الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لكل مقام مقال

6 ابريل 2015 21:59
لست مع (أفعل التفضيل) التي يكثر استخدامها في الثقافة العربية مثل قولهم: هذا أغزل بيت في الشعر العربي وهذا أوصف بيت وهذا أمدح بيت وهذا أهجى بيت - كما أننا في أيامنا هذه نفعل نفس الشيء: فهذه أجمل امرأة وهذا أعظم رجل وهذا أذكى إنسان .. أفعل التفضيل توقعنا كثيراً في الخطأ .. بل توقعنا في الكذب، لأن التفضيل نسبي وليس مطلقاً ولا دائماً - كما أن أغزل أو أمدح أو أهجى بيت مرتبط بمكانه أو زمانه وليس حكماً دائماً فقول عنترة بن شداد الذي يرون أنه أغزل بيت في الشعر العربي ليس مطلقاً وهو ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مني وبيضُ الهندِ تَقْطُرُ من دمي فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنَّها لَمَعَتْ كبارقِ ثَغْرِكِ المتبسمِ الربط بين الحب والحرب ليس مستحباً في زماننا هذا .. وإذا قال أحد المحاربين إنه كان في الميدان وتذكر وهو يقاتل، شفتي حبيبته وثغرها وابتسامتها فقد احترام الناس له واتهم بالمجون وربما بالجنون وبأنه غير وطني وقال جرير مادحاً الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ألَسْتُم خيرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا وَأَنَدى العَالَمِيْنَ بِطُونَ رَاحِ ويقال إن هذا أمدح بيت لأنه اعتمد على الأسلوب الإنشائي لا الخبري .. لكنه لا يصلح الآن للمدح فلو مدحت رجلاً أو مسؤولاً بأنه أفضل من ركب المطايا .. كالخيل والبغال والحمير فسوف يطردك من المكان فوراً وسيتهمك الناس بالحماقة .. لكل مقام مقال كما أن لكل زمان مقالاً وقواعد. شمسة - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©