خسارة النصر أمام الأهلي تعقِّد حسابات المجموعة الثالثة

صبري علي (دبي) - لم يكن التفوق في 40 دقيقة كافياً أمام النصر لتحقيق التعادل، أو الفوز على فريق أهلي جدة السعودي في اللقاء الذي جمعهما مساء أمس الأول، ضمن مباريات المجموعة الثالثة لدوري أبطال آسيا لكرة القدم، حيث فقد “العميد” السيطرة على 50 دقيقة من زمن اللقاء، أدت إلى تفوق الضيوف بهدفين، وجعلت مهمة التعويض صعبة خلال الفترة الثانية التي عاد فيها أصحاب الأرض إلى المباراة بحثاً عن التعديل. عانى النصر كثيراً في غياب محوري خط الوسط البرازيلي ليو ليما للإيقاف، والأسترالي مارك بريشيانو للإصابة، وغياب المهاجم الأساسي الإيطالي لوكا توني، وهو الأمر الذي جعل الفريق يظهر في حالة من التفكك، خاصة في الشوط الأول، لعدم وجود اللاعب الذي يقوم بالربط بين خطوط الفريق المختلفة الدفاع والوسط والهجوم، وهو ما كان سبباً في تفوق الفريق السعودي “ميدانياً”، وسيطرته على إيقاع اللعب، وتقدمه بهدفين في منتصف الشوط الأول وبداية الثاني. ولو لعب النصر من البداية بالطريقة نفسها، التي لعب بها في الشوط الثاني، خاصة بعد التأخر بهدفين لكان للمباراة شكل آخر ونتيجة أخرى، خاصة أن الأهلي السعودي عانى هو الآخر من غياب العُماني عماد الحوسني والكولومبي بالومينو، وظهر بحالة سيئة في الشوط الثاني عقب المجهود الكبير الذي بذله لاعبوه خلال الشوط الأول. ورغم أن النصر خسر 3 نقاط مهمة في سباق المنافسة بالمجموعة، إلا أنه كسب الوجوه الصاعدة التي شاركت في المباراة، سواء مانع سبيل أو علي أحمد، أو المدافع القوي علي سالم العامري المعار من الجزيرة، الذي خاض أول مباراة آسيوية له مع الفريق، بالإضافة إلى الوجوه الأخرى التي تثبت أقدامها من مباراة لأخرى مثل يونس أحمد أو جمال إبراهيم، كما تميز مسعود حسن ومحمد علي في الجبهتين اليمنى واليسرى الدفاعية، وتفوق أمارا ديانيه، وملأ وسط ملعب الأهلي بشكل متميز من خلال جهد بدني كبير. وبعد خسارة النصر من الأهلي وفوز سباهان الإيراني على لخويا القطري تعقدت حسابات المجموعة الثانية، بعد أن وصل بطل إيران برصيده إلى 7 نقاط من فوزين وتعادل دون التعرض لخسارة، وجاء بعده أهلي جدة برصيد 4 نقاط ثم النصر ولخويا ولكل منهما 3 نقاط، وهو ما يجعل مباراتي الجولة الرابعة يوم 18 من الشهر الجاري أكثر أهمية، حيث يخرج النصر لمواجهة الأهلي في جدة، ويلعب لخويا مع سباهان في الدوحة، لتبقى كل الاحتمالات في ترتيب المجموعة واردة، وإن كان سباهان في وضع أفضل من الجميع في ظل تصدره للسباق. وتملك الفرق الأربعة الآن بعد انتهاء المرحلة الثالثة فرصة التأهل لدور الـ16، خاصة أن هناك 3 مباريات لكل فريق بـ 9 نقاط، يمكن أن تغير كل شيء في حسابات التأهل، لكن المتوقع أن ذلك لن يحدث إلا في الجولة الأخيرة خلال مايو المقبل لتحديد الفريقين المتأهلين للدور الثاني عن هذه المجموعة الصعبة والقوية. مشكلة المؤتمر الصحفي من جانبه رفض الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر الإجابة على أي أسئلة خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، في عدم وجود من يقوم بالترجمة من وإلى الإيطالية، مؤكداً أنه اتخذ قراراً مسبقاً بعدم التحدث خلال المؤتمرات الصحفية، سوى باللغة الأم، على اعتبار أنه لا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية بالدرجة الكافية، وقدم اعتذاره للإعلاميين، بعد أن فشلت محاولات إقناعه أو إحضار المترجم في وجود مندوب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي قام بتسجيل الواقعة في تقريره. ويبدو أن المدرب الإيطالي مازال يخشى الوقوع في أي خطأ، مثلما سبق وأن تعرض لمواقف محرجة، بسبب بعض الكلمات التي تخرج منه بالإنجليزية، ويؤكد بعدها أنه لم يكن يقصد المعنى الذي فهمه الجميع، وقد تمسك بموقفه عقب المباراة في ظل عدم حضور من يقوم بالترجمة من العربية إلى الإيطالية والعكس، مكتفياً بالحديث لمدة دقيقتين عن المباراة دون أسئلة من الإعلاميين، مفضلاً أن يعتذر للجميع عن عدم الرد على الأسئلة خشية الوقوع في “ورطة” جديدة، خاصة أنه اتفق مع إدارة النادي من قبل على عدم التحدث بالإنجليزية في المؤتمرات الصحفية الرسمية. وأكد زنجا في تعليقه عن المباراة أن فريقه أدى بشكل “خجول” في بداية المباراة، خاصة خلال أول 25 دقيقة، لكن اللاعبين بذلوا جهداً كبيراً بعد ذلك، وعادوا إلى المباراة بقوة، وأنا سعيد بأداء اللاعبين بصفة عامة وأداء اللاعبين الشباب بشكل خاص، ونحن فخورون باللاعبين الصاعدين لأنهم مستقبل النادي في السنوات المقبلة. وأضاف مدرب النصر: أنا حزين بالطبع بسبب الخسارة وضياع ثلاث نقاط، لكن هذه هي كرة القدم فلا يمكن أن يلعب أي فريق بمستوى ثابت دائماً، أو أن يحقق الفوز في كل المباريات، والجميع يعرف الظروف التي لعبنا فيها المباراة، لكننا سوف نعمل على إعادة ترتيب أوراقنا لنلعب في جدة أمام الأهلي، من أجل الفوز بالنقاط الثلاث لتعويض هذه الخسارة. فهد بن خالد: الفوز أعادنا إلى المنافسة على التأهل دبي (الاتحاد) – أبدى الأمير فهد بن خالد رئيس مجلس إدارة نادي الأهلي السعودي رضاه عن أداء فريقه وسعادته بالفوز الذي تحقق على النصر في ملعبه وبين جماهيره، وقال: الفوز كان مهما لنا لأنه أعادنا إلى صلب المنافسة في المجموعة، بعد أن تجاوزنا البداية الصعبة التي حدثت فيها الخسارة من لخويا القطري، والتعادل مع سباهان الإيراني من خلال الفوز على فريق كبير بحجم النصر الإماراتي. وأضاف: نحن نركز على بطولتي الدوري السعودي ومباريات دوري أبطال آسيا معا في وقت واحد، وإن كان لقب الدوري السعودي الآن هو الأهم بعد الاقتراب من الحسم، انتظاراً لمباراتي الفريق أمام الرائد والشباب، وهي مهمة صعبة نتمنى أن نوفق في الانتهاء منها بالشكل الذي نتمناه، ونحن لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين ولابد أن نبقى جاهزين دائماً للدفاع عن اسم النادي محلياً وآسيوياً. الجاسم: فريقنا قادر على تحقيق أهدافه محلياً وآسيوياً دبي (الاتحاد) - أكد تيسير الجاسم لاعب الأهلي أن فريقه لعب مباراة جيدة أمام منافس كبير، وقال: هذا هو الأهلي، الذي يستطيع حسم المباريات الكبيرة أمام الفرق الكبيرة، وقد فرضنا أسلوبنا على المباراة، وسيطرنا على الشوط الأول، قبل أن يتفوق النصر في الشوط الثاني، واستطعنا تحقيق هدفنا بالفوز بالنقاط الثلاث. وأضاف: نحن فريق كبير نستطيع اللعب في بطولتين بالقوة نفسها، وأن ندافع عن فرصتنا الكبيرة في الفوز بلقب الدوري السعودي وأيضاً التركيز آسيوياً، من أجل المنافسة على التأهل للدوري الثاني، وأرى أننا نسير في الاتجاهين بشكل صحيح حتى الآن، وما يهمنا في الوقت الحالي هو حسم لقب الدوري، الذي غاب عنا لسنوات طويلة. ومن جانبه أكد محمد مسعد لاعب الفريق السعودي أن اهتمام فريقه الأول حالياً هو حسم لقب الدوري السعودي، وقال: أعتقد أن الفوز على النصر سيكون دافعاً معنويا كبيرا في المسيرة المحلية والآسيوية المقبلة، بعد أن قدمنا عرضاً جيداً أمام فريق كبير على ملعبه وبين جماهيره، وهو أمر ليس سهلاً، وهو يؤكد أن الفريق قادر على تحقيق أهدافه في كل الظروف الصعبة. حضور جماهيري متميز ومطلب «مشروع» دبي (الاتحاد) – حظي النصر خلال المباراة بدعم كبير من جماهيره خلال المباراة، حيث حضر اللقاء 4867 مشجعاً، بينهم عدد من مشجعي الأهلي السعودي، وقد كان للجماهير دور كبير في زيادة الإثارة خلال المباراة بفضل التشجيع الحماسي للفريقين قبل وأثناء وبعد المباراة، وقد خرجت جماهير “العميد” راضية عن أداء فريقها في المباراة بعد أن اقتنعت بالجهد الذي بذله اللاعبون في ظل نقص الصفوف، وهو ما ظهر من تشجيعهم للاعبين بعد المباراة، في حين احتفلت جماهير الأهلي بالفوز وظلت تهتف للاعبين عقب المباراة لفترة طويلة ابتهاجا بالفوز. وقد شهدت الدقائق الأولى من المباراة موقفاً جيداً من الجماهير التي كانت تهتف بكل قوة وذلك بعد أن ارتفع صوت آذان العشاء، وقتها توقف الجميع عن الهتاف، وكانت جماهير النصر هي البادئة، بذلك ثم قامت بتنبيه جماهير الأهلي لذلك، لتصمت هي أيضاً، وظهر الملعب كأن المباراة بدون جمهور لأكثر من دقيقتين، وهو ما جدد طلب الجماهير بتعديل موعد مباريات الفريق الآسيوية لتبدأ في السابعة والنصف أو تأخيرها لتبدأ في الثامنة والنصف، من أجل تفادي هذا الموقف ولتتمكن الجماهير من أداء الصلاة سواء قبل بدء المباراة أو بين شوطيها.