الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ياقوت الحموي.. أشهر الجغرافيين وصاحب «معجم البلدان»

ياقوت الحموي.. أشهر الجغرافيين وصاحب «معجم البلدان»
9 يونيو 2017 20:35
أحمد مراد (القاهرة) أحد أشهر الجغرافيين في تاريخ الحضارة الإسلامية، وفي الوقت نفسه كان أديباً وشاعراً وخطاطاً ولغوياً بارعاً. هو شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي البغدادي الرومي، ولد عام «574هـ -1178م» في بلاد الروم، ومن هنا جاءت تسميته بالرومي، وقع في الأسر، وتم بيعه بسوق العبيد في بغداد، واشتراه تاجر يعرف بعسكر الحموي، والذي أدخله مدرسة حتى يتعلم فيها الكتابة، لينتفع به في تجارته، وقد حرص ياقوت على التعلم، فحفظ القرآن، وتعلم القراءة والكتابة والحساب، وقرأ بعض كتب النحو واللغة، وكان سيده يعتمد عليه في متاجره، بسبب أمانته واستقامته، وقد أعتقه سيده عام «596هـ - 1199م»، وبعد فترة دب بينهما خلاف، فترك ياقوت العمل عنده واحترف مهنة استنساخ الكتب وبيعها ببغداد، حيث افتتح دكاناً متواضعاً بحي الكرخ لمن يقصده من طلاب العلم، وكان في الليل يتفرغ للقراءة، وأدرك أهمية التمكن من اللغة والأدب والتاريخ والشعر، فنظم لنفسه أوقاتاً لدراسة اللغة على يد ابن يعيش النحوي، والأدب على يد الأديب اللغوي العكبري، وقد أُتيحت له فرصة الاتصال بعدد من مشاهير الأدباء والرواة. عاد الوئام بينه وبين سيده القديم، فاستأنف أسفاره التجارية، وكان أثناء رحلاته يدون ملاحظاته الخاصة عن الأماكن، والبلدان، والمساجد، والقصور، والآثار القديمة، والحديثة، والحكايات، والأساطير، والغرائب، والطرائف، وعند عودته من إحدى الرحلات وجد سيده قد مات بعد أن أوصى له ببعض ثروته، فعاد لتجارة الكتب فترة من الزمن. وفي عام «610هـ - 1213م» قرر العودة إلى رحلاته بشكل متوسع، فاتجه إلى آسيا الصغرى وخراسان، منطلقًا من تبريز والموصل، قاصداً بلاد الشام ومصر، وبعد ثلاثة أعوام اتجه إلى دمشق، ثم غادرها إلى حلب فأربيل فأورمية فتبريز، ومنها قصد إيران الشرقية، وأمضى في نيسابور نحو العامين، ثم غادرها إلى هرات وسرخس إلى أن بلغ مرو، وقد أمضى فيها ثلاثة أعوام باحثا في مكتباتها الشهيرة، وكان يطالع أكثر من مئتي كتاب في وقت واحد، وبعد ذلك زار خوارزم، وقدم وصفاً رائعاً للمدينة ونهرها جيحون. وفي عام «616هـ - 1219م» علم باجتياح التتار بخاري وسمرقند، فرحل إلى الموصل، ودخلها فقيراً معدماً، وكتب إلى الوزير ابن القفطي في حلب يرجوه العون، فأمده بما يعينه، واستدعاه إلى حلب، وفي عام «624هـ - 1227» توجه مرة أخرى إلى فلسطين ومصر، ثم عاد إلى حلب. ويعد كتاب «معجم البلدان» من أبرز إنجازات ياقوت الحموي العلمية، وقد بدأ في تحرير هذا الكتاب عام 612هـ وأتمه عام 621هـ، ويعتبر موسوعة جغرافية كبيرة، جمع فيه كل ما يتعلق بما يؤرخ له، من التاريخ والأخبار ووصف الأقاليم، ويذكر عظماء البلدة وشعراءها ورجال الدين فيها، كما ذكر سنوات ولادتهم ووفاتهم. وجمع في الكتاب بين اللغة والتاريخ والجغرافيا، ففي كل فقرة مخصصة لاسم مكان يقوم ياقوت أولاً بتثبيت شكل كتابته ولفظه، واشتقاق الكلمة، وأشكال النسبة التي قد تشتق منها، ثم يتوصل إلى تفاصيل موضع المكان كدرجة عرضه، وطوله، ويذكر عند الكلام عن منطقة واسعة، خصائص طبيعتها، ومواردها الطبيعية، وعمرانها بالناس، وموجزاً لأهم الأحداث التي شهدها هذا المكان. ويعد هذا المعجم من أعظم المراجع التي يمكن الاعتماد عليها، وقد وصفه المستشرق كارا دو فو بأنه من المؤلفات التي يحق للإسلام أن يفخر بها، وقد ترجم الكتاب إلى عدة لغات وتم طبعه عدة مرات، وكان أول من نشره المستشرق الألماني فستنفلد، في ستة أجزاء، ثم طبع في القاهرة في عشرة أجزاء سنة «1323هـ - 1906م». كما ألف ياقوت الحموي عدة مؤلفات أخرى مثل معجم الأدباء، والمقتضب في النسب، وأنساب العرب، وأخبار المتنبي، ومعجم الشعراء، والمبدأ والمآل، وكتاب الدول. وتوفي ياقوت الحموي في حلب في رمضان عام «626 هـ - 1229م».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©