ضبط 202 كيلو جرام هيروين نقي بالشارقة في أكبر عملية بالشرق الأوسط

تمكنت شرطة الشارقة بالتعاون مع شرطة دبي من ضبط 202 كيلو جرام من مسحوق الهيروين يشتبه في قيام 18 شخصاً من الجنسية الأفغانية بإدخالها الى البلاد، عبر تهريبها من موانئ مختلفة بعد أن وضعوها بطرق خفية في شاحنات تم استيرادها من الخارج، تصل قيمة الهيروين الى 160 مليون درهم· ووصف العقيد عبدالله مبارك الدخان نائب مدير عام شرطة الشارقة، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر الإدارة، الكمية التي تم ضبطها بأنها الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وأن نقاوتها تتراوح من 70 إلى 80 % مما يعني أنها ستتضاعف حال توزيعها من أربع إلى ست مرات بعد إضافة مواد أخرى عليها· من جانبه ذكر المقدم يوسف العديدي مدير إدارة مكافحة المخدرات في شرطة دبي أن العملية أطلق عليها أسم ''تربل ''8 حيث تم ضبط أفراد العصابة المشتبه بهم يوم 8 - 8 - ·2008 وبيّن أن القيمة المالية للمواد التي تم ضبطها من الهيروين في السوق الحالية تصل إلى 40 مليوناً و200 ألف درهم وأنها ستصل إلى 160 مليون درهم (حال مضاعفتها لأربع مرات فقط بعد إضافة مواد أخرى) ووصولها إلى دول الاستيراد أو أماكن التوزيع التي كانت ستحددها لاحقاً حال وجود مشترين ومروجين· وأشار الدخان، خلال المؤتمر الذي شهده أيضاً، الدكتور المقدم عبدالقادر محمد العامري مدير إدارة البحث الجنائي ورئيس المختبر الجنائي في شرطة الشارقة والمقدم راشد السلمان مدير فرع المعلومات بشرطة الشارقة، إلى أن أكثر من 100 شخص من قسمي مكافحة المخدرات في كل من شرطة الشارقة ودبي اشتركوا في عملية ضبط المشتبه بهم· وتناول نائب مدير عام شرطة الشارقة وقائع ضبط المشتبه بهم بعدما توفرت بعض المعلومات لأجهزة مكافحة المخدرات بالدولة حول وجود عدد من الأشخاص من الجنسية الأفغانية يحوزون كمية ضخمة من مخدر الهيروين ويتخذون من إمارة الشارقة مقراً لسكنهم ويستأجرون بعض المواقع التي يتخذونها مستودعات لبضاعتهم ولأغراض الشحن والتفريغ· وأضاف أنه ومن خلال الربط بين المعلومات التي توفرت لأجهزة مكافحة المخدرات بدبي والشارقة تم تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة القضية حيث تمكن خلال فترة من الوقت من تحديد هوية المشتبه بهم والتعرف على موقع سكنهم ورصد تحركاتهم وتنقلاتهم· وتمكن الفريق من تحديد ساعة الصفر (الساعة الحادية عشرة مساء الخميس الماضي) وتم اتخاذ الإجراءات القانونية لمداهمة المواقع المحددة والقبض على المشتبه بهما (م · أ) وبرفقته (د · خ) من الجنسية الأفغانية بينما كانا يترددان ما بين إمارتي الشارقة وعجمان· و أضاف أنه بعد تفتيش سيارة المشتبه بهما تم العثور على عينات من المخدرات معّدة للتسويق أخفيت في حقيبة السيارة والعثور على مبلغ 163 ألفاً و800 دولار، ومن خلال استجواب المشتبه بهما تبين أنهما استأجرا شقتين بمنطقة النباعة بالشارقة إحداهما للسكن والأخرى للتخزين ومكتباً وهمياً إضافة إلى ورشة لتصليح السيارات ومستودع وهمي أيضاً لتخزين المواد الغذائية وجميعها في الشارقة واستخدمت لإبعاد الشبهة عن نشاطهم· ولفت نائب مدير عام شرطة الشارقة إلى أنه خلال تفتيش الشقة الأولى تمكن الفريق من ضبط عدد كبير من حقائب السفر المختلفة الأحجام موزعة في أماكن ومخابئ متفرقة داخل الشقة في المطبخ والحمام وغيرها، وبفتح الحقائب (ويبلغ عددها ست) تبين أنها جميعاً معبأة بأكياس تم التأكد بعد فحصها عبر المختبر أنها هيروين وأن الكمية بلغ مجموعها 202 كيلو جرام· وأشار إلى أنه بانتقال الفريق إلى الشقة الأخرى تم العثور على كمية كبيرة من أدوات التعبئة والتجهيز والأكياس البلاستيكية والأشرطة اللاصقة والميزان الذي يستخدم في وزن الكميات التي تتم تعبئتها ووضعها بالحقائب، وضبط وسائل التهريب وهي طبقاً لهذه المعلومات عبارة عن شاحنتين توجدان في موقع تم تحديده بالمنطقة الصناعية بالشارقة· وقال الدخان إنه، وفي نفس الوقت، قامت فرقة أمنية أخرى بمداهمة أحد المواقع المشتبه بها بالمنطقة الصناعية الرابعة وتم القبض على بعض الأشخاص في ورشة تصليح سيارات ومستودع، حيث وصل عددهم الإجمالي إلى 18 شخصاً جميعهم من الجنسية الأفغانية، وتم نقلهم إلى قسم مكافحة المخدرات لاستكمال التحقيق معهم وتحديد صلتهم بالمجموعة المشتبه بها، وأحيلوا جميعاً إلى النيابة للتحقيق معهم تمهيداً لإحالتهم للقضاء بتهمة حيازة واتجار وترويج· ومن خلال مساعدة قسم النقليات بشرطة الشارقة وخبراء المختبر الجنائي وبحضور بعض المشتبه بهم، كما يقول الدخان، تم إجراء فحص للشاحنتين المضبوطتين حيث تبين وجود عملية فك وتركيب تمت حديثاً لخزانات الوقود بالشاحنتين وأثار وجود مادة الهيروين عليها ومن ثم قيامهم بلحام الخزانات وتركيب أماكن خفية سميكة هربوا بها المخدرات وكان من الصعب اكتشافها لاختفاء رائحتها ومكانها الخفي· وبّيّن نائب مدير شرطة الشارقة أنه وبسؤال أحد المشتبه بهم عن كيفية إدخال هذه الكمية من المخدرات إلى الدولة أفاد بأنهم كانوا يعملون بتجارة (الشاحنات) واستيرادها من الخارج ومنذ فترة تعرفوا على بعض الأشخاص القادمين من خارج الدولة والذين علموا بنشاطهم في تجارة الشاحنات وعرضوا عليهم فكرة استخدام بعض الشاحنات في إدخال المخدرات مقابل مبالغ يحصلون عليها· وأشار إلى أنهم قاموا خلال الفترة الأخيرة باستيراد سبع شاحنات من بينها الشاحنات التي استخدمت في إخفاء الهيروين في خزانات الوقود بعد أن تم إعدادها وتجهيزها من الداخل بجيوب إضافية يصعب اكتشافها وتمت إحاطتها بالديزل المستخدم كوقود للشاحنات وكانوا يستخدمون المستودع الواقع بالمنطقة الصناعية بقصد التستر على عملهم في تفريغ الشحنات من الجيوب السرية بالخزانات وإعادة استبدال الخزانات وقطع غيار الشاحنات التي يوجد بها المخدر· وقال الدخان إن المشتبه بهم ذكروا أنه سبق لهم أن مارسوا نشاطهم من قبل في البلاد وأنهم قاموا بإحضار الهيروين إلى الدولة بقصد البيع وأنهم سبق وأن قاموا ببيع 25 كيلو جراماً لثلاثة أشخاص من جنسيات مختلفة قدموا من خارج الدولة· وأضاف أن المشتبه بهم ظلوا يمارسون نشاطهم تحت مظلة رخصة تجارية لأحد المواطنين بنشاط مواد غذائية إلا أنه لم يهتم بهم ولم يقم في يوم من الأيام بالسؤال عن نشاطهم وما إذا كان قد زاولوه أم لا· من جهته أكد الدكتور المقدم عبدالقادر محمد العامري مدير إدارة البحث الجنائي ورئيس المختبر الجنائي في شرطة الشارقة، أن الخطورة مضاعفة في تلك الكمية التي تم ضبطها من الهيروين متمثله في الكمية التي تم ضبطها ودرجة نقائها، وأنها ستضاعف لمرات عديدة حال خلطها بمواد أخرى قبل ترويجها وتوزيعها، مشيراً إلى أن نسبة الهيروين قد تصل إلى 20 % وتؤدي الغرض الذي يستخدمه المدمنون من أجلها· من جانبه أكد المقدم راشد السلمان مدير فرع المعلومات في شرطة الشارقة أن البعض من أفراد فريق العمل الذين شاركوا في القبض على المشتبه بهم سيواصلون أيضاً مهمتهم في التوصل إلى الكميات التي تم ترويجها أو بيعها بغرض الاتجار أو التعاطي والتأكد ما إذا كان هناك آخرون متورطون في تلك الجريمة أو أن هناك مخدرات متداولة من تلك الكميات· وأهاب الدخان بالمواطنين ضرورة متابعة نشاط الشركات التي تقع تحت كفالتهم وعدم منحها كفالات وهمية وأشخاصاً مشبوهين مقابل بعض المنافع الصغيرة أو الأموال التي تعود عليهم مما يؤدي بهم إلى عواقب وخيمة كما حدث في هذه القضية· كما حث العاملين في موانئ الدولة والمطارات والمنافذ المختلفة بأخذ الحيطة والحذر في ضرورة الانتباه لألاعيب وحيل الخارجين عن القانون والتدقيق في التفتيش خاصة أن هذه المنافذ تستقبل وتصدر آلاف الأطنان من البضائع والسلع والواردات والصادرات مما يتطلب المزيد من الجهد والتدقيق في المراقبة· وقال ''إن أجهزة الأمن، وبفضل متابعة القيادة الرشيدة، تطرق بيد من حديد على كل من تخول له نفسه العبث بأمن ومقدرات البلاد من العابثين والخارجين على القانون ممن أغراهم الطمع والجشع للحصول على الأموال ولو مقابل إيذاء وقتل الآخرين من خلال ترويج المخدرات داخل البلاد والفتك بشباب الوطن أو محاولة جعلها محطة لنقل وتوزيع تلك السموم إلى الدول الأخرى''· ثم قامت شرطة الشارقة بعرض فيلم تسجيلي عن العملية وشرحوا خلاله كيفية إدخال المخدرات وطريقة تخبئتها في الشاحنات ومن ثم تغليفها وتجهيزها للترويج· من جانبه، أكد المقدم يوسف العديدي مدير إدارة مكافحة المخدرات في شرطة دبي، أن تلك العملية تعتبر ''الأكبر'' على مستوى الشرق الأوسط في ضبط تلك الكمية من مخدر الهيروين (202) كيلو جرام حيث سبق أن تم ضبط 40 كيلو جراماً من المادة نفسها منذ فترة قريبة لدى إحدى الدول العربية (ليبيا)· وأضاف أن أكبر كمية تم ضبطها في دبي كانت منذ شهرين تقريباً وتم ضبط 24 كيلو جراماً وسميت بعملية ''البرتقالة''، كما كانت أكبر عملية لضبط مخدر الحشيش عام 2002 عندما تم ضبط 13 طناً في دبي في عملية أطلق عليها اسم ''شبكة العنكبوت''· وبلغ إجمالي أعداد جرائم المخدرات التي سجلتها الإدارة العامة لشرطة الشارقة خلال السنوات العشر الماضية (من عام 1998 وحتى 2007) 1112 جريمة ما بين جلب واتجار وترويج وحيازة وتعاطي وبمتوسط سنوي 111 جريمة، ارتكبت من قبل 1943 شخصاً، حسب التقرير السنوي عن الحالة الأمنية للإمارة· وسجل عام ،1998 65 جريمة فقط مقارنة بـ 113 جريمة عام 2007 وبنسبة ارتفاع تصل إلى 47% تقريباً· وتمثلت الأسباب التي ساعدت على انتشار الجريمة في استهداف الدولة من قبل تجار المخدرات قرب موقعها الجغرافي من الدول المنتجة للمخدرات وكذلك ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء وسهولة السفر للخارج مما ساعدهم على تعاطي المخدرات· وبينّت الإحصاءات أن أنواع المخدرات تنوعت بين الحشيش والهيروين والأفيون وماريجوانا والقات والكوكايين والحبوب المخدرة والغراء· وسجل عام 2007 فقط ضبط 895 كيلو جراماً من الحشيش و6,2 كيلو من الهيروين و6,5 كيلو كوكايين و4104 من الحبوب المخدرة، وأن أكبر كمية من مخدر الحشيش تم ضبطها كانت عام 2001 حيث بلغت 2031 كيلو جراماً وأن أكبر كمية ضبطت من مخدر الهيروين كانت عام 2004 والتي سجلت 29,6 كيلو جرام·