الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت العائلة.. ملتقى الأحبة على مائدة المحبة

بيت العائلة.. ملتقى الأحبة على مائدة المحبة
10 يونيو 2017 04:46
أشرف جمعة (أبوظبي) شهر رمضان الكريم يتميز بدفئه الروحاني، حيث يغمر أفراد المجتمع بنفحات إيمانية عالية ودفقات من العبادة، التي تملأ القلب اطمئناناً وراحة ولا يحلو بغير لقاء العائلة، الذي يبعث البهجة في نفوس الأهل، ويجعل هذا اللقاء فرصة للجلوس على مائدة واحدة واسترجاع ذكريات أيام رمضانية سابقة، وفي الغالب تستثمر الكثير من العائلات فرصة قدوم شهر رمضان الكريم، لكي تلتقي في بيت واحد وسط أجواء مفعمة بالمودة وفرحة تناول طعام الإفطار، حين يلتف حول المائدة الكبار والصغار وكأنها لقطة قديمة من لقاء تكرر كثيراً في هذه المناسبة العزيزة على النفوس التي تعبر عن صلة الرحم وتجديد العلاقات الأسرية. ذكريات قديمة ويقول الدكتور حمزة دودين أستاذ القياس النفسي بجامعة الإمارات، يمثل التقاء العائلة في رمضان بهجة كبيرة لأفراد الأسرة كافة، خصوصاً أن هذا اللقاء يرطب النفوس ويسهم في تعزيز علاقة الجميع ببعضهم بعضاً وهو ما يجعلهم يستقبلون رمضان وسط أجواء سعيدة تعزز من الاستقرار النفسي وتحفز على تكرار هذه اللقاءات عبر الدعوات العائلية التي هدفها الرئيس أن تجتمع الأسرة بصغارها وكبارها وفي الغالب يكون اللقاء في بيت العائلة الكبيرة الذي يكون فرصة أيضاً لاستعادة ذكريات قديمة لا تمحى من القلب. خطوة للأمام ويذكر دودين أن الكثير من أفراد المجتمع يستقبلون شهر رمضان الفضيل وهم في حالة من الشغف، ما يجعل للإفطار الجماعي أهمية كبيرة، إذ إنه من خلال اللقاءات الودية والأحاديث الرطبة والألفة التي تغلف الجميع، يشعر كل فرد بأن يومه يمر بسهولة بين الأهل والأقارب، حيث ترتفع ذروة السعادة مع تناول الإفطار في وقت واحد وهو ما يساعد على إدراك أهمية إفطار الأسرة معاً ويخفف من حدة الصيام ويفتح مجالاً لتعزيز العلاقات الاجتماعية ويدفعها خطوات إلى الإمام. مدفع الإفطار ويبين الشاعر محمد البريكي أنه يحرص كل عام على حضور مراسم رمضان إن جاز له استخدام هذه التعبير في بيت العائلة الكبير، كون هذه المناسبة عظيمة ولها قيمة كبيرة في النفوس، ويشير إلى أنه منذ طلوع شمس اليوم الأول في الشهر الفضيل يذهب مع أسرته كاملة إلى بيت أمه وأبيه وهناك يلتقي العائلة والأقارب والوجوه التي لم يرها منذ فترة طويلة، ومن ثم تبادل الحديث الحلو الجذاب وهو ما يشيع السعادة في أرجاء المكان، ويجعل لليوم مذاقاً خاصاً، ويوضح أنه يستمتع بالجلوس على مائدة كبيرة تلتف حولها العائلة وفي أثناء انتظار انطلاق مدفع الإفطار لا يكف الحضور عن استعادة ذكريات تجعل من اللقاء له رونقه الخاص. فرح طفولي وتشير خولة آل علي إلى أنها اعتادت في رمضان الذهاب إلى بيت العائلة التي تربت فيه والذي لا تزال تحمل ذكريات طفولتها وشبابها والأيام التي قضتها بين جدرانه، مبينة أنها تذهب بفرحة غامرة وإحساس متجدد، وكأن هذا اللقاء السنوي، الذي ترى فيه جميع إخوتها هو الذي يرطب نفسها من جديد ويجعلها تقبل على الحياة بصورة أفضل موضحة أنها تأخذ أولادها وبناتها معها فيجتمع الكبار مع بعضهم بعضاً ويسأل كل واحد منهم عن الآخر في مودة، كذلك يذهب الأطفال إلى الفناء الفسيح فيلعبون ويمرحون حتى يجهدهم اللعب، وحين يقترب موعد الإفطار يجلسون إلى المائدة بفرح طفولي نادر، والكبار يتسع صدرهم للعبهم، الذي لا ينقطع وهو ما يجعل هذا اللقاء يمضي على بساط السعادة مجدداً الأمل في النفوس. بطاقة إيجابية ويذكر عبيد المنهالي أنه بعد وفاة والديه تجتمع الأسرة كلها حالياً في بيت شقيقه الأكبر في اليوم الأول من رمضان، مشيراً إلى أنهم يسترجعون ذكريات الماضي عندما كانت العائلة تفد إلى بيت العائلة الكبيرة، الذي كان يجمعهم من قبل تحت سقف واحد وأيام لا تنسى، ويرى أنه من المهم أن تلتقي العائلة كثيراً في أيام الشهر الكريم، خاصة اليوم الأول، حتى تمتلئ بطاقة إيجابية وتدخل الشهر الكريم، وهي في بر ورحمة وصلة رحم وكل هذه المعاني من نبع رمضان وما يبثه في النفوس من روحانيات بديعة تجعل المرء في حالة من الصفاء والمحبة حتى ليتمنى المرء أن تكون كل الأيام رمضان. مائدة المودة وتحرص لطيفة الهاجري دائماً على دعوة جميع إخوتها وأخواتها في اليوم الأول من رمضان لإحياء الطقوس القديةم إذ إن والدتها رحمها الله، كانت هي نقطة التقاء الأسرة في بيت العائلة، سواء في الأيام العادية أو رمضان، مشيرة إلى أنها أرادت أن تظل هذه العادة قائمة، وأن يشعر جميع أفراد الأسرة بأن الاحتفال برمضان من خلال التجمع في أول يوم مهم جداً في تجديد العلاقات الأسرية، خاصة أن الكبار يحسون بالفرحة والصغار كذلك، وتلفت إلى أنه من ميزات الشهر الفضيل أن حالة التراحم تزداد وترتفع وتيرة الزيارات الأسرية في أجواء روحانية بديعة، وترى أن أيام شهر رمضان المبارك كلها خير وأنها تمد المرء بطاقة إيمانية عجيبة وهو ما يجعل من التجمع العائلي في اليوم الأول أمراً مهماً إذ يحافظ جميع أفراد الأسرة على عمل الخير والاستزادة من الطاعات نظراً لأن الزيارات بين الأقارب نوع من القربى إلى الله، والبدء بها في أول أيام الشهر الكريم يكون بداية مبشرة للقيام بأعمال الخير والبر والتسامح لافتة إلى أنها تشعر بسعادة بالغة لاستقبال عائلتها على مائدة المودة. احتفال كبير وبين عامر الطنيجي أن أيام رمضان لها خصوصية، فالصيام والإفطار وسط تجمع الأسرة في بيت العائلة يبث الفرح في نفوس الكبار والصغار، مشيراً إلى أنه منذ سنوات طويلة لم يغير طقسه حيث يتواصل مع إخوته جميعاً قبل بدء الشهر الفضيل ليتجمعوا في بيت العائلة، خصوصاً أن الذي أرسى هذه العادة والده، مؤكداً أنه نظراً لأهمية هذا الإفطار والتجمع الرمضاني الذي هو بمثابة احتفال كبير بقدوم رمضان، يقيم الوالد مائدة كبيرة تسع للجميع على كثرتهم، وهو ما يجعل أيام رمضان في بيت العائلة حدثا استثنائيا يشيع أجواء البهجة في النفوس، موضحاً أنه يعمل على إظهار نوع من الولاء للبيت الذي نشأنا وكبرنا فيه، ولا يزال يحتفظ بالذكريات القديمة والصور المعلقة على الجدران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©