تونس (ا ف ب) - توفي مساء أمس الأول بمستشفى الأعصاب في العاصمة التونسية منصف الطرابلسي (69 عاما) الشقيق الأكبر لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بعد إصابته بورم في الدماغ بينما كان يقضي عقوبة بالسجن بتهمة الاحتيال.
وتوفي الطرابلسي بالمستشفى الذي نقل إليه منذ 18 مارس الماضي، حسبما قال حبيب السبوعي مدير الإدارة العامة للسجون والإصلاح التابعة لوزارة العدل. ودخل منصف الطرابلسي في غيبوبة “منذ أربعة أو خمسة أيام”، كما قال السبوعي.
وخضع الطرابلسي يوم 25 يونيو 2012 لعمليتين جراحيتين لاستئصال ورم في الدماغ وفق وكالة الأنباء التونسية. وقال حبيب السبوعي إن المتوفى أدخل مستشفى الأعصاب في الفترة ما بين 26 فبراير و13 مارس الماضيين ثم أعيد إلى سجن المرناقية قرب العاصمة تونس. لكنه أعيد مرة أخرى إلى المستشفى نفسه في 18 مارس بطلب من طبيبه المباشر بعد أوجاع ألمت به. وحمل وسام السعيدي محامي منصف الطرابلسي الحكومة التي تقودها حركة النهضة مسؤولية وفاة موكله.
وقال لفرانس برس إن الطرابلسي الذي أصيب بشلل نصفي منذ شهرين لم يتلق العناية الطبية اللازمة. وأضاف “أعتبر أن الدولة التونسية ووزارة العدل ومصالح السجون مسؤولون عن وفاته لأنه لم يتم التكفل به (طبيا) كما ينبغي”.
وتابع “أجرى موكلي منذ حوالي 20 يوما عملية جراحية ناجحة، لكنه أعيد بعد مضي أربعة أيام فقط إلى السجن، حيث لا تتوافر ظروف العلاج”.
وأوضح أن المتوفى “أعيد إلى المستشفى بعد يومين من إرجاعه إلى السجن، ودخل في غيبـوبة منذ أسبوع تقريبا”، مشيرا إلى أن زوجته وأبناءه الأربعة يقيمون خارج تونس.
وبين سنتي 2011 و2012 أصدر القضاء التونسي حكما أول بسجن منصف الطرابلسي عامين نافذين بتهمة الاحتيال، وحكما ثانيا بالسجن 18 شهرا بتهمة محاولة الهرب من البلاد ومعه مبالغ مالية طائلة.
وكان من المقرر أن تنظر محكمة التمييز في قضية “الاحتيال” خلال أيام. ولفت المحامي وسام السعيدي إلى أن محمد المحجوب (زوج إحدى شقيقات ليلى الطرابلسي) المعتقل بسجن المرناقية يواجه بدوره الموت بسبب إصابته بعدة أمراض.
وأدخل العديد من أقارب ليلى الطرابلسي إلى السجن في قضايا يتعلق اغلبها بالفساد وباستغلال النفوذ في عهد الرئيس بن علي الذي حكم تونس من نهاية 1987 إلى مطلع 2011.
وكانت عائلة الطرابلسي توصف في عهد بن علي بـ”المافيا” بسبب استحواذها بطرق غير مشروعة على أموال عامة وعلى اغلب المشاريع الاقتصادية المربحة.
وقبل أيام من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع في 14 يناير 2011 تمكن عدد من أصهار بن علي من الفرار خـارج تـونس مثل بلحسـن الطرابلـسي (شقيق ليـلى الطرابلسي) الذي يقيم في كندا، وصخر الماطري (زوج نسرين ابنة بن علي) الذي يقيم في السيشل.
ووقع عدد آخر منهم في قبضة قوات الأمن مساء 14 يناير 2011 في مطار تونس/قرطاج الدولي عندما كانوا يحاولون الهرب إلى أوروبا في رحلة جوية.
ومن هؤلاء عماد الطرابلسي (ابن شقيق ليلى الطرابلسي) الذي يعتبر من اكبر رموز الفساد في عهد بن علي.
وصدرت ضد عماد الطرابلسي عقوبات قاسية بالسجن في قضايا فساد. وكان بن علي وليلى الطرابلسي غادرا مع اثنين من أبنائهما إلى السعودية يوم 14 يناير 2011.
وصدرت ضد بن علي وزوجته أحكام غيابية بالسجن لعشرات السنين في قضايا يتعلق اغلبها بالفساد واستغلال النفوذ.
عدد اليوم
