الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مريم الحمادي أول خليجية «تذيب» الحديد

مريم الحمادي أول خليجية «تذيب» الحديد
8 يونيو 2010 22:02
لا تجلس في مكتب، ولا تشتكي من التغير في درجة حرارة الجو، بل تتنقل لمدة 8 ساعات وربما أكثر يوميا، بين مراحل إنتاج الحديد والصلب ابتداء من مرحلة إزالة الأوكسيجين من الحديد، مرورا بمرحلة الإذابة وانتهاء بمرحلة الدرفلة (تشكيل الحديد في شكله النهائي)، وتعتبر أول امرأة في منطقة الخليج تعمل في الانتاج المباشر بواحد من أكبر مصانع الحديد والصلب في الشرق الاوسط. المهندسة المواطنة مريم الحمادي بدأت عملها في شركة الإمارات لصناعات الحديد، نهاية شهر أبريل الماضي وهي واحدة من عشرة أخوة، تقول وهي تتحدث لـ «الاتحاد»: «أشعر من خلال عملي في مصنع حديد الامارات أنني أعمل في بيئة عمل مثالية لكل من يريد أن يصقل مواهبه ومعرفته وعلمه، ويتعلم المزيد ويساهم في بناء وطنه ومجتمعه، ولكل من يريد أن يرد الجميل لدولته التي لم تبخل عليه ابدا في الرعاية والدعم والتعليم وتوفير فرصة العمل المناسبة». مريم درست الهندسة الكيميائة في جامعة الإمارات، وكما تقول فإن رغبتها وطموحها منذ البداية أن تعمل في الانتاج المباشر وأن تسهم بشكل ملموس في إنتاج قيمة مضافة جديدة، لا أن تجلس خلف مكتب، من أجل عمل روتيني. المهندسة الحمادي ذات الـ 24 ربيعا، هي أم لطفل عمره سنتين ونصف، تسكن في ضواحي أبوظبي على بعد نحو 15 كيلومترا عن مكان عملها، ومع أنها تبدأ عملها في الثامنة صباحا وتنتهي في الرابعة مساء واحيانا تضطر للتأخر حتى الخامسة بسبب متطلبات العمل، وتحتاج لنحو ساعة في الطريق ذهابا وايابا، الا أن زوجها جاسم ووالديها وجميع افراد عائلتها يشجعونها على عملها وترى أنهم فخورون جدا بها. باشرت عملها في مختبرات الفحوصات الميكانيكية وتحليل المعادن لتتولى مهام المساهمة في عمليات مراقبة نوعية وجودة منتجات الشركة، وهي تتنقل بين أقسام الإنتاج بالمصنع التي تضم مناطق تصل حرارتها الى 900 درجة مئوية في المرحلة الاولى لإزالة الاوكسيجين، وترتفع الى 1650 درجة في المرحلة الثانية للإذابة، وتنخفض الى 110 درجات في بداية مرحلة الدرفلة ثم تنتهي الى نحو 300 أو 400 درجة مئوية عند الانتهاء من الانتاج. وتقول مريم: “أقضي ساعاتي يوميا في التنقل بين مراحل الإنتاج، ولكن الأهم هي مرحلة الدرفلة الأخيرة التي نقوم بمعاينتها وفحصها من حيث الجودة والكم للتأكد من مطابقتها للمواصفات والنوعية لمطلوبة. الحمادي تخرجت من الجامعة في الرابع من يناير 2010 بعد دراسة استمرت لمدة 168 ساعة معتمدة في جامعة الإمارات، تمكنت من استكمالها خلال 5 سنوات ونصف، لتجد شركة الامارات لصناعة الحديد بانتظارها عقب اربعة أشهر من تخرجها فقط. وقالت شركة الإمارات لصناعات الحديد إنها منحت، ولأول مرة منذ تاريخ تأسيسها في العام 2006، مواطنة إماراتية فرصة العمل بقسم العمليات في مصانعها، وبمجرد تسلمها مهامها الوظيفية في إدارة الخدمات الفنية في الشركة، أضحت مريم الحمادي أول مواطنة إماراتية تعمل في نطاق العمليات داخل أكبر منشأة متكاملة لصناعة الحديد في دولة الإمارات. وبلغت نسبة المواطنات العاملات لدى شركة الإمارات لصناعات الحديد 10.1% حتى نهاية شهر مايو الماضي وهي نسبة مرشحة للارتفاع الى حوالي 15% بنهايـة العـام 2010. وبلغت نسبة المواطنين العاملين في الشركة حتى أواخر شهر مايو الماضي نحو 26%، وهي نسبة مرشحة للارتفاع الى حوالي 30% بنهاية العام 2010 لتصل الى نحو 50% بحلول العام 2013 بحسب مصادر مسؤولة في الشركة. و قال محمود الحاي الهاملي، نائب الرئيس للدعم الداري في شركة الإمارات لصناعات الحديد: “إننا لا ننظر بعين التفرقة بين شباب وبنات الوطن العاملين لدينا، فجميعهم متساوون بالحقوق والواجبات والمهام التي يقومون بها من أجل صالح الشركة ونموها وتطورها مستقبلاً، وانضمام الحمادي الى فريق العمليات داخل مصانعنا، تعبير واضح عن نهج جديد بدأنا اتباعه لجذب اهتمام شباب وبنات الوطن بشركتنا وحثهم للانضمام الى أسرتنا ومنحهم الفرصة لتطوير إمكاناتهم وطاقاتهم وقدراتهم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©