«مزرع» متنفس للعائلات ووجهة للترفيه خلال الربيع

يقصد أغلب أهالي رأس الخيمة وزوارها منطقة “مزرع” في أشهر الربيع، فهي أحد الأماكن الطبيعية التي تتميز بها الإمارة، وتوفر الهدوء والراحة والاستجمام بين أحضان الطبيعة الخلابة، البعيدة تماماً عن صخب المدينة. ونظراً إلى كثرة توجه العائلات إلى هذه المنطقة، حرصت الجهات المختصة على تسهيل عملية الانتقال إليها، من خلال تعبيد الطرق المناسبة وتوزيع اللوحات الإرشادية، إلى جانب القيام بتنظيم الحملات التوعوية التي تهدف إلى المحافظة على هذه المنطقة، وبالتحديد المسطحات الخضراء، حتى لا تتعرض إلى التخريب الناجم عن قيادة الدراجات النارية، باعتبارها منطقة تصلح لممارسة هواية القيادة والاستعراضات، على الرغم من التحذيرات المتكررة من الجهات المختصة من ممارسة هذه الهواية الخطرة. ويكثر وجود زوار هذه المنطقة الواقعة بالقرب من طريق الإمارات باتجاه الطويين خلف مستشفى الشيخ خليفة التخصصي، خلال أشهر الربيع، حيث تتميز الأجواء بالاعتدال ويعتبر الموسم الأفضل للاستمتاع بالمسطحات الخضراء. ويقول راشد الزعابي، الذي يحرص على قضاء اليوم بأكمله، مع عائلته، في ربوع هذه المنطقة التي تكتسي باللون الأخضر، إنه يفضل الخروج بعيداً عن صخب المدينة والتمتع بالطبيعة الساحرة، والتي يجد بها فرصة للتمتع من خلال إقامة الجلسات وطهي الطعام برفقة أفراد أسرته. ويضيف “تعتبر منطقة مزرع المتنفس الذي يستهوي أسرتي فترة الربيع، نظراً إلى اعتدال الجو، وتوافر طقس يساعد على الترفيه عن النفس والابتعاد عن الروتين والتخلص من ضغط العمل ومشاكله” . أما شيخة الشامسي فتجذبها الأجواء التي تتمتع بها “مزرع” هذه الأشهر، وتقول “الملاحظ تجمع الأعداد الكثيرة من السيارات والأسر في موسم الربيع بهذه المنطقة، إلى جانب الدراجات المستخدمة في اللهو لكونها منطقة تساعد على ممارسة هذه الهواية، وكذلك التفاف الأسر حول بعضها بعضاً، والتعاون المشترك في إشعال النيران لطهي الطعام والاستمتاع بمذاق الطبخ الذي يختلف إعداده في ظل هذه الطبيعة الساحرة”. وأضافت الشامسي أن الذهاب إلى هذه المنطقة يتطلب الإعداد التام من خلال تحضير وتجهيز المعدات كافة، التي يتم استخدامها لهذه الرحلة، والتي تستغرق يوماً كاملاً، لعدم مواجهة أي نقص في الماء والغذاء، أثناء التوجه إليها. ويقول فيصل محمد، من سكان أبوظبي، والذي اعتاد زيارة “مزرع” كلما سمحت الظروف، إنه وعند اصطحابه عائلته إلى هذه المنطقة ينتابهم الفرح، حيث يستمتع أطفاله باللعب فوق الرمال الذهبية، إلى جانب ركوب الدراجات. وكذلك شعور والدته وأخوته وزوجته بالمتعة بهذه الرحلة، وكثيراً ما يكرر رحلته كلما استطاع ذلك. ويضيف أن الفرح، الذي يرتسم على وجوه أسرته عند قصد هذه المنطقة الطبيعية، لا يشاهده عليهم أثناء التوجه إلى المراكز أو الملاهي الكبيرة، نظراً إلى ما تعكسه الطبيعة من صفاء للنفس، كما أنها تساهم في إضفاء أجواء اللهو والمرح على مرتاديها، إضافة إلى ابتكار الألعاب البدائية البسيطة البعيدة عن التعقيد.