السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنمية القدرات والمهارات أساس دمج «التوحديين» في المجتمع

تنمية القدرات والمهارات أساس دمج «التوحديين» في المجتمع
17 ابريل 2014 21:26
سعياً إلى مساعدة الأطفال، وتأهيلهم للاعتماد على النفس، وتحقيق حالة إيجابية من الاستقلالية والتواصل مع الآخرين، تتركز أهداف وحدة أطفال التوحد في مركز الاتحاد لذوي الإعاقة «في مدينة خليفة أ» في أبوظبي الذي تأسس عام 2012، ومن ثم إدماجهم ومشاركتهم في المجتمع من خلال الأسرة والمدرسة كأعضاء طبيعيين فاعلين ومؤثرين، من خلال برامج تأهيلية وتعليمية خاصة تعتمد على تنمية قدرات ومهارات الطفل الخاصة. خورشيد حرفوش (أبوظبي) برزت فكرة تأسيس مركز متخصص يقدم خدمات نوعية على أسس علمية ومهنية راسخة، استشعاراً بالحاجة الماسة إلى هذا النوع من الخدمة في ضوء تزايد النسب العالمية والمحلية لأطفال التوحد، والأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم، مع تنامي الوعي المجتمعي بحجم المشكلة، وحاجة المنطقة إلى مزيد من المراكز المتخصصة من هذا النوع. بهذه الرؤية، يؤكد صلاح السيد سمري، مدير مركز الاتحاد لذوي الإعاقة، الرؤية الخاصة التي تعتمد عليها استراتيجية التأهيل، في تنمية القدرات والمهارات والإمكانات الخاصة في كل طفل على حدة، حتى تتم عملية إدماجه في المجتمع بشكل سليم، بدءاً من مرحلة الحضانة والروضة ثم المدرسة، منوهاً بالأهداف المحدد في مساعدة هؤلاء الأطفال على تحقيق أعلى معدلات الاعتماد على النفس والاستقلالية الذاتية، والتواصل الإيجابي مع الآخرين. أهداف يشير سمري، إلى ما ينهض به المركز من مسؤولية اجتماعية تتوجه نحو تحقيق تنمية الوعي الاجتماعي بطبيعة الأطفال الذين يعانون اضطراب التوحد، أو من أي نوع من الإعاقة، وأهمية وكيفية التعامل معهم ورعايتهم رعاية اجتماعية وتربوية ونفسية سليمة، والسعي نحو تحقيق أعلى حالات التقبل والتكيف، والتوافق مع هذه الفئة من قبل أسرهم وذويهم والمؤسسات المجتمع المدني كافة، كأفراد وعناصر قادرة على التواصل والعمل والعطاء. ويوضح أن المركز يتيح خدمات التشخيص وتقييم حالات الأطفال من ذوي إعاقات «التوحد، ومتلازمة داون، والشلل الدماغي، والذين يعانون صعوبات التعلم، والأطفال المضطربين انفعالياً، أو الذين هم في حاجة إلى تدخل مهني للعلاج السلوكي، وتوفير الخدمات التربوية والتأهيلية والنفسية والاجتماعية والترفيهية لهم، والتواصل المباشر مع أسرهم لتحقيق أهداف البرامج العلاجية والتأهيلية والتعليمية، من خلال علاج عيوب النطق والكلام، وتنمية القدرات اللغوية، وتنمية مهارات الأطفال العصبية والحركية والاجتماعية، واكسابهم مهارات السلوك الاجتماعي المقبول، وتنمية مشاعرهم الطبيعية تجاه الآخرين». التشخيص سمري يؤكد أهمية التشخيص المبكر للأطفال، والتدخل المهني في الوقت المناسب، ووضع الخطط اللازمة لكل حالة على حدة، وحيث تتم هذه المرحلة من قبل فريق عمل مؤهل ومتخصص في المجالات النفسية والاكلينيكية ومشاكل النطق والتخاطب، والعلاج الوظيفي والسلوكي. كما يتم وضع البرامج التأهيلية المناسبة لكل حالة، كما يتم تطبيق برامج الدمج لمرحلة ما قبل المدرسة في الحضانة والروضة، تمهيداً لمرحلة الدمج بالمدارس الابتدائية، وفي نفس الوقت تطبق خطط دمج أسر هؤلاء الأطفال في المجتمع بشكل طبيعي، والعمل على تبادل الخبرات وتقديم المشورة والمقترحات والخطط المناسبة من قبل متخصصين في هذا المجال. البرامج كما يوضح ما يشمله المركز من أقسام للتدخل المبكر، ومناهج تربوية معتمدة عالمياً، مثل برنامج « تيتش»، وبرامج علاج الاضطرابات التواصلية، وتحليل السلوك التطبيقي، وبرنامج منتسوري للمعاقين عقلياً وبرامج تعديل السلوك، وتنمية المهارات الإدراكية والتقليد والمحاكاة والمهارات العاطفية والاجتماعية، ومهارات اللغة والتخاطب، والعناية بالذات، والمهارات الحركية والتعليمية، وتقديم الخدمات النفسية والعلاج النفسي ودورات العلاج السلوكي. كما يقدم الخدمات اللازمة لذوي المرضى وأسرهم، بما يسهم في زيادة الوعي لديهم، من خلال تنظيم المحاضرات والدورات التدريبية. ويقدم المركز برامج تأهيلية من خلال وحدة النطق والتواصل، وورش العمل، وجلسات العلاج التدريبية، وتوظيف المثيرات البصرية والعلاج بالتلقين، ومختبرات النطق واللغة، ووحدة العلاج الوظيفي والخدمات المساندة، والعلاج بالموسيقى والرسم والحاسب الآلي، وتنفيذ برامج ترفيهية ورحلات خارجية للحدائق العامة والأسواق التجارية، وحديقة الحيوان، والأندية الرياضية، حيث يستمتع الأطفال برياضات الفروسية والسباحة، تحت إشراف مدربين مؤهلين، وحيث تميل طبيعتهم إلى حب الخيول، والسباحة، وسماع الموسيقي، ربما لأنها تخاطب الإحساس عندهم، ويتفاعلون معها بدرجة كبيرة. كما يقوم المركز بتوفير الأنشطة الرياضية التي تتفق وأعمار الأطفال، وحيث يشاركون في الفعاليات المجتمعية في المناسبات المختلفة، والأنشطة الرياضية، وقد فازت إحدى الطالبات بالمركز الثلني في سباق الطريق لأطفال التوحد الذي تنظمه مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية. الموسيقى والسباحة والخيول في إجابة عن تساؤل حول شغف أطفال التوحد بالموسيقى والسباحة والخيول، عن غيرها من الهوايات الأخرى، يرى سمري أن هذه الحالة غير معلوم تفسيرها على وجه اليقين حتى الآن، فولع الطفل التوحدي بالموسيقى، ربما يرجع إلى أنها نشاط يخاطب الإحساس بالدرجة الأولى، وهي لغة عالمية، ويتفاعل معها الناس جميعاً دون استثناء، لكن تفاعل الطفل التوحدي العالي مع الموسيقى ونبوغه في تعلمها أمر غير محسوم علمياً، نفس الأمر بالنسبة إلى حبهم للخيول والدلافين، واللعب في الماء والسباحة، وربما تكشف الدراسات المستقبلية أسرار هذا الشغف في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©