الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جداريات تجسد الثقافة العمرانية وأزياء نساء جنوب أفريقيا

جداريات تجسد الثقافة العمرانية وأزياء نساء جنوب أفريقيا
10 ابريل 2011 17:52
في الساعات الأخيرة، من اللحظات الختامية لمهرجان “ووماد”، لونت الرسامة الجنوب أفريقية أنجلينا نديماندي بفرشاتها آخر جدارياتها على شاطئ كورنيش أبوظبي. فقد قامت بتلوين مدخل المهرجان بألوان أفريقية تُصنف ضمن فن “نديبيلي” التراثي الذي يحاكي الألوان التي تستخدمها نساء بلدة نديبيلي بمحافظة أومالاكا في صباغة جدران بيوتهن وتزيين غرف منازلهن وبعض أزيائهن. رسمت نديماندي جداريات جسدت فيها منمنات بيوت الكوانديبلي الهندسية بألوانها البراقة التي كانت تبدو في القديم كلآلئ ثمينة على الجدران الطينية التي كانت تصبغ في الغالب بالأبيض والأزرق والأصفر، وأصبحت تُلون حالياً بعد تطور مواد البناء واستعمال الإسمنت بألوان مختلفة ومتعددة. وتقول نديماندي، التي أتت بصحبة ابنتها ماري لحضور “ووماد” أبوظبي، إنها ورثت هذا الفن من والدتها التي ورثته بدوره من جدتها، وإنها تعزم توريثه لابنتها. وهو فن تتوارثه النساء أماً عن جدة وتسخرنه للتعريف بثقافة بلدتها العمرانية في مختلف المهرجانات. فقد شاركت في مهرجانات فنية عديدة في الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا وأستراليا وبريطانيا وسنغافورة وهولندا وألمانيا قبل أن تشد الرحال للمرة الأولى إلى أبوظبي. لم تقف الابنة ماري موقف المتفرج في الأيام الثلاثة من المهرجان، بل شاركت أمها في رسم وتلوين كل الجداريات وأبدعت في عكس الألوان التقليدية ومحاكاة الديكورات المطرزة التي تستخدمها النساء في بيوتهن. قالت الفنانة نديماندي لـ”الاتحاد” إن هناك مدارس تشكيلية عديدة في جوهانسبورج وبريتوريا أدخلت فن “نديبيلي” إلى مناهجها، وأصبحت تدرسه للطلبة كفن تراثي قائم بذاته، وأن زخارف وتلاوين فن نديبيلي لم تعد مقتصرةً على البيوت القديمة، بل أصبحت تُستخدم حتى في البيوت الحديثة وفلل الأحياء الراقية. وتضيف “كان هذا الفن في السابق حكراً على النساء بحكم نمط العيش الذي كان سائداً، فالرجال كانوا يقضون النهار خارج البيت في العمل لكسب القوت اليومي، بينما كانت النساء تقضين النهار في القيام بالأعمال المنزلية، وكانت صباغة جدران البيت وتزيين جنباته من بين أعبائهن. أما الآن، فقد اتخذ بعض الرجال أيضاً من فن نديبيلي هواية فنية سخروا فيها مواهبهم في الرسم والتشكيل”. وتشير نديماندي إلى أنها سعدت بحضور هذا المهرجان، وأكثر ما أسعدها هو توجه عدد من الحاضرين، خاصةً الشباب والأطفال، بسؤالها عم ترسمه وتلونه؟، كانت تستفيض في الحديث معهم شرحاً لجدارياتها والمواد التي تستخدمها والرسائل التي تهدف بعثها من خلال هذا الفن، فهو لا يُقدم فقط الثقافة العمرانية لبلدة نائية في جنوب أفريقيا، بل ينقل تقاليد نسائها في أزيائهن المطرزة وملابسهن الأفريقية الفولكلورية بشكل فني مبسط.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©