الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كومانشي.. فراشة في سماء الجمباز

كومانشي.. فراشة في سماء الجمباز
25 يوليو 2016 21:01
نيقوسيا (أ ف ب) لعل أسعد لحظات ألعاب دورة مونتريال عام 1976 كانت منافسات الجمباز التي حملت «روائع» السوفييتية نيللي كيم في الحركات الأرضية، والإثارة المتناهية مع الرومانية الصغيرة ناديا كومانشي التي قلبت المقاييس كلها، وباتت أول من تحصل على العلامة الكاملة (10 على 10) على أكثر من جهاز. .. كانت كومانشي الاستثناء الذي «استحق» هذه الدرجة 7 مرات متتالية، وأنهت المسابقة بحصولها على ثلاث ذهبيات (الفردي العام والعارضة والعارضتان غير المتوازيتين) وفضية (الفرق) وبرونزية (الحركات الأرضية)، ممهدة الطريق أمام جيل جديد من «الجمبازيات» الرومانيات تحديداً، ومحلقة بشهرتها بسرعة قياسية. الطريف أن لوحات النتائج لم تكن مجهزة ليظهر عليها الرقم 10، ما اضطر المنظمين إلى الإشارة إلى اعتماد 1,00 على أنه 10. وكل من أحب الجمباز أراد تقليد كومانشي والتمثل بها، تلك الصغيرة الناعمة التي تخطت بشهرتها وخطفها الأضواء من السوفييتية أولجا كوربوت نجمة ألعاب ميونيخ 1972. كانت كومانشي (1?56 م، و41 كجم) تطير فرحاً في كل مرة تمنح علامة كاملة، ثم تسرع لتجاور زميلاتها وتتابع العروض. ولما سئلت عن معنى حصولها على العلامة الكاملة وماذا تحضر للمستقبل؟ أجابت بعفوية: انتصارات أخرى وألقاب أخرى وميداليات أخرى. وأضافت: «عليّ أن أتطور أكثر، حصلت على العلامة الكاملة في الحركات الإجبارية. وخلال مسيرتي بلغتها 19 مرة، وبالتالي لم احقق شيئاً جديداً مميزاً». اللافت أن نجم كومانشي الساطع شع في مجرة السوفييتيات الكبيرات: كيم وكوربوت ولودميلا تورتيشيفا وماريا فيلاتوفا، اللواتي شكلن أفضل فريق في العالم. قبل عامين من الألعاب لم ينتبه أحد إلى اسم كومانشي، فظهورها العالمي الأول كان خلال بطولة العالم في مدينة فارنا البلغارية عام 1974، حيث لاحظ خبراء اللعبة هذه الرومانية الصغيرة وتوقعوا أن تبهر العالم بعد فترة وجيزة. لم تكن كومانتشي حينها قد بلغت الرابعة عشرة (مواليد 12 نوفمبر 1961)، وبالتالي لا يحق لها حسب قوانين الاتحاد الدولي للجمباز المنافسة عالمياً. وبعد شهر حصدت لقب دورة دولية في لندن. وفي مايو 1975، تخطت السوفييتية كيم والألمانية الشرقية أنيلور زنكه خلال بطولة أوروبا التي أجريت في مدينة سكين النرويجية. وفي أولمبياد موسكو عام 1980 ظهرت ناديا مختلفة، فالفتاة الصغيرة تحولت إلى شابة يبلغ طولها 1?60 م ووزنها 50 كجم. وكان واضحاً أنها فقدت الكثير من ديناميتها واكتفت بلقبي الحركات الأرضية والعارضة واحتلت المرتبة الثانية في المسابقة العامة، وهذه طبعا ليست نتيجة سيئة. بدأت كومانشي مزاولة الجمباز في سن السادسة واختيرت لمنتخب بلادها وهي في الثانية عشرة. وفي سن الحادية عشرة كانت تتدرب 4 ساعات يومياً في معهد جورجيو - ديج (400 كلم من بوخارست)، أول مركز تدريب في رومانيا. فقد تولاها منذ سن السادسة التقني بيلا كاروليي المشهور بانضباطه الصارم وقسوته الأسطورية، وذلك بعدما أخضعت لمختلف الفحوص المخبرية وصور الأشعة للوقوف على صحة أعضائها وسلامة نموها. وبجانب التدريب المكثف، اعتمدت كومانشي حمية غذائية ترتكز على البروتينات والحليب والأجبان والفواكه وتحظر السكر والخبز.ومع كومانشي أصبحت حركات الجمباز «فقرات راقصة» تسمو بالأحاسيس فتنتشي النفوس، وجعلت العروض شبيهة بالتزحلق الفني على الجليد، فبلغت أبعاداً غير مألوفة أكسبتها شعبية كبيرة. وفي عام 1981 فر كاروليي وزوجته مارتا إلى الولايات المتحدة خلال جولة عروض لنجوم المنتخب الروماني وبينهم كومانشي، وساهم في انتصارات فريقها للجمباز في دورة لوس أنجليس 1984 وأبرز وجوهه ماري لو ريتون.وحذت كومانشي حذو مدربها عام 1989 بعد رحلة مموهة عبر المجر والنمسا. وكان السبب الرئيس وراء ذلك الاهتمام الزائد الذي أبداه بها نيكو ابن الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو، الذي وصل إلى حد فرض رقابة عليها من الشرطة المحلية «سيكوريتات»، إضافة إلى المراقبة اللصيقة خشية فرارها. لكنها لم تنسَ وطنها الأم، فما إن سقط النظام بسقوط تشاوسيسكو قدمت مساعدة مالية للاتحاد الروماني للجمباز وقامت بنشاطات خيرية واجتماعية عدة.واختيرت كومانشي رياضية القرن الـ20 في الجمباز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©