السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاجة إلى إعادة نظر

10 يناير 2015 22:44
رغم كل التحذيرات الطبية وحملات التوعية التي تتكلف الملايين في شتى أرجاء العالم، مازال كثيرون - وللأسف الشديد - يرفضون التخلي عن التدخين، ويصرون على تلك العادة المضرة بالصحة الشخصية والعامة. لقد أكدت مختلف الأبحاث العلمية بكل لغات العالم أن السجائر سم قاتل.. نعم سم قاتل يؤدي للإصابة بقائمة طويلة من الأمراض تشمل انسداد شرايين القلب والجلطات والسعال المزمن وإفراز المخاط والتهاب الصدر، وسرطان الرئة، ومتاعب صحية أخرى بلا حصر. والبعض يعتبر التدخين باباً موارباً للإدمان على المخدرات والمسكرات. وتقول الأبحاث إن المدخن المنتظم يفقد خمس دقائق من عمره مقابل كل سيجارة يدخنها وإن معدل وفيات المدخنين ضعف معدل وفيات غير المدخنين، وإن ضحايا التدخين بالملايين بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. وهناك كثيرون في العالم العربي يتجاهلون كل تلك الحقائق ويتمسكون بالسيجارة والنرجيلة، ضاربين عرض الحائط بكل تلك الحقائق العلمية. ويعني ذلك، نوعاً من الفشل لحملات التوعية في عالمنا العربي. صحيح أن هناك جهداً هائلاً على المستويات الرسمية والشعبية بجانب جهود تطوعية ضخمة، يتم بذلها لمكافحة التدخين، إلا أنه من الواضح أنها لم تؤت ثمارها حتى الآن بالشكل المرجو رغم الميزانيات الهائلة التي يتم إنفاقها في هذا الشأن والموارد المادية والبشرية الرهيبة التي يتم تخصيصها لهذا الغرض. ويستلزم الأمر ضرورة إعادة النظر في تلك الجهود وتقييمها ورصد نتائجها بموضوعية ودقة شديدة لاستخلاص الدروس والعبر عند المقارنة بتجارب العالم الغربي في هذا الشأن. وتفيد مثل هذه الوقفة، في إعداد خطط جديدة وبديلة لحملات وجهود التوعية والمكافحة لضمان نتائج أفضل تقلص الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن إدمان التدخين أو تزايد أعداد المدخنين خاصة من الشباب. وفي هذا الإطار، يتعين أن نتذكر الآتي... تتكبد الميزانيات الرسمية للدول العربية مبالغ طائلة بسبب تكاليف علاج والرعاية الصحية للمرضى ضحايا التدخين. ضحايا هذه الآفة نوعان، أصحابها المباشرون الذين يمارسونها بلا انقطاع، والمدخنون السلبيون الذين يتضررون من هذه العادة الضارة. وهؤلاء هم في العادة أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب، أي أن المدخن يلحق الأذى بأقرب الناس إليه بسبب إدمانه التدخين. شركات التبغ تقاوم بكل ما أوتيت من قوة جهود المكافحة، تصر على إغواء ضحاياها بإنفاق مبالغ طائلة على الترويج لهذه الآفة التي تدر عليها ثروات ضخمة، مما يعني أنه لابد من ابتكار آليات وحلول إبداعية تنقذ الملايين من براثن التدخين الذي يدمر صحة وميزانيات مجتمعاتنا بأيدي أبنائها.. وكأننا بحاجة إلى مزيد من المآسي والكوارث التي تكاد لا تستثني أحدا في عالمنا العربي الآن. محمد مصطفى - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©