الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشاهد يريد معرفة الحقيقة!

10 ابريل 2011 18:00
إذا كان الفنان القدير محمد صبحي، قد تفوق على نفسه في تقديم أعمال فنية هادفة وجادة، وتكشف المستور بأسلوب يعتمد على جلد الذات في قوالب كوميدية ساخرة، فإن مسلسله الأخير «ونيس وأيام»، في جزئه السابع، والذي انتهى تصويره ومونتاجه في شهر يوليو الماضي، وفقاً للتنويه الذي يظهر على الشاشة في بداية تتر العمل، ويعرض هذه الأيام على «نايل كوميدي»، قد فشل في اللحاق بقطار دراما رمضان الفائت نتيجة تجاهل مسؤولي التلفزيون المصري للعمل لأسباب غير معلومة أدت إلى استبعاده من خريطة دراما رمضان. وإذا كان قد تأجل عرضه في بداية العام بسبب ثورة 25 يناير، فإنه ظهر في ثوب جريء لم نألفه في الدراما المصرية، حتى أن جرأته فرضت على المشاهدين والنقاد أن يطلقوا عليه «مسلسل الثورة»، خاصة وأنه يتعرض بأسلوب نقدي لاذع لأوضاع خاطئة في الشارع المصري، ويناقش أوجاع المجتمع بكل شفافية، بل ويضع مسؤولين في الحكومة في قفص الاتهام، نتيجة لتقصيرهم في معالجة أمور البسطاء الكادحين، الأمر الذي أثار إعجاب المشاهد، ودفعه لمتابعة «ونيس وأيامه» يومياً، ليستمتع بأداء نخبة متميزة من الممثلين، اختارهم صبحي بعناية، في محاولة لاكتمال عناصر العمل الذي قام بتأليفه مهدي يوسف بصورة رائعة، وبحبكة متزنة وبحوار وسيناريو منطقي، في حين تولى صبحي عملية الإخراج منفرداً، وإن كان البعض انتقده، خاصة وأن بعض كوادر الكاميرا في لقطات معينة لم تكن موفقة، كما أن صبحي اهتم بشخصه أكثر من اللازم، وحرص على تواجده في كل المشاهد التمثيلية تقريباً، فضلاً عن لقطات «الزووم» التي طاردته طوال أحداث العمل. والذي يؤخذ على محمد صبحي كفنان قدير وكبير أنه لم ينوه من خلال التتر، كما يقال، إلى الإضافات التي شهدها العمل بعد ثورة 25 يناير، وتغاضى عن الاعتراف بأن هناك مشاهد قد تم حذفها من قبل الرقابة في عصر النظام السابق، وكأنه أراد أن يوهم المشاهد أن هذه الجرأة المفرطة والنقد اللاذع لأمور سياسية واجتماعية حساسة، كانت من ضمن أحداث العمل، متناسياً أن مقص الرقيب - قبل الثورة - كان حاضراً، وحامياً لبتر أي نقد يطول هذا المسؤول أو ذاك. وهذا التغاضي يعد - في رأيي - خداعاً للمشاهد الذي يثق في مصداقية صبحي كفنان يسعى دوماً إلى احترام عقلية المشاهد، بعيداً عن التغييرات التي طرأت على بعض الحلقات، وخضعت لعمليات قص ولصق بما يتماشى مع أحداث مصر الأخيرة، وكأنه يود أن يظهر كالفارس المغوار الذي استطاع أن يشق صفوف الرقابة، ويحطم مقص الرقيب، ويسهم في إشعال ثورة الشباب. فكان يجب على صبحي أن ينوه إلى حقيقة عرض العمل بدون حذف للمشاهد التي بترها مقص الرقيب السابق، والتي حصلت على البراءة مع سقوط النظام، بدلاً من ارتدائه عباءة «الثورجي» الذي ساهم في إثارة الشباب المصري ورفع درجات الغضب الشعبي، ليحقق مكاسب غير مستحقة في رأي البعض، حتى يقف المشاهد على الحقيقة كاملة، خاصة وأن صبحي فنان محترم له قيمه ومبادئه، وإن كان قد أخفق في اختياره لسماح أنور لتشاركه البطولة، وأخطأ في دفاعه عنها بعد موقفها المناهض لشباب الثورة. soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©