الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محللون غربيون: الأزمة ستزداد تفاقماً وقطر لن تستجيب لوساطة ترامب

محللون غربيون: الأزمة ستزداد تفاقماً وقطر لن تستجيب لوساطة ترامب
9 يونيو 2017 00:57
دينا محمود (لندن)

في ظل تزايد العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها قطر مع إقدام المزيد من الدول على قطع العلاقات معها رداً على سياساتها التخريبية؛ استبعد محللون سياسيون في العاصمة البريطانية لندن أن تمتثل حكومة الدوحة لمطالب البلدان العربية لها بوقف دعم الجماعات الإرهابية ونبذ التحريض الإعلامي والكف عن تبني توجهاتٍ تزعزع الاستقرار الإقليمي.
وفي تصريحات لـ «الاتحاد»،  قال المحلل البريطاني البارز مايكل بِنيون إنه «ليس من المحتمل أن تُقدِمْ قطر على القيام بخطوات مثل هذه». وأشار إلى أن ذلك سيكون بمثابة «إذلالٍ شديدٍ» بالنسبة لها.
وأضاف بِنيون، وهو مراسل مخضرم للشؤون الخارجية، أنه يتعين على حكومة الدوحة أن تتخذ عدة إجراءات للخروج من حالة العزلة الشديدة التي تمر بها حالياً؛ من بينها أن تُظهِر أنها لا ترتبط بـ«علاقة صداقة وطيدة» مع إيران، بجانب «إثبات أنها لا تدعم الجماعات الإسلامية» مثل جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها.
وتوقع بِنيون أن «تزداد الأزمة تفاقماً في المرحلة المقبلة قبل أن تشهد أي تحسن لاحقاً» ، مشيراً إلى أن توقعاته المتشائمة في هذا الصدد تعود إلى «الضائقة» التي بدأت تشعر بها قطر جراء العزلة. وأوضح أن ما يجري حالياً قد يؤثر على مجلس التعاون الخليجي نفسه.  
وفيما يتعلق بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لاستضافة اجتماعٍ في البيت الأبيض بهدف التوصل إلى تسويةٍ للأزمة الراهنة، لم يُبدِ بِنيون تفاؤلاً كبيراً بإمكانية إحراز هذا المسعى تقدماً ملموساً، وقال: «لا أعتقد أنه سيكون لدى ترامب الكثير ليفعله على صعيد حل الأزمة. وأرى أن القطريين يشعرون بالغضب الشديد حيال بعض التعليقات التي صدرت عنه».
ويشير المحلل السياسي البريطاني في هذا الشأن إلى تغريداتٍ نشرها الرئيس الأميركي قبل يومين، وقال فيها إن زعماء دول شرق أوسطية أشاروا بأصابع الاتهام إلى قطر فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، وذلك خلال مشاركته في قمةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ عُقدت في الرياض. كما أعرب ترامب في تغريداته عن أمله في أن يكون ما يجري حالياً «بداية النهاية لرعب الإرهاب».
واستبعد بِنيون، الذي يكتب حالياً في صحيفة «التايمز» البريطانية ، أن ترحب الدوحة بنهج الرئيس الأميركي في التعامل مع الأزمة نظراً لأن تعليقاته بشأنها أكدت اتفاقه بالفعل مع نهج الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر.
ومن جهة أخرى، شدد المحلل السياسي البريطاني على أن التأثيرات التي ستُخلِّفها الإجراءات التي اتخذتها الإمارات والسعودية وغيرهما حيال قطر ستكون «شديدةً للغاية» عليها. وقال إن هذه التأثيرات قد تصل إلى حد «الإطاحة» بالشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر من سدة الحكم.
أما الكاتب السياسي عادل درويش فقد اعتبر في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المسؤولين القطريين يفتقرون إلى الخبرة في العمل السياسي، ولم يستثن من ذلك أمير البلاد الشيخ تميم الذي رأى أنه لا يتسم بـ«الحكمة».
وشدد درويش، الذي كتب من قبل في صحف «التايمز» و«دَيلي تليجراف» و«الإندبندنت»، على أن قطر تعزل نفسها «عن المحور الذي تشهده المنطقة العربية» حالياً ضد تنظيماتٍ مثل جماعة الإخوان الإرهابية. وأكد أن إشهار سلاح الحرب التجارية سيضر بقطر رغم أن لديها استثماراتٍ كثيرة في الخارج، بجانب مستوى المعيشة المرتفع في أراضيها. وأشار إلى المشكلات التي بدأت تعاني منها بالفعل شركة الخطوط الجوية القطرية إثر قرار عدد من الدول، التي قطعت علاقاتها مع قطر، إغلاق أجوائها في وجه الطائرات التي تُشغلّها هذه الشركة.
وأقر المحلل السياسي المخضرم بأنه من العسير توقع المسار الذي ستأخذه الأزمة الراهنة الناجمة عن السياسات القطرية الداعمة للإرهاب. وأشار إلى أن تلك الصعوبة تعود إلى أن الإجراءات التي اتُخِذت ضد حكومة الدوحة هذه المرة «أوسع نطاقا من ذي قبل». ويشير درويش هنا على ما يبدو إلى قيام الإمارات والسعودية والبحرين بسحب سفرائها من قطر عام 2014 لمدة ناهزت الثمانية أشهر.  
وفي هذا السياق، قال درويش: «لم تصل أزمةٌ إلى هذا المستوى من قبل تقريباً. ولذا من الصعب التكهن (نظراً) لعدم وجود ما يُقاس عليه».
وحول الوساطة الأميركية المحتملة لتسوية الخلاف الحالي، قال درويش إن ثمة تساؤلات حول موقف قاعدة «العديد» الجوية العسكرية التي يتمركز بها آلاف الجنود الأميركيين في قطر. وأشار إلى أن الجنود الأميركيين المتمركزين في هذه القاعدة كانوا قد نُقِلوا إليها قادمين من السعودية قبل غزو العراق عام 2003، وتساءل ما إذا كان من الممكن إعادتهم إلى أراضي المملكة «حالما تطورت الأمور عن ذلك؟».
وبينما أكد درويش الأهمية التي تكتسي بها الوساطة الكويتية بشأن الأزمة، شدد على ضرورة اضطلاع الولايات المتحدة بدورٍ مماثل. واعتبر أن لدى الأميركيين «أوراق ضغط .. اقتصادية وعسكرية». ولكنه أضاف أن السؤال الآن يتمثل فيما إذا كانت واشنطن ستتماشى مع المطالب الخاصة بتغيير النظام الحاكم في قطر أم لا. واعتبر المحلل السياسي البريطاني ذو الأصل المصري أن الدوحة فوجئت بموقف ترامب من الأزمة.
واستبعد درويش أن تستجيب حكومة الدوحة لما هو مطلوبٌ منها بخصوص وقف دعم الجماعات المتشددة ووضع حدٍ للتعاون مع إيران. وقال إن قطر تجاوزت تقريباً هذه المرحلة، خاصة وأن المطالب المطروحة عليها «لا تخص بلداً واحداً بل 4 أو 5 دول» كما أنها تتنوع ما بين مطالب سياسية واقتصادية وأخرى ذات صلة بالإعلام.
من جهة أخرى، واصلت الصحف البريطانية الكبرى اهتمامها بتطورات عاصفة العزل الدبلوماسي والاقتصادي التي تواجهها قطر بفعل سياساتها.
أما صحيفة «فاينانشال تايمز» فقد نقلت عن مراقبين لم تسمهم القول إن مسؤولي حكومة الدوحة قد يبحثون تخفيف لهجة وسائل الإعلام التابعة لهم وطرد بعض الجماعات المتشددة من بلادهم بجانب النظر في مسألة اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً حيال مصادر تمويل المجموعات المتطرفة.
لكن المراقب نفسه أكد أن أي استجابة من الحكومة القطرية للمطالب المطروحة عليها سيكون لها حدود. وأشارت «فاينانشال تايمز» إلى أن الدوحة باتت نهباً للمخاوف من حدوث تصعيد عسكري أو انقلاب داخلي في ظل تصاعد الحصار والعزلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©