الحريري يجتاز العُقد ويستعد لإعلان الحكومة

ارتفع منسوب التفاؤل بإمكانية ولادة الحكومة اللبنانية التي طال انتظارها قريباً جداً، وعكست مواقف الأطراف المعنية جواً ايجابياً يشير الى أن كل العقد باتت شبه منتهية ما لم يطرأ اي جديد يعرقل الإيجابيات. وأكدت مصادر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لـ”الاتحاد” أن النتائج التي توافرت له أسست لحكومة وحدة وطنية ترضي جميع الأطراف، وقالت إنه سيقدم مسودة أولية للحكومة خلال لقائه المرتقب مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد عودته من رحلة إسبانيا، لكنه سيواصل في الوقت نفسه لقاءاته مع المعنيين في المعارضة والموالاة للاتفاق على كل التفاصيل قبل عرض صيغة رسمية للحكومة تكون قابلة للحياة. وأكد النائب عمار حوري (المستقبل) في حديث خاص لـ”الاتحاد” بأن الحكومة العتيدة دخلت مرحلة الحسم، وان ما يجري حالياً يعتبر بمثابة تنقيحات على النسخة النهائية، وكشف ان ولادتها ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة. وأوضح حوري بأن عملية التأليف تتفاعل بإيجابية، وستأتي الحكومة لبنانية مئة بالمئة، بعدما كبرت الثقة بين القيادات اللبنانية، وهي لم تكن موجودة من قبل، وما حققه الرئيس المكلف من إنجازات جعلنا نقول إن كل فريق سينال عدداً معيناً من الحقائب، وهناك امكانية لارضاء الجميع. وحول مصير حقيبة الاتصالات التي يطالب بها النائب العماد ميشال عون لتكتل “التغيير والإصلاح” أجاب حوري: “يبدو انها لن تكون من حصة التكتل وقد يحتفظ بها الرئيس الحريري، وقد تتوضح الصورة النهائية للحكومة خلال ساعات اي بعد اللقاء المنتظر بين الرئيس المكلف والعماد عون وهو الخامس من نوعه منذ التكليف الثاني وقد يتم خلال الساعات القليلة المقبلة”. وكان الحريري قد كثف لقاءاته مع أركان فريق الاكثرية حيث التقى ليلاً رئيس الهيئة التنفيذية لـ”القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب الى الشمال من بيروت، بعد لقاء مماثل سبقه مع رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، وثالث مع حزب “الطاشناق” الارمني. وقالت مصادر مقربة من الرئيس المكلف لـ”الاتحاد” إن الأجواء كانت ايجابية خلال اللقاءات الثلاثة، ونفت ان تكون تعقيدات تحول دون التشكيل، ولفتت الى ان ولادة الحكومة قد تكون نهاية هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل. وحول لقاء الحريري – جعجع، قال وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال ابراهيم نجار (يمثل القوات داخل الحكومة) ان مرحلة تشكيل الحكومة تكاد تبلغ خواتيمها. وتمهيداً للقائه الرئيس المكلف، أكد العماد عون من جانبه ان الأزمة اللبنانية لا تحل الا بين الفرقاء اللبنانيين، مؤكداً اننا سنتوصل الى تشكيل الحكومة، متحدثاً عن علاقة هادئة مع الأكثرية وعن اتفاق تتبلور معالمه. ورأى ان البلاد تعيش ازمة معقدة، حيث تختلط التأثيرات الخارجية مع الفساد المستشري، الا اننا نحاول حل المشاكل عبر تكثيف اللقاءات. وحول إمكانية التفاهم مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قال عون: “نحن نعقد لقاءات مع الحريري وهي في طور التقدم لكن بالنسبة للقوات اللبنانية فالأمر اكثر صعوبة”. وذكرت مصادر عون رداً على سؤال لـ”الاتحاد” بأن الحريري لا يعطل تأليف الحكومة انما هناك بعض المقربين هم يعطلون (في إشارة الى مواقف “الكتائب” و”القوات” من الحكومة). وشددت على ضرورة أن يكون للمعارضة دور فاعل في الحكومة. ونفت أن يكون العماد عون قد حسم عقدة حقيبة الاتصالات مع الحريري حتى الآن وقالت: إنها معلقة بانتظار لقاء الحسم بين الرجلين خلال الساعات القليلة المقبلة. واعترف النائب روبير غانم (تكتل لبنان اولاً) من جانبه بوجود عقبات داخلية وخارجية تؤثر سلباً على تشكيل الحكومة، فيما اعرب النائب عماد الحوت (المستقبل) بعد لقائه السنيورة عن امله في ان تصل الاجواء الايجابية التي خيمت على الاتصالات التي يجريها الحريري مع مختلف الأطراف الى ترجمة عملية تنتج حكومة طال انتظار اللبنانيين لولادتها.