الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صباح الاتحاد

20 أكتوبر 2009 23:41
في طفولتي كنت أنتظر يوم الأربعاء بصبر نافد، ففيه تصدر « ماجد» التي يجب أن أحصل عليها وأقرأها مهما كلفني الأمر، حتى أني ذهبت مرة في يوم عاصف ماطر إلى البقالة كي أحصل على المجلة وصممت أن أغلف المجلة بثلاثة أكياس « بلاستيك» حماية لها من بلل المطر بينما تركت نفسي عرضة له، وحينما عدت للمنزل حصلت على توبيخ محترم وحمى لعدة أيام! ظلت « ماجد» ترفد عقلي بالكثير من الثقافة والأحلام، وعبرها ارتقيت لقراءة «الاتحاد» التي كنت أحصل كل جمعة على كامل أعداد الأسبوع الفائت أقرأها دفعة واحدة! فلأني طفلة، ولأن أسرتي لم تكن تقرأ الصحف ولا تفرشها تحت أطباق الغداء كنت أنتظر أن يفرغ قريب لي من أعداد الأسبوع ثم يأتي ويهديني إياها جميعاً. كانت أعداد الاتحاد الأسبوعية كنزاً لفتاة يتفتح عقلها على العالم شيئاً فشيئاً، منها عرفت أسماء كبيرة لمعت في تاريخ الصحافة منذ الثمانينات، وعبرها قرأت العالم، وبين سطورها التي كنت التهم ما فيها جميعه – حتى أني لا أقرأ الجريدة اليوم بمثل ما كنت أقرأها من همة تلك الفترة- عرفت عن نظريات جورباتشوف وانهيار الاتحاد السوفييتي، وقرأت عن غزو الكويت جميع التحليلات السياسية ( كنت أقرؤها لوالدي رحمه الله ) وتابعت أخبار الناجحين في الثانوية العامة (ما زالت بعض الأسماء راسخة في رأسي) ، رأيت افتتاح مدارس، وحضرت تدشين سدود، رأيت ارتقاء بلادي وتطور العالم عبر «الاتحاد». «الاتحاد» التي أصبحت اليوم عملاقة بجهد من بنوها، قوية برسوخ من يدعمونها، ورائدة بفعل صحفييها الفاعلين، تستحق احتفالية أكبر من ما حصل، فإن تنجز بنجاح أربعين عاماً، يعني أنك استطعت أن تكسب ثقة أربعة أجيال من القراء، على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم، استطعت أن تجمعهم حولك وتكسب ثقتهم. حين أرى من حولي يبحثون عن «الاتحاد» ليتأكدوا من صدق معلومة نشرت في صحيفة غيرها، حين يسألني إخوتي الصغار كل مساء عن الصحيفة ليقرأوها، وحين أقرأ كل صباح ورقة تميز الاتحاد عن بقية الصحف قبل اجتماع التحرير ، أدرك أن حلم طفولتي القديم بأن أكون عضواً في أسرة الاتحاد لم يكن خاطئاً أبداً. واليوم حين أراها تكمل أربعين عاماً من الإنجاز أشعر بالزهو أني عرفتها عبر خمسة عشر عاماً من عمري وربما أكثر، منذ أن أدركت القراءة الحقيقة وعرفت الصحف كانت «الاتحاد» دوماً صحيفتي المفضلة وطبعاً مكاني الطبيعي. فتحية البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©