقا الوصول إلى المباراة النهائية، بعد مشوارهما القوي في الأدوار السابقة، حيث إن الجزيرة متصدر الترتيب، والأقرب للتتويج بلقب دوري المحترفين، وقادر على الفوز بثنائية الموسم الحالي، خاصة بعد الإمكانات الكبيرة التي أظهرها. وأضاف أن فرقة العنكبوت قطعت مشواراً صعباً بالفوز على رأس الخيمة والنصر وحامل اللقب الإمارات والشباب وصيف البطل، الأمر الذي يؤكد حسن استعداد الجزيرة للمنافسة، بجدية على الكأس. أما بالنسبــة للوحــدة فهو يدخــل اللقاء بذكريــات التتويج التي عاشهــا في الموسم الماضي، برفعه لقــب دوري المحترفين، لذلك فهـو يطمــح إلى إنقاذ موسمه، والصعود إلى منصة التتويج، في لقاء اليوم، وإن فرقة “العنابي” مرت بمحطات صعبة أيضاً في مشوار التأهل بالفوز على عجمان ومسافي والوصل، وأكد أنه عازم على إنقاذ موسمه بعد أن توج الموسم الماضي بطلاً للدوري. وأضاف أن العديد من العوامل تؤكد أن نهائي الكأس اليوم سيكون عرساً كروياً حقيقياً وحدثاً كبيراً لأن الوحدة والجزيرة يعتبران من أكبر الأندية الإماراتية والخليجية بإمكاناتهما ولاعبيهما ومستواهما وجماهيرهما. وأكد فييرا أن حظوظ الجزيرة والوحدة متساوية في نهائي اليوم، وذلك بنسبة 50% بسبب توافر كل المؤهلات المناسبة للفوز باللقب لدى كل فريق، مما يزيد من قوة الإثارة، ويرفع من درجة الحماس، ويمتع الجماهير بمشاهدة عرض كروي جميل يليق بمستوى لاعبي الوحدة والجزيرة. واعتبر أن ترشيح بطل معين يعد أمراً صعباً في هذه المباراة، متمنياً أن تذهب الكأس للفريق الأكثر عطاء داخل الملعب. وبخصوص الفارق في ترتيب الفريقين بجدول الدوري ومدى انعكاسه داخل الملعب أوضح فييرا أن وجود الجزيرة في المركز الأول، وبفارق كبير عن ملاحقيه، مقابل وجود الوحدة في المركز الثامن، لا دخل له في أجواء لقاء الكأس، لأن فارق المستوى بسيط في الدوري الإماراتي، بين مختلف الفرق سواء في الصدارة أو المؤخرة. كما يرى أن مباريات الوحدة والجزيرة “ديربي” قوي يرفض التوقعات، ويشهد إثارة كبيرة في مختلف المواسم حتى في حالة تفاوت المستويات بفضل خبرة الفريقين وتنافسهما باستمرار على الألقاب. وعن المستوى الفني الذي يتوقعه لنهائي الكأس ومدى تأثر الوحدة والجزيرة بالعروض السلبية لهما في المشاركة الآسيوية التي جرت الأسبوع الماضي أوضح فييرا أن الفريقين يعرفان ما هو مطلوب منهما سواء في المشاركات الخارجية أو المحلية، وبالتالي لكل فريق أولوياته في المنافسة، والتي يجهز لها بالطريقة التي يراها مناسبة. وقال إن لقاء الكأس مختلف تماماً عن المنافسة الآسيوية لأن الفائز في مباراة اليوم يتوج بكأس رئيس الدولة، ويضمن بذلك أول القاب الموسم، وإنه ينتظر أداء قوياً من الفريقين، ومستوى أفضل من المشاركة الآسيوية، لأن كل اللاعبين هدفهم التتويج والفوز بلقب يُضاف إلى رصيدهم. كما أشار أيضاً إلى أن الأندية الإماراتية قدمت عروضاً طيبة في الأسبوع الماضي على المستوى الآسيوي، على الرغم من النتائج السلبية، حيث نافس فرق الجزيرة بقوة في لقائه مع الهلال السعودي، ولم تكن الخسارة كبيرة أو في متناول المنافس. وبالنسبة لنقاط القوة والضعف لدى الفريقين أوضح البرازيلي فييرا أن الجزيرة يدخل اللقاء بمستوى ثابت، يعكس الاستقرار الفني بداية الموسم وانسجام اللاعبين وعطائهم المستمر، كما تملك فرقة العنكبوت أجانب على أعلى مستوى هم أوليفييرا وباري وماتياس دلجادو، حيث يتمتعون بخبرة المواجهات الكبرى سواء مع أنديتهم السابقة أو في الدوري الإماراتي، وقادرون على قيادة فريقهم بنجاح خلال نهائي الكأس، كما يملك الفريق أيضاً نخبة من اللاعبين المواطنين الدوليين والذين استفادوا كثيراً من مشاركاتهم مع المنتخبات الوطنية وأصبحوا مؤهلين لخوض المباريات الصعبة والقوية. وقال فييرا أيضاً إن إبراهيما دياكيه من مفاتيح اللعب لدى الجزيرة القادر على التحكم في إيقاع اللعب وتحريك الهجوم وصناعة الفرص والربط بين الدفاع والهجوم، وأيضاً دفاع الجزيرة يعتبر جيداً في ظل وجود أصحاب الخبرة بقيادة سبيت خاطر صاحب التجربة الكبيرة والإمكانات العالية، كما أن الحارس علي خصيف صاحب مؤهلات جيدة، وأثبت ذلك في العديد من الجولات القوية وقاد الفريق للعديد من الانتصارات، أما فيما يخص بقية العناصر فهي مكملة للفريق حيث تؤدي أدوارها بشكل متناسق. وفيما يتعلق بنقاط قوة الوحدة فأشار إلى أن العنابي فريق موهوب، يملك مؤهلات عالية، وقادر على تقديم أعلى المستويات، وإنه يملك هجوماً سريعاً وخطيراً بقيادة البرازيلي بيانو الذي يعتبر هدافاً متميزاً حتى إذا لم يكن جاهزاً 100% لأنه يعرف جيداً طريق المرمى، ويمثل نقطة قوة الوحدة، إلى جانب إسماعيل مطر الذي استعاد مستواه، وقدم عطاءً كبيراً في الجولات الماضية، واستعاد أيضاً حاسية التهديف، وأصبح خطراً على دفاعات المنافسين، مؤكداً أن مطر يبقى مفتاح فريق الوحدة لأن تحركه داخل الملعب يربك المنافس، وإن دفاع الوحدة قوي وصلب بوجود لاعبين أصحاب خبرة وتجربة بقيادة بشير سعيد وحمدان الكمالي. نقاط ضعف الفريقين وفيما يتعلق بنقاط ضعف الفريقين في هذه المباراة قال فييرا إن فرقة العنكبوت من الفرق المنظمة، والتي تملك الكرة بنسبة كبيرة وتفرض أسلوبها في اللعب على المنافس، بينما النسق السريع واللعب الخاطف يعيق تطبيق الاستراتيجية المطلوبة، لأنه يكشف بعض الجوانب الدفاعية ويتيح للمنافس الوصول إلى مرماه، وبالتالي فإن انسياق لاعبي الجزيرة في فخ اللعب السريع، يعد اختباراً صعباً لخط الوسط والدفاع، بسبب بطء التحركات في العودة من الحالة الهجومية إلى الحالة الدفاعية. وقال إن مباراة سبهان في دوري أبطال آسيا أكبر دليل على ذلك، لأن فرقة العنكبوت لم تجد الإيقاع المناسب لتقديم مستواها الحقيقي ووجدت صعوبات كبيرة في مواجهة منافس سريع. وبالنسبة لنقاط ضعف الوحدة فأكد فييرا أن مشكلة فريق “العنابي” في عدم ثبات مستوى لاعبي الدفاع، حيث يشهد تفاوتاً في العطاء من مباراة إلى أخرى، وبالتالي فإن الارتباك في لقاء اليوم من شأنه أن يضع الفريق في خطر، ويعرض المرمى إلى أهداف محققة، خاصة أمام قوة هجوم المنافس، حيث لا يتساهل مهاجمو الجزيرة مع أخطاء الفرق المنافسة. مباراة تكتيكية شدد البرازيلي فييرا على أن مباراة اليوم تشهد حواراً تكتيكياً كبيراً بفضل تواجد مدربين متميزين، يعرفان إمكانات بعضهما البعض جيداً ويملكان خبرة كافية بأجواء المنافسة في الدوري الإماراتي، لذلك فإن اللقاء سيكون في شكل جمل تكتيكية من البداية وحتى النهاية. وأضاف أن الخطة الفنية للجزيرة والوحدة متشابهتان، حيث يعتمد الوحدة خطة 4-4-2 وتتغير حسب مجريات المباراة إلى 4-3-3 بينما يلعب براجا 4-4-2 وتتغير في حالات الدفاع إلى 4-2-3-1 أو إلى 4-5-1 . وأوضح أن لاعبي الوحدة والجزيرة أغلبهم من أصحاب التجربة والخبرة الدولية، لذلك فإن أداء المهام الفنية بدقة يضفي نوعاً من التنافس القوي بين الجهازين الفنيين، حتى يصل كل فريق إلى أهدافه المرسومة بدقة. وأضاف: أن كل مدرب يجهز مباراته خاصة أنها عرس كروي كبير يحظى بمتابعة جماهيرية واهتمام إعلامي كبيرين، مما يدفع كل مدرب إلى تقديم كل ما يملك من أجل إظهار فريقه بالصورة المشرفة وإمتاع الجماهير في المباراة. عوامل الفوز دبي (الاتحاد) - قال فييرا إن مباراة اليوم لن تشهد تفوق فريق على الآخر بشكل ملحوظ فنياً وبدنياً لأن المستوى سيكون متقارباً ولن تحسم إلا بعوامل جانبية، مثل الحظ. وأضاف أن الحظ عادة ما يسجل حضوره بقوة في المباريات النهائية للمواجهات الكبرى، مشيراً إلى أن الفريق الذي يلعب أفضل لا يعني أنه سيفوز بالكأس. وأوضح أيضاً أن الأخطاء ستكون عبارة عن ميزان تقييم قوة الجزيرة والوحدة في لقاء اليوم لأن الفريق الذي يتفادى الأخطاء المؤثرة سيكون في مأمن من المفاجآت ويضمن أوفر الحظوظ لحسم النتيجة لمصلحته. الفريقان فائزان دبي (الاتحاد) - وجه البرازيلي فييرا رسالة إلى لاعبي الوحدة والجزيرة مطالباً إياهم بإمتاع الجماهير بعروض فنية لائقة وتقديم مستوى يليق بهذه المباراة الاحتفالية، خاصة أن الفريقين يعتبران الأفضل حالياً على الساحة المحلية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الفريقين يعتبران فائزين بالتواجد في هذه المباراة الختامية حيث يصعدان في آخر اللقاء إلى منصة التتويج لاستلام الميداليات وتقبل التهنئة من مسؤولي اللعبة بالدولة.