مصرفيون: انخفاض الفائدة على القروض الشخصية 20%

تراجعت أسعار الفائدة على القروض الشخصية بنحو 20% في السوق المحلية، وتراوحت معدلات مستوياتها بين 7.5% إلى 8.5% حالياً، مقارنة مع مستويات تتجاوز الـ 10% خلال الربع الأخير من العام الماضي، مدعومة بانخفاض أسعار الفائدة على الودائع، نتيجة لتحسن السيولة، بحسب مصرفيين في بنوك محلية. ووفقا للبيانات الصادرة عن المصرف المركزي أول أمس فقد تباطأ معدل نمو القروض الشخصية ليبلغ 0.01% في سبتمبر، مقارنة مع 1.6% في أغسطس، حيث بلغت قيمة القروض الشخصية التي قدمتها البنوك العاملة في الدولة حتى نهاية سبتمبر الماضي 212.5 مليار درهم، بزيادة قدرها 300 مليون درهم، مقارنة مع أغسطس الذي سبقه. وتعتبر الزيادة في القروض الشخصية خلال سبتمبر، طفيفة مقارنة مع شهر أغسطس حيث زادت حصة القروض الشخصية بمقدار 3.4 مليار درهم، كما زادت بمقدار 3.6 مليار درهم في شهر يوليو 2009. وقال مصدر مصرفي إن انخفاض معدل النمو ناتج عن تراجع في مستويات الطلب على القروض الشخصية وتباطؤ النشاط الاقتصادي والأعمال خلال الشهر الماضي بسبب شهر رمضان والأعياد. وتوقع المصدر باستمرار تراجع أسعار الفائدة على القروض الشخصية خلال الأشهر المقبلة وبنسب تصل إلى 10% من مستويات أسعار الفائدة الحالية. وتراجعت أسعار الفائدة على الودائع إلى مستويات تتراوح بين 3.5 الى 4.25% سنويا، حسب قيمة الوديعة ومدتها، مقارنة مع 5.5 إلى 6% خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. وقال مستشار بنك أبوظبي الوطني زياد الدباس إن البنوك ماتزال تنتقي عملائها، مؤكداً “أن الأزمة فرضت على البنوك أن تكون أكثر حذرا وانتقائية في ما يتعلق بالقروض الشخصية”. وأضاف: أن المخاوف لدى البنوك من تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد المحلي، والخشية من إقدام الشركات على إنهاء عمل موظفين لديها، في إطار عمليات إعادة هيكلة، أو مصاعب يمكن أن تتعرض لها، يفرض على البنوك مزيدا من الحيطة والحذر وطلب مزيد من الضمانات. وأوضح أن البنوك تركز على ضمان استعادة رأس المال أولا، وبالدرجة الثانية ضمان تحقيق العائد، وهذا دفع البنوك لأن تكون أكثر تشددا في منح القروض الشخصية، لكنها مع ذلك توسعت في الإقراض خلال الأشهر الماضية، مقارنة مع الربع الأخير من العام الماضي. ولفت الدباس إلى أن البنوك في الدولة بدأت تتجه نحو تنويع قاعدة عملائها في قطاع القروض الشخصية، بهدف عدم تركز التسهيلات لدى جهات محددة، وذلك من أجل تنويع المخاطر. إلى ذلك، قال بنك إتش.إس .بي.سي الشرق الأوسط إن البنك مستمر في تقديم القروض الشخصية، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة تعتمد على وضع الشركة التي يعمل فيها طالب القرض. وبين أن موظفي الشركات المصنفة والمدرجة على قائمة البنك، يحصلون على قروض بفوائد تبلغ مستوياتها نحو 6.85% لمدة خمس سنوات، بينما ترتفع إلى 7.35% إذا كانت الشركة غير مدرجة على قائمة البنك. ومن جهته، قال الخبير المصرفي فؤاد زيدان إن مستويات أسعار الفائدة على القروض الشخصية تعتبر حاليا مناسبة، مبينا أنها تراجعت إلى مستويات تتراوح بين 7.5% إلى 8.5%، مقارنة مع مستويات كانت تتجاوز 10% خلال الربع الأخير من العام الماضي. وأوضح زيدان أن ذلك يأتي نتيجة لتراجع تكلفة الودائع والأموال المتوفرة للبنوك، لافتاً إلى أن أسعار الفائدة على الودائع تراجعت إلى مستويات تتراوح بين 3.5 إلى 4.25% الآن مقارنة مع 5.5 إلى 6% في الفترة المقابلة من العام الماضي، مشيراً الى أن ذلك أيضا يعتمد على حجم الوديعة ومدتها. ولكن زيدان أشار إلى أن أسعار الفوائد على الودائع ماتزال أعلى بشكل ملحوظ من أسعار الفائدة المعروضة للتعاملات بين البنوك “الايبور” مبيناً في الوقت ذاته أن السيولة تحسنت ولذا فإن أسعار الفائدة على الودائع وتكلفة الأموال التي تحصل عليه البنوك عامة، تقترب أكثر فأكثر من أسعار الايبور. ووفقا لأسعار “الايبور” الصادرة أمس عن المصرف المركزي فقد بلغ سعر الفائدة على التعاملات بين البنوك 2.453% لأجل سنة، و 2.169% لأجل 6 أشهر، و 1.956? وانحسرت الفجوة بين القروض والودائع لدى القطاع المصرفي في الدولة لتبلغ 43.5 مليار درهم في نهاية سبتمبر مقارنة مع 50.3 مليار درهم في نهاية شهر أغسطس الماضي، بحسب الإحصاءات الصادرة عن المصرف المركزي. وتظهر بيانات “المركزي” أن البنوك العاملة في الدولة استمرت في تقديم التسهيلات و الإقراض خلال شهر سبتمبر الماضي حيث زادت القروض بمقدار 6.9 مليار درهم خلال الشهر لترتفع قيمتها الإجمالية إلى 1020.7 مليار درهم مقارنة مع 1013.8 مليار درهم في نهاية أغسطس، وبذلك حافظت على نفس معدل النمو في الإقراض البالغ 0.68% للشهرين الماضيين. وزادت قيمة الودائع بنحو 13.7 مليار درهم خلال سبتمبر لتبلغ 977.2 مليار درهم، مقارنة مع 963.5 مليار درهم في نهاية أغسطس. وارتفعت القيمة الإجمالية لأصول البنوك العاملة في الدولة لتصل إلى 1521.7 مليار درهم، مقارنة مع 1499.1 مليار درهم في نهاية شهر أغسطس 2009 .