مواقف غربية متباينة حيال إعلان روسيا وقف مهاجمة جورجيا

تباينت ردود الفعل الغربية إزاء أمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس بوقف الهجمات على جورجيا، وفيما اعتبر حلف شمال الاطلسي أن القرار الروسي ''ليس كافياً'' اتسم رد الفعل الاميركي بالارتباك اذ قال البيت الأبيض إنه يحاول تقييم البيان الروسي في وقت قال السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد إن الاعلان الروسي يعد تطوراً ''ايجابياً''· وفي الأثناء عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن أمله في تطبيق وقف إطلاق النار بعد إعلان مدفيديف مشيراً الى ان الاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في قوة سلام في جورجيا· وبعد إعلان الرئيس الروسي قال ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، عقب محادثات سفراء الحلف مع نظيرهم الجورجي أمس، إن قرار روسيا وقف تقدم قواتها داخل جورجيا ''ليس كافياً''، مؤكداً ضرورة العودة الى الوضع الذي كان قبل بدء النزاع في اوسيتيا الجنوبية· وقال شيفر في مؤتمر صحفي إن جورجيا قدمت عدداً من الطلبات للحصول على مساعدة من الحلف وهو ما وافقت الدول الأعضاء في التحالف على النظر فيه بصورة عاجلة مؤكداً أن استخدام موســـكو للقوة كان هائلاً ومفـــرطاً· لكنه استدرك قائلاً إن ''حلــــــف شـــمال الأطلسي لا يسعى الى دور مباشر ولا لدور عسكري في هذا الصراع·'' وقال شيفر إن الدول السبع والعشرين في حلف الأطلسي اكدت بأقوى لهجة ضرورة احترام سيادة جورجيا وسلامة اراضيها· من جهتها، رحبت واشنطن بالإعلان الروسي لكنها أعطت إشارات متضاربة· واعتبر السفير الأميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد أمس أن إعلان روسيا وقف عملياتها الهجومية ضد جورجيا يعد تطوراً ''ايجابياً''· وأضاف خليل زاد للإذاعة الأميركية ''ناشونال بابليك راديو'' انه ''من المؤكد ان ما تم إعلانه اليوم (امس) هو أمر إيجابي مقارنة مع ما سمعناه أمس (الأول)''· ولاحقاً قال البيت الأبيض إنه يحاول تقييم البيان الروسي الذي مفاده أن روسيا أوقفت عملياتها العسكرية في جورجيا وامتنع على القول بما إذا كانت واشنطن تدرس إمداد تفليس بمساعدات عسكرية· وكان الرئيس الأميركي قد ألمح الليلة قبل الماضية الى أن روسيا تسعى على ما يبدو الى الإطاحة بالحكومة الجورجية، وذلك في تحذير شديد اللهجة لموسكو معتبراً ان ما تقوم به ''يهدد العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة''· وقال بوش إن ''روسيا اجتاحت بلداً مستقلاً مجاوراً وتهدد حكومة منتخبة ديمقراطياً من قبل شعبها، إن مثل هذا العمل غير مقبول في القرن الـ''21 ملمحاً الى أن موسكو تسعى على ما يبدو الى الإطاحة بالحكومة الجورجية· وأضاف بوش في تصريح دلى به في حديقة الورود بالبيت الابيض فور عودته من الصين ''يبدو ان اعمالاً تجري للإطاحة بالحكومة (الجورجية) المنتخبة شرعياً''· وقبيل تصريحات بوش كان سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة قد أعلن انه تلقى من نظيره الروسي الضمانة بأن موسكو لا تنوي الإطاحة بالرئيس الجورجي· من ناحية أخرى عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن أمله في تطبيق وقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا بعد إعلان الرئيس الروسي وقف العمليات العسكرية الروسية، مشدداً على أهمية روسيا ''للاستقرار والسلام'' في العالم· وقال ساركوزي في بداية لقاء مع مدفيديف في الكرملين إن ''وقف العمليات العسكرية من قبل الروس خبر كنا بانتظاره''· وأضاف ''اعتقد انه نبأ سار تؤكده لنا''، مؤكداً ''يجب بلورة وقف لإطلاق النار''· من جهة أخرى، قال ساركوزي إنه ''من الطبيعي'' ان تسعى روسيا ''للدفاع عن مصالح الناطقين بالروسية'' خارج حدودها، مؤكداً على ضرورة احترام ''وحدة وسلامة أراضي'' جورجيا· وأضاف ''من الطبيعي ايضاً أن تسعى الأسرة الدولية لضمان وحدة وسلامة أراضي جورجيا وسيادتها واستقلالها''· وقال ساركوزي إن الاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في قوة سلام في جورجيا· انتقاد ألماني لـ المبالغة في رد الفعل الروسي ميركل تزور موسكو بعد غد برلين ( وام، أ·ف·ب ) - تجري المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بعد غد الجمعة مباحثات مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في منطقة سوتشي الروسية الواقعة على البحر الأسود تتعلق بالنزاع بين روسيا وجورجيا في اطار جهود ألمانيا والأوروبيين لإنهاء الحرب بين البلدين· وأعربت الحكومة الألمانية أمس عن ترحيبها بصدور أوامر الرئيس الروسي ميدفيديف إلى قيادة الجيش الروسي بوقف الأعمال العسكرية معربة عن أملها أن يؤدي وقف اطلاق النار إلى انجاح الجهود الأوروبية والدولية لتسوية النزاع حول منطقتي استونيا الجنوبية وأبخازيا· وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مواصلة الجهود الألمانية بالتعاون مع شركاء برلين الأوروبيين للتوصل إلى صيغ مرضية تنهي الحرب دون اتساعها · وطالب أعضاء في البرلمان الألماني وزير الخارجية شتاينماير بالقيام بزيارة إلى موسكو وتبليسي لدفع الجهود الألمانية التي تبذل بين أطراف النزاع · وكان شتاينماير قد أجرى اتصالا هاتفيا صباح أمس مع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون أعرب له عن قلق برلين ازاء تدهور الأوضاع المعيشية لسكان مناطق استونيا وضرورة المساهمة في وصول منظمات الاغاثة الدولية· من جهته اتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني روسيا بالمبالغة في رد الفعل وعدم التحلي بالقدر الكافي من المسؤولية في الصراع الراهن مع جورجيا· وقال روبريشت بولنتس في تصريحات للقناة الثانية بالتليفزيون الالماني (زد·دي·إف) امس: ''هذا الصراع موجود منذ انهيار الاتحاد السوفيتي'' ولكن روسيا كانت ''تطهيه ببطء'' لمصالحها الخاصة· وأكد السياسي الالماني أن ما تتحدث عنه روسيا بشأن توفير الحماية لإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين لا يبرر شن هجمات على أهداف أخرى في جورجيا· وشدد وزير الخارجية الالماني الاسبق هانز - ديتريش جينشر على أهمية ''المسؤولية والتعقل وحسن التقدير'' في المساعي الدبلوماسية الرامية لحل الازمة· الأمن والتعاون تعرض مراقبة الهدنة هلسنكي (رويترز) - رحبت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بإعلان روسيا أمس إنها ستوقف العمليات العسكرية في جورجيا وقالت إنها مستعدة للمساعدة في مراقبة الهدنة· وقال وزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستاب ''أرحب بقرار الرئيس ديمتري ميدفيديف''· وشارك ستاب في محادثات في موسكو بشأن المعارك المتعلقة بأوسيتيا الجنوبية· وأضاف ''أعتقد أن هذا معناه أننا نقترب من وقف لإطلاق النار ولمتابعة للجهود الإنسانية التي تشتد الحاجة لها''· مبديا استعداد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتقديم المساعدة في مراقبة أي وقف إطلاق النار والمساعدة في عمليات الإغاثة· مساعدات أميركية عاجلة لجورجيا بقيمة 250 ألف دولار واشنطن (ا ف ب) - قدمت الولايات المتحدة أول دفعة من المساعدات لجورجيا بقيمة 250 ألف دولار لشراء مواد أساسية لحوالى عشرة آلاف شخص، حسب ما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية هو روبرت وود· وقال خلال لقاء مع الصحفيين ان الولايات المتحدة بدأت بتقديم مساعدة إنسانية عاجلة لجورجيا وستتولى السفارة في تبليسي تقديم المواد · وأضاف أن السفارة ''قررت الأحد تقديم مساعدة أولية بقيمة 250 ألف دولار لتقديم مواد أساسية لحوالى عشرة آلاف شخص''· وأوضح ان الولايات المتحدة ستزيد هذه القيمة وطبقا للحاجات· وقال ايضا ان المواد الطبية والمواد الاساسية مخزنة في ألمانيا وان الولايات المتحدة تجري مشاورات مع الامم المتحدة لنقل هذه المواد الى جورجيا ''في أقرب وقت ممكن''· وفي تبليسي، وزعت السفارة الأميركية مواد تستعمل في حالة وقوع كوارث طبيعية مثل الخيم والبطانيات ومواد صحية وألبسة وأسرّة وأدوية·