الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هامش المناورة الأميركية محدود في نزاع القوقاز

هامش المناورة الأميركية محدود في نزاع القوقاز
13 أغسطس 2008 01:59
تمتلك الولايات المتحدة هامش مناورة دبلوماسية محدوداً في النزاع بين روسيا وجورجيا الذي تعتبر مسؤولة جزئياً عنه عبر إعطاء حليفها الجورجي آمالاً مبالغاً فيها في مسألة دعمها الديمقراطية· وفي مقالة نشرتها صحيفة ''وول ستريت جورنال'' أمس الأول، أكد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أن ''أياً من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق لم يحرز تقدماً أكثر من جورجيا في اتجاه الديمقراطية عبر استئصال الفساد واعتماد سياسة خارجية مستقلة''· وأضاف ''هذا النزاع مرتبط بالتالي بقيمنا المشتركة مع الولايات المتحدة من الحرية والديمقراطية'' في إشارة إلى مبادئ الديمقراطية التي شددت عليها إدارة بوش منذ وصوله إلى السلطة· لكن رد الولايات المتحدة التي هي بحاجة لدعم روسيا في عدة ملفات جوهرية في دبلوماسيتها لا سيما البرنامج النووي الإيراني وجهود نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، يبقى محدوداً· فقد أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش عن ''قلقه الشديد إزاء رد الفعل غير المتكافئ'' من قبل موسكو للعملية العسكرية الجورجية التي بدأت مساء الخميس الماضي في أوسيتيا الجنوبية وإزاء عدم انحصار المعارك بهذه الجمهورية الانفصالية الجورجية· لكنه لم يحتج على واقع تحرك روسيا عسكرياً رداً على العملية العسكرية الجورجية ولزم الصمت خلال الساعات الأولى للعملية· وطلبت الولايات المتحدة عقد جلسة في مجلس الأمن الدولي، لكن موسكو التي تملك حق النقض رفضت مشروع القرار الذي أعده الدبلوماسيون الغربيون ويطالب بـ''وقف فوري لإطلاق النار'' في جورجيا· وفي المقابل، فإن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لم تقطع إجازتها للتوجه إلى تبيليسي بعدما كانت دعت في 10 يوليو الماضي لتطوير الديمقراطية في جورجيا· وتم إرسال مسؤول رسمي كبير هو ماتيو بريزا المكلف بملف القوقاز في مديرية أوروبا بوزارة الخارجية الأميركية، وبتأخر يومين عن الموعد المرتقب للمشاركة في الوساطة المشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهادفة إلى التوصل لإعلان وقف إطلاق نار في أوسيتيا الجنوبية· واعتبر ستيفن بايفر الخبير في معهد بروكينجز ان واشنطن ليس لديها في مطلق الأحوال نفوذ كاف على روسيا لكي تحرز تغييراً في جهود الوساطة· واعتبر هذا السفير السابق في كييف ''انه نزاع قد لا تقبل فيه الولايات المتحدة على الأرجح كوسيط من قبل الطرفين''· وأضاف أن ''جورجيا ستكون سعيدة برؤية مشاركة أميركية، لكن روسيا لن تقبل ذلك؛ لأننا نعتبر في موسكو كمقربين جداً من جورجيا''· وحاول الناطق باسم الخارجية الأميركية روبرت ود أمس الأول تبديد هذا المفهوم· وقال خلال تصريح صحفي ''ان الأوروبيين ونحن لدينا نفوذ''، مضيفاً أن ''الروس يعلمون إلى أي حد نأخذ الوضع بجدية''· وأضاف ''من الواضح أن العلاقات الروسية - الأميركية معقدة، لكن روسيا تعرف جيداً موقفنا·· ونأمل في أن تأخذ بالاعتبار دعوات المجموعة الدولية لوقف القصف وقبول وقف لإطلاق النار وبدء محادثات مع جورجيا''· وكان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون مكين حذر روسيا الليلة قبل الماضية من عواقب وخيمة طويلة الأمد جراء صراعها مع جورجيا· وألقى سناتور اريزونا الذي جعل من القضايا الدولية محور حملته للانتخــــــابات، كلمة مطولة بشأن الأزمة في القوقاز أمام الصحفيين والمصـــورين في استعراض لخـــبرته بالسياسة الخـارجية في الوقت الذي يقضي فيه منافسه الديمقراطي بــــــاراك أوباما عطلة، داعياً وزيرة الخارجية كوندوليزا رايــــس إلى السفر إلى أوروبا ''لتشكيل موقف أوروبي أطلسي موحد يهدف إلى إنهاء الحرب ودعم استقلال جورجيا''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©