«طرب الإمارات» تقدم معزوفات مستوحاة من الهوية الإماراتية الممتزجة بالتراث العربي

توجيه التحية إلى شعب الإمارات والعاصمة أبوظبي كانت خير استهلال لليلة أمس الأول مع فرقة “طرب الإمارات” التي قدمت تقاسيم موسيقية ومعزوفات مستوحاة من الهوية الإماراتية الممتزجة بالتراث العربي الأصيل، شاركهم فيها الفنان العراقي وعازف العود عمر بشير بمصاحبة فرقته الموسيقية. كانت البداية مع لحن أغنية “الله يا دار زايد”، حيث أبدع الفنانون الإماراتيون المشكلون لفرقة طرب الإمارات في العزف على أوتار قلوب المتابعين، لما أظهروه من قدرة فائقة على التنغيم بالآلات الموسيقية واستحضار مقدرات لحنية عالية، في مقدمتهم قائد الفرقة وعازف الساكس الإماراتي محمد مرشد الذي تصدر المسرح الجنوبي مبدعاً وصلات عزف على آلة الساكسفون بمصاحبة خلفية موسيقية هادئة هيأها له زملاؤه من أعضاء “طرب الإمارات”، إلى جانب فرقة “عازفو عمر بشير” الذين حلوا ضيوفاً على كورنيش أبوظبي في تلك الأمسية الموسيقية الفريدة. المقطوعة الثانية كانت عزفاً إماراتياً خالصاً لرائعة كوكب الشرق أم كلثوم “حيرت قلبي معاك” التي لحنها الموسيقار المصري الراحل رياض السنباطي، وأظهر فيها العازفون تملكهم الجميل لمفردات ومفاهيم الطرب الشرقي الأصيل، ما انعكس على الحضور انسجاماً وتحليقاً في فضاءات من السمو الشعوري لا يتم الارتقاء إليه سوى بهذا النوع من الأداء المتميز. ومن النغم الشرقي انتقل مؤدو طرب الإمارات إلى لون آخر من موسيقى الفرانكو أراب، ممثلاً في لحن أغنية “البنت شلبية” للفنانة فيروز، والذي جاء بمساهمة رقيقة من الفنان العراقي عمر بشير وفرقته، حيث قدموا موسيقى لاتينية لهذا اللحن العربي الشهير ليشاركوا “طرب الإمارات” هذا العرس الموسيقي العالمي ذي الصبغة الظبيانية، حيث تبارى عمر مع أصحابه في تقديم معزوفات موسيقية راقية باستخدام آلاتهم الوترية التي أضفت على الليلة الربيعية الممتعة زخماً موسيقياً رقيقاً. آلات موسيقية عزفت الفرقة مقطوعة مشتركة بين الفرقتين مهداة إلى روح الفنان والملحن العراقي الراحل منير بشير والد عمر بشير، وهي مقطوعة كلاسيكية استلزمت من الحضور هدوءاً وتركيزاً للاستمتاع بما حملته من روحانيات موسيقية قادمة من الزمن الجميل في القرن الماضي، والذي مثل بواكير النهضة الموسيقية العربية الحديثة، بدأت بعزف جميل على آلتي العود والقانون تبعه دخول مدهش لأعضاء طرب الإمارات تُوّج بتقاسيم رائعة على آلة الساكس لمحمد مرشد، الذي تحدث إلى “الاتحاد” عن طرب الإمارات ومشاركتها المميزة في ووماد أبوظبي 2011، قائلاً إنها تأسست بمبادرة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث برعاية محمد المزروعي المدير العام للهيئة، في إطار جهودها المستمرة لدعم الشباب الإماراتي والدفع بهم إلى مصاف الأحداث العالمية للمشاركة فيها، وترسيخ المكانة الثقافية والإماراتية في كافة المهرجانات الفنية والثقافية في العالم ومنها مهرجانات ووماد. وكشف أن “طرب الإمارات” تكونت قبل انطلاق ووماد أبوظبي بنحو شهرين، لدى تخرج مجموعة من طلبة مركز الموسيقى التابع لوزارة الشباب وتنمية المجتمع، وتضم الفرقة حالياً ثمانية أعضاء تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر عاماً وعشرين عاماً يقومون بالعزف على الآلات الموسيقية المختلفة ومنهم عبدالعزيز محمد المدني “كمنجة”، وجابر محمد “كمنجة”، وفاضل الجاسمي” تشيللو”، وخليفة الجاسم “إيقاع”، بالإضافة إلى ثلاثة عازفين ضيوف على الفرقة وهم بسام عبد الستار من بيت العود، وأسامة عازف كونترباص، وسراج عازف الإيقاع. “طرب الإمارات” بثوب عصري قال عازف آلة الساكس محمد مرشد إن الهدف من تشكيل فرقة “طرب الإمارات”، هو المشاركة في المهرجانات العالمية والعمل على دمج الإيقاعات الغربية بالعربية وإظهار الموسيقى الإماراتية في ثوب عصري يساعدها على تحقيق الانتشار لها في العالم، ولفت مرشد إلى أن بروفات الاستعداد لـ “ووماد” تكثفت قبل بدء المهرجان بنحو أسبوعين من أجل تقديم الفرقة لعروضها في أبهى صورة موسيقية، بما يعكس قدرة أبناء الإمارات وتمكنهم من الأدوات الموسيقية التراثية والحديثة في آن، وهو ما نجحت طرب الإمارات فيه خلال تواجدها في “ووماد أبوظبي 2011”. وأثنى المرشد على جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في دعم الشباب المواطن وهو ما تجلى في مظاهر عديدة، لعل آخرها هو ظهور فرقة “طرب الإمارات” في هذا المحفل الموسيقي العالمي، ونجاحها في توصيل الصوت الموسيقي للشباب الإماراتي إلى العديد من أصحاب الثقافات والألوان الموسيقية الأخرى، وهذا بحد ذاته يدفع الشباب المواطن إلى الاندماج في الحركة الثقافية والفنية الإماراتية التي تتميز بجهد نشط ودؤوب على مدار العام.