الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان لا تستطيع تحمل ضجيج أطفالها

اليابان لا تستطيع تحمل ضجيج أطفالها
6 ابريل 2013 00:28
طوكيو (أ ف ب) - ضاق مسن ياباني ذرعا بأطفال يلعبون بعد ظهر أحد أيام العطلات الأسبوعية في متنزه مجاور، فأطل من نافذته وصاح فيه «أنتم! أوقفوا لعب كرة القدم تحت نافذتي!». ففي اليابان، حيث ترتفع نسبة المسنين في المجتمع بوتيرة عالية، يواجه الناس صعوبات في تحمل الأطفال الذين أصبحوا أشبه ما يكون بأقلية تعيش في بلد تنخفض فيه نسبة الولادات ويرتفع فيه أمد الحياة المتوقع للأفراد. وقالت ماساكو ماديا الأكاديمية المتخصصة في دراسات السكان «أصبح الناس في اليابان غير معتادين على سماع أصوات الصغار». وتابعت الباحثة أن المجتمع الياباني الذي يغزوه الشيب يسجل تشددا متزايدا في ردات الفعل تجاه الصغار «الحنق يزداد ويحصل يوميا». وعلى غرار المطارات التي تتلقى شكاوى من سكان المنطقة الذين سئموا من ضجيج الطائرات، فإن دور الحضانة تضطر في نهاية المطاف لبناء جدران عازلة للضجيج لخفت أصوات الأطفال والحد من الشكاوى. وقالت ماساكو ماديا «في السابق كنا نسمع الخلافات الزوجية عبر النوافذ المفتوحة، أما الآن فيضع الناس سماعات على آذانهم، ولا يريدون الاستماع لأية أصوات خارجية عندما يستمعون إلى الموسيقى». ولخصت الوضع بقولها «إنها حلقة مفرغة فعدد أقل من الأطفال يعني ضجة أقل وبالتالي لا شكاوى. وثمة شعور منتشر لدى الشباب بأنه من الأفضل عدم إنجاب أطفال». وتذكرت ماساكو ضغط الجيران عندما كانت تهتم بمشاريع دور حضانة في يوكوهاما إحدى أكبر ضواحي طوكيو قائلة «لقد وجه إلينا النصح مرة بعدم اصطحاب أطفال في نزهة!». فهم يخلفون كثيراً من الضجيج. نوبوتو هوساكا هو رئيس بلدية يتاجيا أحد أحياء طوكيو. وقد اشتهر وأصبح له متتبعين على تويتر بفضل تعليقاته المؤيدة للشباب. وقال نوبوتو إنه قلق على بلد لم يعد يتحمل ضجة أطفاله. وأضاف «في مدرسة ثانوية أعرفها كان التلاميذ يغنون وهم يمارسون الرياضة. وقد اشتكى بعض الجيران فأصبحوا يمتنعون عن الغناء». وأكد نوبوتو أن «القانون يفرض الاهتمام بالجيران لكن لا يمكن أن تجبر الأطفال على اللعب صامتين!». واعتبر نوبوتو أنه بدلا من الاحتجاج، على المشتكين أن يدركوا أن هذا الضجيج الذي يزعجهم هو ضمانة مستقبلهم. وأوضح «إنهم يقلقون دائما على من سيساهم في تأمين معاشهم التقاعدي وضمان أمنهم الاجتماعي، هؤلاء الأطفال الذين يزعجونهم هم الذين سيدفعون الفاتورة!». ويزيد عمر ربع السكان اليابانيين عن 65 عاما وتنخفض نسبة الإنجاب في اليابان، ويتراجع عدد سكان اليابان ببطء. لكن المزعج أن متوسط معدل الإنجاب هو 1,39 طفل لكل امرأة، في حين أن تجدد الأجيال بحاجة إلى 2,1 طفل لكل امرأة. ويشكل الأطفال بين سن السنة و14 سنة نسبة صغيرة هي 13,2% من السكان وهي الأدنى في العالم، ونصف المعدل العالمي هو 26,8% بسحب الأمم المتحدة. واستحدثت اليابان في عام 2005 منصبا وزاريا «لمواجهة تراجع عدد السكان». وتعتبر كونيكو أيوجوسي التي تتولى هذه الحقيبة أن اليابان يجب أن تدرك أن أطفالها ليسوا مصدر إزعاج اجتماعي بل على العكس. وقالت «إن القيم تترنح. علينا أن نضع هذه المسائل التي تطال الطفل على رأس أجندتنا الاجتماعية لكي يتراجع عدد الناس الذين يعتبرون الشكاوى ضد الشباب مقبولة». وفي انتظار ذلك، سيضطر الصبيان الذين يلعبون كرة القدم تحت نافذة المسن الياباني إلى أن يهجروا المكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©