مسرح الشباب يواصل عروضه وندواته التطبيقية

ضمن عروض الدورة الثانية من مهرجان دبي لمسرح الشباب التي تقام في ندوة الثقافة والعلوم برعاية هيئة دبي للثقافة والفنون، قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني مساء أمس الأول عرضا بعنوان ''الستارة''، من تأليف أحمد الماجد وإخراج حميد عبد الرزاق والمخرج المساعد عبد الله مسعود، وقام بالأدوار أحمد ناصر ورائد الدالاتي وعبد الرحمن الحمادي، وعثمان عبيد· تنفتح الستارة على مجموعة من الستائر البيضاء التي تخفي عوالم من الأصوات والأضواء والشخوص ذات الطبيعة الشبحية، حيث ثلاثة شخوص يدورون وراء الستائر في الغالب، فيما الشخصية الرئيسة تتحرك بنشاط على الخشبة، وهو شخصية فنان ''مصور'' شاب طيب يتعرض لتهديدات من قوى شريرة لا تريد له أن يقيم معرضه، وتهدده بالويل إن هو لم يلتزم بما يطلبون منه، لكنه يحاول أن يتحدى هذه الشخصيات التي تطل برؤوسها من شقوق الستائر أو من النوافذ، وأحيانا تظهر على الخشبة لممارسة العنف· يرتدي الجميع ملابس سوداء، وهناك استخدام لخيال الظل بكثرة، وفي بدايات العرض يشعر المشاهد أنه عرض أقرب للمونودراما لأن الممثل الأول في العمل ''أحمد ناصر'' يقوم بعملية بوح عبر مونولوج طويل لا يكاد يقطعه سوى بعض الأصوات المبهمة، وحتى مداخلات الممثلين الآخرين ظلت قليلة قياسا إلى الحوار الداخلي للممثل الأول· ساعد الديكور المتحرك الذي استخدمه الممثلون على الحركة بخفة وملء المساحات بشكل جيد، خصوصا العربة التي يتحرك بها الممثل الأول والكرسي الخشبي المتنقل وإطارات الصور الخشبية· كما نجح العرض في توظيف بعض المؤثرات الصوتية وخصوصا رنين الهاتف الذي يتسبب للفنان بما يشبه الهستيريا في نهاية العرض، وكذلك شاهدنا إضاءة شفافة راقية· تحدث في الندوة التطبيقية التي تلت العرض عدد من الحضور منهم عبد الله بن لندن ومحمد غباشي ويحيى الحاج، فثمنوا الجهود التي أثمرت عن عرض ناجح في الكثير من عناصره، سواء على مستوى المشهدية والتوليفة وفعل الممثل، أو على مستوى الفرجة المسرحية المتحققة· أشار البعض إلى حضور مخرج شاب واعد ممتلئ بحماس الشباب اشتغل على النص وخرج عن منطوقه الأصلي· وتوقف البعض عند جمع المخرج بين التجريب والعبث في العرض، ليقدم عملا جديرا بالمشاهدة والمشاركة على مستوى مهرجانات عربية· واشار يحيى الحاج الى عدة نقاط منها صراع الديك والدجاجة الذي يرمز إلى عدم الخنوع أو الاستكانة·