حرب تنافسية لريادة تكنولوجيا الحوسبة السحابية

يقترب عصر الحوسبة التقليدية بسرعة نحو الذبول. وربما ينتهي تماماً مع ظهور نظام التشغيل الواعد “وندوز 7” الذي يشهد الآن وضع اللمسات الأخيرة عليه في مختبرات البحوث التابعة لشركة مايكروسوفت. إلا أن العصر الجديد الذي بدأت تباشيره تهلّ على العالم، والمتمثل فيما يعرف بمصطلح “الحوسبة السحابية” cloud computing، سيكون له روّاده على غرار العصر الذي سبقه. ومرة أخرى ستدور المعركة التنافسية لابتداع وترويج أنظمة العصر الجديد بين شركات ثلاث هي مايكروسوفت وجوجل وآبل وغيرها. ويمكن أن تعزى هذه النقلة التطورية العريضة التي ينتظرها العالم، إلى نظام وندوز7 للتشغيل الذي ينتظر أن تعمد شركة مايكروسوفت إلى إطلاقه رسمياً يوم غد الخميس الموافق للثاني والعشرين من شهر أكتوبر الجاري بعد طول انتظار. وسوف تعمد مايكروسوفت إلى ترويج نظامها الجديد هذه المرة وفق إجراءات غير مألوفة. ومن ذلك أن الشركة أعدّت برنامجاً لمساعدة المستخدمين على تحميل النظام على أجهزتهم من موقعها مباشرة؛ وقدمت معلومات مفصلة حول طرق تشغيل وظائفه وتطبيقاته المختلفة والاستفادة منها بأفضل الطرق. وتقول مصادر مايكروسوفت إن وندوز7 يأتي وهو خالٍ تماماً من الأخطاء والصعوبات التي عرفت عن سلفه “وندوز فيستا”. وبدا من الواضح بالنسبة لأولئك الذين قاموا باختبار النظام الجديد، أنه ينطوي على الكثير من عوامل التطور الإيجابية. ولا يمكن اعتبار “وندوز7” مجرّد خطوة عادية جديدة تقطعها مايكروسوفت، بل هو الأداة التي ستضع حداً لعصر مزدهر من التطور الذي شهدته تكنولوجيا المعلومات، وسوف تقدح شرارة انطلاق عصر جديد تماماً، إنه عصر “الحوسبة السحابية”. وسوف يؤذن هذا العصر الجديد بتحول كبير لن يتم بعده إجراء معظم عمليات الحوسبة على الكمبيوتر الشخصي للبيت أو المكتب، بل عبر “السحب” أو “الغيوم” وحيث يتم بناء مراكز ضخمة مجهّزة بأضخم وحدات لتخزين وحفظ وأرشفة المعلومات والبيانات والصور وتضم مئات الآلاف من الخوادم الرقمية “السيرفرز”. ويمكن لهذه الخوادم أن تخزّن محتوى المعلومات الذي تضمه شبكة الإنترنت كلها. والآن، تمثل الخوادم الرقمية لشبكة البريد الإلكتروني، ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل يوتيوب وفيسبوك وغيرها، أمثلة بارزة حول “الخدمات السحابية” cloud services ويمكن الدخول إليها وحفظ البيانات ضمنها عن طريق متصفح الإنترنت العادي مثل “إنترنت إكسبلورر” أو “سفاري”. وتم تصميم نظام التشغيل وندوز7 بحيث يكون الأكثر مرونة في مجال تحميل العمليات الحسابية على الخوادم المركزية بدلاً من تحميلها على وحدات المعالجة المركزية للكمبيوتر الشخصي أو كمبيوتر الشركة. وسوف يترافق إطلاق “وندوز7” يوم غد، مع الإعلان الرسمي عن انطلاق العصر الجديد بعد مضي أكثر من عقد كامل على ظهور الفكرة. و”الحوسبة السحابية”، أسلوب جديد يتم من خلاله توفير الموارد والخدمات الافتراضية القابلة للتداول من خلال الاشتراك بالإنترنت. وفي ظل الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية، لم يعد المستخدمون بحاجة إلى عمليات إدارة وصيانة البنى التحتية المعقّدة والمكلفة الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، الأمر الذي يسهم في دعم عملياتهم وتمكينهم من التركيز على أعمالهم وأهدافهم الأساسية بشكل أفضل. وتنطوي الحوسبة السحابية على الثقة التامة بسلامة المحتوى المخزون على الخوادم العالمية وتخفيض تكاليف تقنية المعلومات، مما يجعل الآلاف من المنظمات التجارية تفضل هذه الطريقة باعتبارها أفضل بديل للحوسبة التقليدية المكلفة التي تفتقر إلى المرونة وتزيد أعباء الاستثمارات الرأسمالية فضلاً عن كونها أكثر خطورة نتيجة اضطراب الدورات والتكاليف غير المتوقعة. وتتيح منطقة الشرق الأوسط إمكانيات كبيرة لنظام “الحوسبة السحابية” نظراً للنمو الكبير في معدلات استخدام الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر في مختلف دول المنطقة. ويرى خبراء أن الفترة الحالية مناسبة جداً لاستخدام “الحوسبة السحابية” في كل من المنصات والتطبيقات على حد سواء. وتحرص شركات ناشطة في المنطقة مثل “سيلزفورس دوت كوم” على استكمال الجهود المتواصلة لتبسيط العمليات وتعزيز إجراءات خفض التكاليف من خلال مساعدة المؤسسات التجارية على دمج حلول الحوسبة السحابية ضمن منظومة عملياتها”. عن مجلة “إكونوميست” ومصادر أخرى