الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرزاي وسيناريو انتخابات الإعادة

كرزاي وسيناريو انتخابات الإعادة
21 أكتوبر 2009 22:16
بعد عشرين ساعة من المباحثات المرهقة والمتوترة التي استمرت على مدار أربعة أيام، أصبح السيناتور "جون كيري " مقتنعاً، مع ظهر الثلاثاء الماضي، أن الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" قد اقتنع أخيراً بأهمية الحاجة إلى إجراء انتخابات إعادة. وكان كرزاي قد كرر التعبير خلال تلك المباحثات عن اعتقاده بأن الانتصار الشرعي الذي حققه في الانتخابات قد سرق منه، وكان سيناتور ماساشوسيتس يردد عليه القول إنه يجب أن يضع مصلحة بلاده في المقام الأول، وأنه سيكون من الصعب -بل ومن المستحيل- على أفغانستان والولايات المتحدة أن تتحركا للأمام دون جولة أعادة. في الساعة 4:30 ظهرا ظهر "كرزاي" أمام كاميرات الإعلام، وقد فارقت الابتسامة وجهه ليعلن موافقته على إجراء انتخابات إعادة في السابع من نوفمبر المقبل بينه وبين وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله. وكانت هذه اللحظة من الدراما السياسية المثيرة، هي ذروة أيام من الضغط المكثف على كرزاي من قبل إدارة أوباما وحلفائها من حكومات "الناتو"، وهي لحظة تسمح محصلتها للبيت الأبيض بالعودة إلى مداولاته حول الكيفية التي يجب التقدم بها في الحرب الأفغانية المتعثرة. وقد اتصل أوباما هاتفياً بكرزاي -الذي لم يكن قد تحدث معه أثناء المحادثات المتعلقة بالانتخابات- لينقل إليه تهنئته و"تهنئة الشعب الأميركي على هذه الخطوة". كما أدلى أوباما بتصريح للصحافة قال فيه: إن الرئيس كرزاي والمرشحين الآخرين قد أظهروا أنهم يضعون مصلحة الشعب الأفغاني نصب أعينهم". وسارع مسؤولون آخرون في الإدارة الأميركية، للإعراب عن اعتقادهم بأن انتخابات الإعادة هي خطوة على طريق شاق وطويل.. وأن تلك الانتخابات التي ستعقد في شتاء أفغانستان القارس معرضة لمخاطر هجمات "طالبان"، واحتمال إعادة إنتاج نفس الانتهاكات والممارسات التي رافقت الجولة الأولى. ويقول المراقبون إنه حتى إذا ما مضت تلك الانتخابات بسلاسة، وفاز فيها كرزاي بأغلبية واضحة -كما هو متوقع- فإنه سيظل في نظر إدارة أوباما شريكاً -ليس مثاليا تماماً- ليست لديه القدرة أو الرغبة في إنهاء الفساد وعدم الكفاءة اللذين ميزا فترة ولايته كرئيس، التي استمرت خمس سنين. ومناقشات البيت الأبيض حول نشر عشرات الآلاف من القوات الأميركية في أفغانستان -حسب طلب القادة العسكريين- سوف تستمر لعدة أسابيع، بيد أن المتوقع أنه وبصرف النظر عن القرار الذي يتخذه أوباما في هذا الشأن، فإنه سيتعرض إلى الانتقاد من قبل العديدين سواء في الكونجرس أو من الجمهور الأميركي العادي، الذي يتناقص دعمه باستمرار للطريقة التي يدير بها أوباما تلك الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات. وأعلن وزير الدفاع "روبرت جيتس" أن الإدارة الأميركية تقترب من اتخاذ قرار بشأن استراتيجيتها في أفغانستان، وأن العمليات العسكرية سوف تتواصل في نفس الوقت". أما عبدالله عبدالله الذي تلقى هو الآخر مكالمة من أوباما، فقد أعلن أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا ـكان موعده أمس الأربعاءـ وأنه بمجرد الإعلان عن إجراء جولة الإعادة، فإنه سيكون منفتحا على الدخول في مناقشات لبحث موضوع تكوين حكومة ائتلافية. وقال "نور الحق علومي" عضو البرلمان عن ولاية قندهار وأحد مؤيدي"عبدالله عبدالله" إن إجراء جولة إعادة تعني أن البلاد تمضي قدماً على طريق الأمن والاستقرار. وقال" حميدالله طوقي" عضو البرلمان عن ولاية "زابول" إن المحصلة التي انتهت إليها الانتخابات" تظهر بجلاء أن الولايات المتحدة ليست مصممة على اختيار كرزاي كما كان يقال وإنها تريد انتخابات حرة في المقام الأول". وكانت أصعب نقطة في النزاع الذي شغل كابول وواشنطن هي تلك المتعلقة بما إذا كانت لجنة الانتخابات المستقلة، وهي لجنة تعتبر في نظر الكثيرين خاضعة لكرزاي سوف تقبل بالنتائج، التي توصلت إليها "مفوضية الشكاوى الانتخابية" المعينة من قبل الأمم المتحدة، والتي أثبتت بالأدلة أن عملية الانتخابات قد شابتها عملية غش واسعة النطاق في عملية عدّ الأصوات بالذات، وأن أيّاً من المرشحين لم يحصل على أغلبية صريحه تخوله حكم البلاد، مما يستدعي إجراء جولة إعادة مع المنافس التالي في الترتيب. وكان" كيري" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي قد لعب دوراً كبيرا في التوصل لهذه المحصلة، على الرغم من أنه كان قد زار أفغانستان يوم الخميس الماضي لإجراء اجتماعات مع الجنرال" ستانلي ماكريستال" قائد القوات الأميركية وقوات "الناتو" في هذا البلد، ولإجراء جولة في المنشآت الأميركية فيها. وفيما بعد وأثناء حفل غذاء أقامه له السفير، علم "كيري" بالأزمة السياسية التي كانت تختمر في البلاد، وعندما طلب منه السفير الأميركي في ذلك الحفل مصاحبته للقاء كرزاي لم يمانع "كيري"، وقال الأخير معقباً على ذلك في محادثة تليفونية أجريت معه: "لقد حضرنا جلسة صعبة، ناقشنا فيها وضع القوات، وبعد اقتراح السفير اتجهنا سويا للقصر، وهذه هي الطريقة التي بدأت بها المسألة برمتها"، وعلى مدار الأيام التي تلت ذلك التقى "كيري" مرات عديدة مع كرزاي سواء بمفرده أو برفقة السفير تمخضت في النهاية عن إعلان كرزاي موافقته على إجراء انتخابات إعادة، وإن كان قد ظل متمسكاً حتى اللحظة الأخيرة بأن تلك الانتخابات قد سرقت منه. ويقول أنصار "كرزاي" أنه لا يخشى من إجراء انتخابات جديدة. من هؤلاء "أحمد والي كرزاي" شقيق الرئيس ورئيس المجلس الانتخابي بقندهار" بالقطع سوف نكسب هذه المرة بفارق كبير... ففي المرة السابقة كان هناك 42 مرشحاً ذهبت إليهم بعض الأصوات، أما في هذه المرة فمن المؤكد أن هذه الأصوات سوف تذهب للرئيس". جوشوا بارتلو -واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©