الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطلحات عقائدية في الخطابات السياسية الغربية

مصطلحات عقائدية في الخطابات السياسية الغربية
21 أكتوبر 2009 21:19
كشفت دراسة علمية أنجزتها الدكتورة منى عبدالله بلفقيه عضو هيئة التدريس في قسم اللغويات بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات حول تحليل الخطابات السياسية خلال حرب العراق 2003 عن اعتماد الزعماء الرئيسيين في هذه الحرب على استخدام الأبعاد الدينية والعقائدية والقومية في خطاباتهم السياسية سواءً الموجهة للرأي العام في الشرق أو الغرب، وفي مقدمة المصطلحات التي تم استخدامها في هذه الخطابات رصدت الدراسة مصطلحات مثل: الجنة، والنار، وأهل الخير، وأهل الشر، والظلاميين، وكذلك التقدميين، بالإضافة إلى مصطلحات جديدة مثل المحافظين الجدد، وغيرها من المفردات التي تم استخدامها على نطاق واسع وفقاً لهذه الرسالة من جانب الأطراف المتصارعة خلال هذه الحرب. وأكدت د. بلفقيه على أن رسالتها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة لندن بالمملكة المتحدة تركزت على التحليل النقدي لسياق الخطابات السياسية إبان حرب العراق 2003، ودراسة مفرداتها من الناحية اللغوية من خلال توظيف أسلوب تحليل المضمون لخطابات الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأسامة بن لادن، وأوضحت أن الدراسة شملت جميع الخطابات العامة الصادرة عن هؤلاء حيث يعبر كل من بوش وبلير عن التوجه الغربي والعالمي للأزمة في حين قدم صدام حسين وقتها رؤيته لمجابهة هذا الصراع، ودخل على الطرف الآخر أسامة بن لادن في محاولة لكسب شريحة من الرأي العام العربي والعالمي في هذه المعركة. ودلّت الدراسة على وجود اختلافات كبيرة بين آليات صياغة الخطاب السياسي من جانب بوش وبلير مقارنة بخطابات صدام حسين وأسامة بن لادن، حيث عمد بوش إلى التركيز على مصطلحات دقيقة بمفهومها الديني والعقائدي والسياسي، وتم توظيف مصطلحات شفافة في خطاباته السياسية مثل الديمقراطية والحرية، وكفالة حقوق الإنسان، وحقوق الأقليات والمرأة، والتركيز على المستقبل باعتباره هدفاً لهذه الحرب التي استهدفت تغيير النظام العراقي. وأوضحت الدراسة أن خطابات توني بلير كانت أكثر عمومية من خطابات بوش، حيث التزم توني بلير بمصطلحات حزبية كثيرة وحاول أن يجد لنفسه لوناً مميزاً في الخطاب السياسي بعيداً عن خطابات بوش، حيث وصمه الإعلام البريطاني والغربي في بعض الأحيان بالتبعية لبوش، وبالتالي حاول رئيس الوزراء البريطاني السابق استخدام مفردات لغوية تختلف عن تلك التي وظفها بوش في خطاباته. وأكدت الباحثة على أهمية هذه الدراسة التي تعتبر “جديدة” خاصة وأنها تتناول شأناً عربياً حديثاً بعيون باحثة عربية أيضاً، في حين كانت الدراسات السابقة تتم من خلال باحثين غير عرب، وقد ترتب على كثير من تلك الدراسات إجحاف كبير للموروث الثقافي العربي والديني، وتم إساءة توظيف هذا الموروث في الترجمات الخاصة بخطابات سابقة مثل حرب 1956 أو ما يعرف بالعدوان الثلاثي على مصر، وأيضاً حرب أكتوبر 1973م، وغيرهما من الأزمات السياسية العربية ذات البعد الدولي أو الغربي. تاجها صانع القرار السياسي لاتخاذ القرارات استراتيجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©