الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ووماد» يرتحل من كورنيش أبوظبي نحو ذاكرة المتابعين على أمل لقاء رابع

10 ابريل 2011 17:59
في ليلته الأخيرة ازداد ووماد أبوظبي تألقاً، وازدانت فعالياته بما يليق بجمهور يأنس إلى الروعة المباغتة، حرصاً منه على أن تبقى ذكراه حية في أذهان متابعيه لأطول فترة ممكنة، أقفل ووماد أبواب فقراته اليومية ليشرع نوافذ الذكرى، ولتتحول اللحظات الممتعة التي وفرها لزواره طيلة أيام ثلاثة، إلى جزء مكون للمحصلة المشهدية، وتركيب متمم لحكايا القادم من الأيام، لم يعد هناك من جداول يومية تحدد مواعيد الفعاليات والأنشطة، لكن الأكيد أن ثمة الكثير مما يستحق أن يُروى ويستعاد استنفاداً للمتعة إلى أقصى المتاح. اختتمت أمس الأول فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان “ووماد أبوظبي” الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على مدى 3 أيام بنجاح، حيث شهد حفلاته الفنية ما يزيد على 53 ألف شخص، منهم 44 ألفاً في أبوظبي، و9 آلاف شخص في قلعة الجاهلي بمدينة العين، الذين أتوا لمشاهدة عروض فنانين من باكستان ومصر وأوروبا والعراق والجزائر والإمارات. عكس التعاون بين فرقة “طرب الإمارات” وعازف العود العراقي الهنغاري عمر بشير مدى جمالية مهرجان “ووماد” عندما قدما مزيجاً من الفنون المحلية والدولية. وشهد المهرجان تعاوناً ناجحاً آخر جمع المغنية الفرنسية المغربية الأصل زهرة هندي وفرقة “الطنبورة” المصرية، وتناغم الصوت العاطفي للمغنية زهرة مع أصوات فرقة “الطنبورة” ليعكس تجربة موسيقية ممتعة. وينتقل الجمهور بعدها إلى الموسيقى الصوفية التي قدمها الباكستاني صائين زاهور، وانتقل الجمهور إلى عالم آخر من عوالم الموسيقى مع فرقة “الزفاف والجنائز”، التي تتميز بإيقاع موسيقي غجري راقص، بالإضافة إلى فرقة “سبيد كارافان”، وجمعت الفقرات الختامية بين الموسيقى وروح المرح والفكاهة على المسرح. وأظهر كل من المغني ماليان وكايرا آلبي مهاراتهما المميزة في مجال الطهي خلال الفقرة النهائية من المهرجان “تذوق العالم”. واختتمت الليلة الأخيرة من ورش العمل بمشاركة الراقص الجامايكي ريبتون ليندسي وفرقة “دبي درامز” وفرقة “أوريليو” من هندوراس، التي قدمت للجمهور ألبومها الموسيقي “جاريفونا سول”، كما تم تقديم العرض النهائي لفيلم الرسوم المتحركة القصير “أبوظبي دوب”، الذي تم إنجازه من خلال التعاون بين الطلاب والفنانين ومخرجي الأفلام والموسيقيين والمصورين. وشهد اليوم الختامي للمهرجان نشاطاً كبيراً من قبل الأطفال خلال ورش العمل المخصصة لهم والتي تميزت مرة أخرى بحضور الفنانين الإنجليز “دوت تو دوت” و”تيكنج شيب” و”ديفيد كوكس” و”مالاركي”، واشتملت الليلة الختامية أيضاً على جلسات التزيين بالحناء بالإضافة إلى عرض اللوحة الجدارية “آرت أوف ذا نديبيل”. وقال عبد الله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث “شهدنا في الفعاليات تنوعاً موسيقياً ليس فقط في جنسيات العازفين والفنانين بل في أدائهم متعدد الأذواق بهدف تعريف الجمهور بالفنانين العالميين ومنحهم فرصاً للتعلم المشترك والتبادل الثقافي، وتشجيعهم على الإبداع وإدراكهم لمدى ثراء وتنوع الثقافات العربية والغربية، إلى جانب إبراز الثقافة الإماراتية بشكل كبير من خلال إطلاق فرقة طرب الإمارات”. وأضاف “المهرجان يؤكد العالمية التي وصل إليها في دورتيه السابقتين ناجحاً في الجمع بين مختلف الثقافات العالمية في مجال الفنون والموسيقى والرقص، إلى جانب الصفوف المدرسية التي تواصل فيها الطلاب والأطفال من مختلف الفئات العمرية مع الفنانين متبادلين فيها الثقافة والفن، في محاولة للبحث عن سبل جديدة لدفع الجيل الشاب إلى المشاركة في تشكيلة مدهشة من الاستعراضات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون البصرية من شتى أنحاء العالم”. من جانبه، قال كريس سميث، مدير “ووماد” “شكل المهرجان وعلى مدى ثلاثة أيام حدثاً لا ينسى من العروض الموسيقية والفنية لبعض من أبرز الفنانين من مختلف أنحاء العالم. ونحن ممتنون لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لاستضافتها لهذا المهرجان وكذلك لجمهور الإمارات الذي قدم دعمه الكامل لهذا الحدث في أبوظبي والعين. ومع النجاح الكبير الذي حققناه هذا العام، فإننا نتطلع بكل تأكيد إلى إقامة الدورة المقبلة من مهرجان “ووماد أبوظبي” خلال العام المقبل”. «ووماد» بين العادي والاستثنائي كمارد بهجة انبثق فجأة من قمقم الإنجاز، انتصب مهرجان ووماد فوق كورنيش أبوظبي يدعو الناس إلى موعد مع الفرح البهي، الأضواء العملاقة المنبعثة من فوهات النور كانت إشارة إلى ميلاد منتظر: هنا يمكن للتعب أن يحط رحاله لتكون انطلاقة الرحلة نحو الدهشة المتقنة، هنا يسع للعيون أن تحدق ملياً في ملامح الحياة تستنطقها عن أحلام مخبأة، وعن لحظات مسروقة من الشقاء الآدمي، وهنا أيضاً يكون على اللغة أن تتحلل من مدلولاتها لتكون واحدة موحدة: لغة لرؤوس تهتز طرباً، وقلوب تنتفض عشقاً، وعيون تبرق بأمنيات لا تزال مشتعلة برغم الجدب الذي يعتري العادي من الأيام. طيلة أيام ثلاثة كانت أبوظبي مسرحاً للروعة، ليال تلمع صاخبة تحت وهج الصخب الضوئي الجميل، الجميع يتحولون أطفالاً في حضرة الفرح، البسمة تلقي بسلطانها الآسر فوق مساحة الوجوه، الأقدام تتحرر من قيودها المدنية وتنساب حافية فوق رمال مضيافة، والبحر يدعو مياهه للرقاد احتفاء برونق المناسبة: “ان همساً أيتها الأمواج فالناس يصغون لصوت العشق القديم”! الكل في حضرة “ووماد” يصيرون باحثين عن أسرار يهمس بها صوت غامض قادم من بعيد، عن طيف حبيب بعد به الزمن، عن حكاية مؤثرة لم تمنحها الحياة فرصة البوح بألغازها الكثيرة، وعن أغنية معبرة هجرت الذاكرة بغتة فأحدثت ثقباً في مسار البوح، الكل هنا يبدو باحثاً عن شيء ما، لكن الكل لا يريد العثور على ذلك الشيء، كما لو أن الفقدان الممتع يصير فجأة مطلب الجميع. في حضرة “ووماد” يصير الكل متشابهين، لا يبقي للون والجنس والعرق والهوية من دلالة، الكل يصبحون “ووماديين” بأصالة اللحن والأغنية والنغم المنبعث من كل حدب وصوب، تتكامل الألحان على تباين مصادرها، تتواصل اللهجات وتتقاطع آهات الإعجاب: للفرح الاستثنائي صيغة واحدة، ولتذهب إلى جحيم العادي سائر المفردات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©