السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمادي يرصد أهم سمات المجتمع الإماراتي الحضارية عبر الحقب التاريخية البعيدة

الحمادي يرصد أهم سمات المجتمع الإماراتي الحضارية عبر الحقب التاريخية البعيدة
10 ابريل 2011 17:53
بداية الشهر الحالي شهدت مدينة العين مؤتمراً عالمياً، قامت بتنظيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. عن الكشوفات الأثرية في الإمارات وأهميتها، وما تعكسه هذه الأهمية على السياق الحضاري والمجتمعي للشعب الإماراتي، وفي هذا الإطار التقت «الاتحاد» الباحث الإماراتي الدكتور محمد عبدالله الحمادي الذي قدم ورقة عمل مهمة في هذا المؤتمر. بعد أن ذهب في رحلة طويلة إلى أعماق التاريخ، وخاصة تاريخ المنطقة العربية، استمرت سنوات طوال عاد الحمادي منها محملاً بدرجة الدكتوراه في تاريخ وحضارة منطقة الجزيرة العربية، توصل خلالها إلى كثير من المعارف والاكتشافات عن تاريخ شعب الإمارات وغيره من سكان هذه المنطقة الحيوية من العالم. الاهتمام بالتاريخ وعن دوافعه للاهتمام بدراسة تاريخ المنطقة قال الحمادي إنه اثناء دراسته الجامعية تطرق إلى مداخل تاريخية لكثير من مناطق العالم، غير أنه اكتشف أن مناطق الجزيرة العربية تحتوي على مناطق تاريخية ومراكز حضارية تحفز الدارس على الخوض فيها وكشف المزيد عنها، خاصة في مجال نظم الحكم التي كانت سائدة فيها منذ أقدم العصور، حيث وجد أن هناك سمات خاصة ميزت الجزيرة العربية شمالها وجنوبها ووسطها. مثلاً في منطقة الشمال انتشرت فيها نظم حكم تشابه إلى حد كبير نظام الحكم في دولة الإمارات، فكانت القبائل تتحد مع بعضها لحماية بعضها، ويتم اختيار أحد زعماء القبائل رئيساً لهذه الامارة، وكان اختياره يتم بالانتخاب من بين شيوخ القبائل المتحدة، واستمر هذا النظام مئات السنين وحتى القرن الثالث قبل الميلاد، ولاحقاً ظهرت نظم حكم ملكية في تلك المنطقة وتم إسناد الحكم في بعض منها إلى نساء مثل الملكة شمس أما منطقة وسط الجزيرة والتي اشتملت على مدن ثلاث رئيسية «يثرب - الطائف- مكة» كان نظام قبلياً صرفاً وكان الولاء والعصبية في المقام الأول للقبيلة وشيخها، وللمفارقة كان رئيس القبيلة في تلك العصور القديمة وحتى القرن الثالث قبل الميلاد يتم اختياره من بين أفراد القبيلة، وكان الاختيار يقوم على أساس القوة المادية والجسدية وكثرة الأولاد، إلى جانب ما يتمتع به من حكمة وبصيرة وقدرة على تسييس الأمور وغيرها من الصفات التي تلزم للقيادة بمقاييس ذلك الزمن. أما الجنوب فكان نظام الحكم ملكياً بحتاً، حيث وجدت هناك ممالك سبأ ومعين، وكان يساعد الملك في الحكم مجلسان من الحكماء والأعيان «الملأ» مثل تلك التي جاءت في سورة «سبأ» في القران الكريم، وكان الملك يخضع لقرارات المجلس وينفذها. أزمنة متتابعة هنا يؤكد الحمادي على أن هذه العوامل جميعاً ولدت فيه حب تاريخ المنطقة ومن خلال دراسة ذلك التاريخ تعرف إلى الكثير أيضا عن تاريخ الإمارات القديم، ومن أبرز سمات المجتمع الإماراتي في تلك العصور البعيدة وفقاً للتتابع الزمني لأهم الحقب التاريخية والأثرية ? العصر الحجري القديم: من (6000-3500ق.م) يقدم هذا العصر اول دليل عثر عليه حتى تاريخه على وجود مستوطنة سكانية في الإمارات. وقد تألفت المجموعة السكانية من جماعات بدوية عاشت على الصيد وتجميع النباتات وجماعات استقرت على السواحل وفي الجزر. وكانت التجارة البحرية قد بدأت، وهناك دلائل على قيام روابط مع حضارة «عبيد» في بلاد الرافدين، واشتملت التنقيبات المستخدمة على أدوات صوانية دقيقة الصنع من النوع» المشطور الوجهين» الشايع لدى العرب. اهم المواقع فيه: جبل بحيص(مدفن جماعي)، مروح، دلما، ام القيوين. ? العصر البرونزي - «حقبة جبل حفيت» (3200-2500 ق.م) بداية العصر البرونزي على صعيد محلي، وسميت بحقبة جبل حفيت نسبة للمدافن التي عثر عليها في جبل حفيت بالقرب من العين وهي مدافن جماعية صغيرة شبيهة بخلايا النحل يتزامن تاريخها مع ازدهار صناعة النحاس في المنطقة حيث تم تعدين النحاس الخام من جبال الحجر ربما لتصديره الى بلاد مابين النهرين، وشهدت هذه الحقبة إنشاء مستوطنة زراعية ضخمة في العين تقوم على زراعة الذرة والقمح. - «حقبة أم النار» (2500-2000 ق.م) سميت كذلك نسبة لوجود مرفأ وعدد من القبور الجماعية في جزيرة ام النار القريبة من ابوظبي، وتمثل هذه الحقبة ذروة حضارة العصر البرونزي، وشهدت قيام روابط متينة مع حضارة مابين النهرين وحضارة هرابا في وادي السند. وقد انتشرت حضارة ام النار التي اتسمت بالقبور الجماعية ضخمة الحجم والدائرية الشكل المصنوعة من الحجارة والتي استوعبت ما يفوق 200 مدفن في جميع انحاء البلاد وتوغلت الى عمان.واهم المواقع: ام النار(مستوطنة وقبور)، حدائق هيلي في العين(قبر دائري اعيد بناؤه)، تل ابرق، الشارقة،ام القيوين، شمل،البدية. - حقبة وادي سوق (2000-1300ق.م) اكتسبت هذه الحقبة تسميتها من احد المواقع الكائنة في وادي سوق بين مدينة العين وساحل عملن في صحار وانبثقت عن حقبة ام النار لكن مع شيوع نمط مغاير في التجارة الخارجية نتيجة التغييرات التي شهدتها حضارة بالد مابين النهرين ووادي السند كما يستدل من التنقيبات. وقد عثر في القبور المنقبة من تلك الحقبة على اجمل الجواهر المشغولة من الذهب والفضة التي عثر عليها في الامارات. اهم المواقع: القطارة، تل ابرق، كلباء،خت، بثنة، البدية، قدفة. ? العصر الحديدي (1300-300 ق.م) انبثق هذا العصر عن حقبة وادي سوق بيد انه لم يسجل ظهور للحديد الا قرابة عام 900-800 ق.م، وتميز هذا العصر بأول استخدام لنظام الأفلاج الذي أتاح استخراج المياه الجوفية ومواصلة الزراعة في مناخ بات أكثر جفافاً.كما شهد أول ظهور للكتابة في الإمارات. - الحقبة الهيلينية- البارثية (300ق.م-300م) تأثرت هذه الحقبة بالدول التي خلفت الاسكندر الكبير وشهدت قيام روابط تجارية مع منطقة البحر الابيض المتوسط شملت فيما شملته اليونان ثم روما في وقت لاحق. - فترة ما قبل الإسلام (300م-650م):أهم المواقع صير بني ياس وكوش. - الحقبة الممتدة من أوائل الى منتصف العصر الإسلامي(650م-1300م): انضمت الإمارات خلال هذه الحقبة الى العالم الإسلامي المترامي الاطراف، وتمكنت الجيوش الاسلامية التي أبحرت من رأس الخيمة من قهر الجيوش الساسانية في ايران واتجهت شطر افغانستان وآسيا الوسطى. دراسة مقارنة وفيما يتعلق بورقة العمل التي قدمها الحمادي في المؤتمر الدولي للآثار الذي عقد في العين بداية الشهر الجاري بين أنها كانت حول أنماط زخرفة الفخار في الإمارات وبلاد الرافدين إبان الألف الثالث (ق.م) «دراسة مقارنة»، وتناولت دراسة مقارنة لأنماط زخرفة الفخار في الإمارات وبلاد الرافدين إبان الألف الثالث (ق.م)، لافتاً إلى أن التنقيبات الأثرية التي جرت في الدولة خلال الخمسين عاما المنصرمة قد أسفرت عن اكتشاف كم هائل ومنوع من الفخار في المواقع والمستوطنات المختلفة الأنماط والأبراج والمقابر وغيرها. ومن الناحية الزمنية فهي تغطي المرحلة الممتدة ما بين الألف الخامس حتى الألف الأول (ق.م). وعن أهمية الكشوفات الأثرية في أي مجتمع يحددها الحادي يجملها في الغوص في أعماق التاريخ القديم والكشف عن الماضي من أجل معرفة الحاضر واستشراف المستقبل، بمعنى أنه حتى نعرف موضعنا الحالي لابد من معرفة الماضي وهذا يساعدنا في التخطيط للمستقبل المعتمد بالضرورة على معرفة الواقع الحالي. كشوفات مهمة أهم الكشوفات الأثرية في الإمارات تبعاً للحمادي: ? الكشوفات التي ظهرت في جزيرة أم النار والممثلة في المقابر الدائرية التي بدأ الكشف عنها عام 1961، كون هذه الكشوفات دللت على قيام مستوطنات بشرية في منطقة أم النار التي كانت ميناءً في العصور القديمة لتصدير النحاس القادم من منطقة جبل حفيت، وميناء صحاري في عمان إلى جزيرة البحرين وبلاد الرافدين. وهنا يشير الحمادي إلى أن اسم «أم النار» أطلق عليها لاكتشاف مصاهر للنحاس فيها بحيث يأخذ شكل قوالب قبل تصديره. ? مقابر الهيلي: حيث دللت على وجود مستوطنات بشرية داخلية «واحات» وكانو يعتمدون على الزراعة والرعي. ? مليحة: والكشوفات التي وجدت هناك تعود للعصر البرونزي، وهو ما يدل على وجود الإنسان الإماراتي في تلك البقعة منذ قرون سحيقة. ? معبد الدور في أم القيوين، وكان يوازي معابد دراز وباربار في البحرين، ومن الشكل العام له تظهر جميع الطقوس الدينية من قرابين ومذابح وأماكن مخصصة للمقبلين على التوبة وغيرها من مظاهر عبادة الانسان القديم. لمحة شخصية الاسم : محمد عبدالله الحمادي الجنسية : الإمارات العربية المتحدة تاريخ الميلاد: 1962 المؤهل العلمي : دكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى التخصص العام : التاريخ القديم التخصص الدقيق : الخليج العربي والجزيرة العربية المؤلفات : تطور نظم الحكم في الجزيرة العربية العمارة الدينية في الجزيرة العربية الأبحاث العلمية : الإمارات عبر العصور الأصل العرقي لسكان الإمارات العقائد الجنائزية في الخليج العربي دلمون المملكة أم الحضارة العلاقات الاقتصادية بين ماجان ووادي السند انماط زخرفة الفخار بين الإمارات وبلاد الرافدين دراسة مقارنة المقالات: مملكة الأنباط حضارة الأنباط مملكة سبا مدينة قرطاجة البعد الزمني والتاريخي للجزيرة العربية التشريع في الجزيرة العربية قبل الإسلام الأزياء والزينة لدى المرأة الإماراتية عضو جمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون الخليجي عضو جمعية التراث العمراني حاصل على جائزة الشيخ راشد بن سعيد للتفوق العلمي سنة 2006 شارك بعدة مؤتمرات وندوات، آخرها مؤتمر الآثار الدولي في العين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©