الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أمن وحماية المعلومات» منهج دراسي يستهدف تنمية مجتمع معلوماتي واعٍ وآمن

«أمن وحماية المعلومات» منهج دراسي يستهدف تنمية مجتمع معلوماتي واعٍ وآمن
6 ابريل 2013 22:00
في خطوة تعليمية وتنموية إيجابية وخلاقة، اعتمدت وزارة التربية والتعليم مشروع منهج «أمن وحماية المعلومات» الذي أطلقه فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي وهيئة تنظيم الاتصالات بالتعاون مع الوزارة بهدف توعية مستخدمي شبكة الإنترنت من الطلاب في المراحل التعليمية كافة بأهمية الأمن والسلامة في فضاء العالم الرقمي، وتعزيز ثقة المستخدم في المحافظة على المعلومات الخاصة به وحمايته من المخاطر المحيطة بعالم الإنترنت. سيتم طرح المنهج في المكتبة الإلكترونية للوزارة، ليتم تحميله للطلاب، وحيث يتم إدراجه في الفصل الثالث للعام الدراسي الحالي. المنهج متعدد المستويات ويغطي جميع المراحل التعليمية من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، وفق رؤية استراتيجية واضحة في سبيل استخدام موارد تقنية المعلومات بصورة سليمة وآمنة. وراعى المنهج إشراك ولي الأمر في بناء الوعي الأساسي والتعلم من الجانبين في البيت والمدرسة من أجل تحقيق الهدف المتمثل في إقامة مجتمع معلوماتي واع وآمن للجميع. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - إن نجاح الرؤية التعليمية، وإيجابية فلسفته رؤيتها التربوية تتوقف على مدى مواءمة مدخلات العملية التعليمية، ومخرجاتها التي تتفق وحاجات العصر، وسباق العلم والتطور والنهضة، وما تفرضه المتغيرات العالمية كل يوم من معطيات. لم يعد للأُمية الثقافية من مكان، وبات التعريف العصري للأُمية يرتبط بالجهل بلغة العصر، ومن ثم كان للمناهج التعليمية في سباق تحديث التعليم ومناهجه، ألا يتوقف عند مجرد مواكبة السباق، وإنما ينهض ليواكب أطر ووسائل وتقنيات التعامل مع الإفرازات السلبية التي ترافق الثقافة الإلكترونية وتطبيقاتها على أرض الواقع. إن المنهج المعتمد يقدم إرشادات واضحة للطلاب تعينهم على التحديات والمشكلات التي تعترضهم في مراحلهم الدراسية المختلفة، ولتشجيعهم على استخدام موارد تقنية المعلومات بصورة سليمة وآمنة. ويتضمن هذا المنهج التعليمي نشاطات مختلفة عبر الإنترنت ومحاضرات صممت خصيصاً بهدف الارتقاء بمستوى التعليم في هذا النطاق وتمكين طواقم التدريس من نقل هذه المعارف إلى طلابهم، وصولاً إلى أفضل ممارسات استخدام شبكة الإنترنت من خلال منهج تعليمي وطني. لكن.. ماهي ردود أفعال الطلاب والهيئة التعليمية، وأولياء أمور الطلاب حول هذه الخطوة ؟ ضرورة تعليمية يشير الطالب ياسر العبدولي « طالب بالصف الحادي عشر» إلى أن اعتماد منهج «أمن وحماية المعلومات» ضمن المقررات الدراسية، جاء ليلبي حاجة ومطلباً مهماً للطلاب، لأن من خلاله يستطيع الطالب أن يتعرف على جوانب فنية وتقنية مهمة للغاية خلال تعامله مع شبكة الإنترنت، في وقت أصبح عالم الإنترنت أحد أهم الضرورات في الوقت الحالي، ولا يمكن للطلاب الاستغناء عنه، وهذا من شأنه أن يعرضهم لكثير من المشاكل، أو السلبيات التقنية أو التي تتعلق بأمن وسرية وخصوصية المستخدم، وهي عادة ما تظهر خلال التعامل اليومي، وكثير من مستخدمي الإنترنت يعجزون في التعامل معها، وما من شك أن المنهج سيضيف للطلاب الكثير من الثقافة التي تعينهم على بناء قاعدة معرفية متينة. وتقول جنان حمد المزروعي» بالصف الثاني عشر»:» هناك أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات زودوا معرفتهم الذاتية حول أمن وسلامة استخدام الحاسوب عن طريق دورات تدريبية خاصة، وهناك في المقابل أضعاف هذه الأعداد من يجهلون ذلك، أو لا يعيرون اهتماماً، وهناك من هو في حاجة ماسة لهذه الخبرات ولا يستطيع الحصول عليها بسهولة، وفي أي وقت. لكن أن تصبح المسألة منهجاً دراسياً معتمداً، فهذا يريح الكثيرين، ويمثل حاجة مهمة وملحة تفرض نفسها، ولا غناً عنها. إن تعلم مبادئ وأساسيات التوعية بأمن وحماية المعلومات، والاستخدام الآمن للإنترنت سيساعد كافة الفئات العمرية من الطلال والطالبات على ترسيخ المفاهيم الصحيحة، والثقافة المعلوماتية الأمنة، وتصبح هذه المعرفة جزءا من ثقافة الإنسان وسلوكه في مراحل عمرية مبكرة». أدوات حتمية أما الطالب مشعل التميمي «بالصف الثاني عشر»، فيقول» لا غنى اليوم عن الإنترنت، لقد أصبح الوسيلة والنافذة الأولى التي تربط الإنسان بالعالم من حوله، ولكل وسيلة أو تقنية إيجابياتها وسلبياتها، وعلينا أن نتعلم كيف نتعامل مع الجانبين بإيجابية، واستخدامات الإنترنت تتنوع ما بين الترفيه، والتعارف، والعمل، والاتصال والعلاقات، والعمل التوعوي، والمعرفة والإحاطة، والدراسة، والتجارة والتسوق وما إلى ذلك. ومن الأهمية أن يتزود الفرد بالأسس والمبادئ والقواعد العامة للاستخدام، وبالتالي عليه أن يتزود بالأدوات والخبرة التي تعينه على التعامل مع هذا الرافد، حتى يستطيع تجنب سلبياته. وما من شك أن إدخال واعتماد منهج مدرسي تعليمي يغطي هذه الجوانب، إنما هو خطوة إيجابية رائعة نحو تكامل واتساق المعرفة التي أصبحت أكثر من ضرورة في عصرنا الحالي، وفي المستقبل القريب والبعيد». معرفة ضرورية رضوى ياسين « معلمة» وأم إحدى الطالبات تثني وتمتدح أهمية اعتماد منهج أمن وحماية المعلومات ضمن مناهج الدراسة بالمدارس، وتقول:» بات استخدام الإنترنت بالنسبة لمعظم الناس في أرجاء العالم كافة جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. ويقضي كثيرون وقتا طويلاً أمام أجهزة الحاسوب، وتلاحقنا كل يوم البرامج الجديدة، ولم يعد بالإمكان الاستغناء عن البريد الإلكتروني، أو تصفح مواقع الشبكات المعلوماتية، كما يستمتع الكثيرون من الصغار والمراهقين واليافعين بالألعاب والبرامج والمواقع الترفيهية، لكن أغلب هؤلاء ليس لديهم خبرات كافية، ولا يتخذون الاحتياطات الكافية والآمنة ما يجعلهم عرضة أن يصبحوا ضحايا للمتطفلين والمتحرشين. لكن أعتقد أن التزود بالقواعد العلمية الآمنة، سيمكن أي شخص أن يستمتع بالإحساس بالأمان وهو يتعامل مع شبكة الإنترنت. الآن لا مكان إلا للعلم، ولا يمكن التصدي لأي خلل، أو أي ظاهرة سلبية إلا من خلال المنهج العلمي والمعرفة. الآن ثقافة الإنترنت تسود العالم، ولا يمكن أن ندير لها رؤوسنا، بل حان الوقت أن نتعامل معها بإيجابية ومعرفة وخبرة». ثقافة مهمة في جانب مواز، يتحمس محمد الكعبي «موظف» إلى اعتماد منهج أمن وحماية المعلومات ضمن مناهج الدراسة بالمدارس، ويقول:» هذه المبادرة أو الخطوة الإيجابية تأتي في إطار نشر الثقافة والتوعية الرائدة للتغلب على التحديات والمشكلات التي تعترض البعض أثناء تعاملهم مع الإنترنت، والتشجيع على استخدام الموارد التقنية بصورة سليمة وآمنة، حيث إن الاتساع المترامي لشبكة الإنترنت صاحبه بروز ظواهر سلبية بين مرتادي الشبكة، وظهور جوانب تستلزم أخذ الحيطة والحذر من بعض التهديدات والمخاطر، وذلك لحماية أنفسنا من التأثيرات المجهولة عبر هذا العالم الإلكتروني الهائل». ويكمل الكعبي:» إدراج هذه المادة ضمن المنهج الدراسي في المدارس إرساء لرؤى وفلسفة لخطة شاملة ومتكاملة للتوعية بحماية المعلومات، وخطوة بارزة للتصدي للتحديات الناشئة من العالم الرقمي وما يتصل به من أجهزة وموارد. التعليم والثقافة عبر القنوات الأكاديمية إنما هو بعد تنموي كبير، ومعالجة فعّالة ومتبادلة عن طريق التعاون والتضافر بين جميع فئات المجتمع، لمصلحة إذكاء الوعي المعلوماتي لجميع الشرائح تربوياً وتقنياً واجتماعيا، فالتحديات التي تواجه مستخدمي الإنترنت وخاصة الشباب والمراهقين في الفضاء الرقمي، والمخاطر والعواقب النفسية والاجتماعية الناتجة من الاستخدام السيئ لتقنيات التواصل عبر شبكة الإنترنت، فضلا عن المسؤوليات والواجبات أثناء التعامل مع الآخرين عبر الشبكة، يفرض علينا وجوب الإلمام بالقواعد الواجب احترامها والتقيد بها أثناء التواصل إلكترونيا. لقد أصبح من الضروري توعية مستخدمي شبكة الإنترنت بأهمية السلامة في فضاء العالم الرقمي، وبالتدابير الأساسية التي إذا تم بيانها بوضوح وتنفيذها بفهم، فإنها تعزز ثقة المستخدم في المحافظة على المعلومات الخاصة به، وحمايته من المخاطر المحيطة بعالم الإنترنت. واستخدام هذه الأداة العظيمة للتواصل وتبادل المعرفة والمعلومات». مضمون المنهج الدكتورة مديحة عزمي، المشرفة العامة على الأنشطة في مدارس النهضة الوطنية للبنات، تؤكد أن اعتماد منهج أمن وحماية المعلومات ضمن مناهج الدراسة خطوة جادة في طريق الصواب، ومن شأنها أن تثري البعد التنموي في الجانب التعليمي، وتكسب الطلاب خبرات علمية وعملية جديدة. فمضمون المنهج يحتوي على أخلاقيات استخدام الحاسب الآلي، وطرق المحافظة على الجهاز، وكيفية المحافظة على المعلومات الخاصة، وكيفية الحفاظ على سرية البيانات وحفظ الخصوصية، وضرورة المحافظة على كلمات المرور، وسبل تقويتها لحفظ سرية الأنظمة والمعلومات وسلامتها من تسلل المخربين والمتطفلين، إضافة إلى أمن متصفحات المواقع الإلكترونية وحماية رسائل البريد الإلكتروني. إنها جوانب مهمة للغاية للطلاب وللهيئة التعليمية، ولازمة لكل مستخدمي شبكة الإنترنت، وتتوافق وتتماشى مع تطور العصر، وسباق المعلومات والثورة الرقمية». وتكمل عزمي:» العالم اليوم في حاجة إلى مزيد من التوعية ، والأسر وأولياء الأمور على وجه الخصوص، في حاجة ماسة إلى معرفة كيفية الاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت، وكيفية اتخاذ التدابير الأمنية الصحيحة، فمعظم أولياء الأمور والأمهات لا يدركون أسرار، أو كيفية استخدام أبنائهم لشبكة الإنترنت، فضلاً عن عدم معرفتهم بالتدابير الوقائية الأساسية لحماية أبنائهم من الهجمات الإلكترونية الخبيثة». أولياء الأمور متحمسون أظهر استطلاع للرأي قامت به شركة «ياهو مكتوب» للأبحاث عبر منطقة الشرق الأوسط، نشر حديثاً، أن أكثر من 68% من أولياء الأمور لا يجدون أنفسهم مؤهلين بما فيه الكفاية لتوعية أبنائهم عن الاستخدام الآمن للإنترنت. وأن أبناءهم قد يستفيدون أكثر من خلال مناقشة سبل استخدام الإنترنت بأمان في المدارس أو مع أقرانهم. كما أظهر الاستطلاع أن 43% من أولياء الأمور الذين شملهم المسح يعتقدون بأن أبناءهم سيستفيدون من أصدقائهم في حين رجّح 42% منهم أن المدارس هي البيئة المناسبة لتعليم الأبناء سبل الاستخدام الأكثر أمانا للإنترنت. ولدى سؤالهم عن قدر الاهتمام الذي يجب أن توليه المدارس لهذا الشأن، اتفق 51% ممن شملهم الاستطلاع أنه من الضرورة أن تستمر مناقشة سبل الاستخدام الآمن للإنترنت على مدار العام الدراسي. وارتفعت هذه النسبة مع ارتفاع متوسط أعمار الأبناء إلى ما بين 14و17 عاما، إذ إن 66% من أولياء الأمور لمتوسط هذا العمر يعتقدون بضرورة تناول المدرسة للموضوع على نحو مستمر. وأشار الاستطلاع إلى أن أولياء الأمور يدركون أهمية توعية أبنائهم على الاستخدام الآمن للإنترنت، غير أن ضعف المعرفة أو نقص الأدوات في بعض الأحيان يحول دون قيامهم بدور أكثر فاعلية في هذا المجال، وأهمية تشجيع مشاركة الأسر والتربويين على توعية الأبناء عن الاستخدام الآمن للإنترنت، بالإضافة إلى توعية وتسلية وتحفيز الأطفال على الارتقاء بمستوى الوعي والثقافة الرقمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©